وقعت اليونان وقبرص وإسرائيل، اليوم الخميس اتفاقا لمد خط أنابيب تحت البحر بطول 1900 كيلومتر لنقل الغاز الطبيعي من منطقة شرق البحر المتوسط إلى أوروبا.
ورغم معارضة تركيا للمشروع، تهدف الدول الثلاث للتوصل إلى قرار نهائي بشأن تفاصيل الاستثمار في 2022 وإتمام خط الأنابيب بحلول 2025.
واتفقت حكومات أوروبية مع إسرائيل العام الماضي على المضي قدما في المشروع المعروف باسم ”إيست-ميد“، وهو مشروع خط أنابيب تتراوح تكلفته بين ستة الى سبعة مليارات دولار من المتوقع أن ينقل مبدئيا عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا من إسرائيل والمياه الإقليمية القبرصية مرورا بجزيرة كريت اليونانية إلى البر اليوناني الرئيسي وصولا لشبكة أنابيب الغاز الأوروبية عبر إيطاليا.
ووقًع وزراء الطاقة اليوناني والإسرائيلي والقبرصي الاتفاق النهائي بشأن خط الأنابيب في مراسم في أثينا.
وقال مسؤول تركي الشهر الماضي إنه ليست هناك حاجة لمد خط أنابيب إيست-ميد لأن خط الأنابيب العابر للأناضول موجود بالفعل.
وأضاف المسؤول قائلا "لماذا ندفن ثمانية مليارات يورو في البحر المتوسط عبر الجرف القاري لتركيا ومنطقتها الاقتصادية الخالصة؟ إذا لم نسمح بذلك فماذا سيحدث؟ هذه مشكلة ونحن بحاجة إلى تسوية إقليمية فيما يتعلق بالنفط والغاز حول قبرص".
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق ليس موجها ضد أي دولة.
وقال اناستاسيادس "أنه (الاتفاق)... يدعم هدفا مشتركا للسلام والأمن والاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط".
ومنذ 2009، جرى اكتشاف عدد من حقول الغاز الضخمة في حوض الشام بشرق البحر المتوسط.
لكن المنطقة تفتقر إلى بنية تحتية معتبرة للنفط والغاز، كما أن العلاقات السياسية بين الدول، بما في ذلك قبرص واليونان ومصر وإسرائيل ولبنان وسوريا، متوترة على عدة أصعدة.
يأتي التوقيع لمد خط أنابيب إيست-ميد بعد أسابيع من إبرام تركيا وليبيا اتفاقا لتعيين الحدود البحرية في المتوسط، في خطوة عارضتها اليونان وقبرص وإسرائيل.
ويقول محللون إن الاتفاق قد يشكل عائقا أمام خط الأنابيب المقترح الذي سيتعين مروره عبر المنطقة الاقتصادية التركية-الليبية المزمعة.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز لرويترز "إذا كانت تركيا ستهتم فالباب مفتوح".
وأضاف قائلا "نحن مستعدون لأن نناقش نوعا من التعاون.. تعاون في مجال الطاقة.. مع الأتراك أيضا. لسنا ضد الأتراك لكننا نساند بشكل كبير جدا مشروع خط أنابيب غاز إيست-ميد".
ومشروع خط الأنابيب مملوك لشركة آي.جي.آي بوسيدون وهي مشروع مشترك بين شركة الغاز الطبيعي اليونانية دي.إي.بي.ايه وشركة الطاقة الإيطالية إديسون.
ووقعت دي.إي.بي.ايه اليوم الخميس خطاب نوايا مع إنرجيان، وهي منتج للغاز يتركز اهتمامه على منطقة شرق المتوسط، لشراء ملياري متر مكعب من الغاز سنويا من حقل غاز إنرجيان قبالة إسرائيل عبر خط الأنابيب المزمع.