أثار نقل 4 كباش من معبد الكرنك في الأقصر لوضعهم في ميدان التحرير خلال أعمال رفع كفاءة الميدان المخطط تزيينه بمسلة فرعونية، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، حيث انتشرت عدة أقاويل مختلفة من جانب غير المختصين بالآثار عن تأثير تغير المناخ والأحوال الجوية واختلاف المكان على طبيعة الأثر، فضلًا عن نشر خطاب مزيف منسوب لمنظمة اليونسكو حول رفضها لنقل الكباش الأربعة من الكرنك إلى القاهرة.
تاريخ الكباش المنقولة من الكرنك إلى القاهرةمن جانبه، قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، أن نقل التماثيل الأربعة من الكرنك يأتي في إطار تطوير ميدان التحرير العريق وضمن تنفيذ للرؤية السياسية لتطوير القاهرة بالكامل، بميادينها وشوراعها بما يتوافق مع اختيار اليونسكو للقاهرة كعاصمة للثقافة 2020 وذلك بعد تونس، مضيفًا أن الكباش ترجع إلى أيام الملك "حور محب" وهو الذي أنشأ الصرح الثاني لمعبد الكرنك في الأسرة الـ18 وفي الأسرة 22 حتى 30 كانوا يريدون عمل فناء لهم وصرح لوضع آثار فتم وضع التماثيل على جانبي الطريق وهو الفناء الأخير في البناء ويعتبر الأول وهو أكبر صرح في مصر، وبالتالي فمن حرك هذه التماثيل في الأساس هم المصريين القدماء أي "الفراعنة" وتم تخزينهم في هذا المكان.
واستكمل بدران، حديثه مع "أهل مصر"، أن في 1958 - 1960 كان الدكتور محمد عبد القادر حاصل على الدكتوراه من انجلترا وكان رئيس البعثة المصرية الذي يحرس طريق الكباش أمام معبد الكرنك، قال في كتابه أن التماثيل فقدت أهميتها ولم يعد يشعر بها الزائرين وذلك بسبب نقلها من مكانها في طريق الكباش، وبالتالي من يدخل حاليًا معبد الكرنك لم يراهم لأنهم على الجانب.
تطوير ميدان التحرير وأضاف أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، أنه في إطار تجميل ميدان التحرير سيتم وضع تماثيل الكباش الأربعة على قواعد مرتفعة فضلًا عن تجنب عوامل الضرر والتأثر، خاصة أنهم في مكانهم يتم تعرضهم للأمطار والرياح المحملة بالأتربة، فالتلوث موجود في كل مكان ولكن يمكن أن نجنب عوامل الضرر والتلوث، لافتًا إلى أنه لا يعقل ألا يرى الزائر الأجنبي في طريقه من مطار القاهرة إلى الفندق، أي أثر حقيقي موجود في أي ميدان حتى يخرج في يومه الثاني لمنطقة أثرية وفقًا للبرنامج السياحي الموضوع، وتساءل عن المانع عن وضع الكباش الأربعة في التحرير ومعهم مسلة مرتبطة بإله الشمس وسيتم إنارتها، لإمكانية أخذ الصور التذكارية بجانبها ويكون الميدان في مظهر حضاري رائع ومنشأ سياحي جميل في ميدان التحرير، وبهذا يتم الترويج لهذا النوع من التماثيل "الكباش" فهي عبارة عن جسم أسد ورأس كبش، مشيرًا إلى أن الهجوم على نقل التماثيل الأربعة وإثارة هذا اللغط بسبب أخذ معلومات غير كاملة وبعض غير المتخصصين بدأوا الحديث في الآثار.
اقرأ أيضًا.. العثور على 370 عملة معدنية مخبأة في صرر كنيسة أبو فانا الأثرية بالمنيا (صور)
ترميم طريق الكباشوأكد أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، أن طريق الكباش الأصلي الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك لم يتم لمسه ولم يأخذ أحد فيهم حجر أو تمثال واحد، مشددًا على أنه لم يتم لمس طريق الكباش الذي يجري ترميمه الآن على قدم وساق وهو مشروع قومي تعمل عليه الدولة ليتم عمل بانورما به وإضاءته وربط بين المعبدين بطريق مضئ كما كان يحتفل المصري القديم بعيد "الأوبت" الشهير.
حقيقة خطاب منظمة اليونسكو حول نقل الكباش من الكرنكوقال أستاذ الآثار المصرية: البيان الذي نشرته جميع الصحف، والذي قيل أنه صدر من منظمة اليونسكو بشأن نقل القطع الأثرية الأربعة، مزيف قام بعمله كتائب جماعة الإخوان، وجاء به أن الأميرة مي بنت محمد آل خليفة تخاطب وزير الآثار في رسالة بها نوع من التهديد، كما أن موقع اليونسكو مسجل على قائمة التراث العالمي من أكبر المواقع التي تم تسجيلها من 1979 ولا يوجد به أي إشارة إلى مصر كما أن المنظمة لهم مكتب في القاهرة وأي خطاب سيتم التقدم به من خلال هذا المكتب كما أن اليونسكو لا يعترض سوى في حالة تحريك مبنى أو غيره وحدث أيام رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد والذي أراد تمرير الطريق الدائري جانب الهرم وبالتالي هناك تلوت وعوادم وهنا اعترض اليونسكو وتم تعديل المشروع بعيد عن الهرم، ولكن في حالة تحريك معبد الأقصر من حق منظمة اليونسكو الاعتراض على ذلك.
أوضح أن هذه القطع الاثرية سيتم وضعها تحت الأضواء لتزيين ميدان عريق مرتبط في أذهان المصريين بأحداث مهمة وأخرها ثورة 30 يونيو، لافتًا إلى أن العالم كله يفعل ذلك فدولة الإمارات بها نافورة تنير كل 3 دقائق ينتظرها الجميع لأخذ الصور التذكارية بجانبها، وبالتالي لا يوجد ضرر من نقل التماثيل ولكن يمكن الحديث حول تجنبيها عوامل الضرر.
نقل الآثار وتأثير المناخوعن تأثر الأثر بطبيعة المناخ، أكد أن المناخ في الأقصر يتميز بارتفاع درجة الحرارة والذي يؤثر على الأثر كما أن انخفاض الحرارة يؤثر أيضًا وبالتالي فلدينا أساليب ترميم حديثة ووسائل لعزل الأثر عما يحيط به من ملوثات، كما تم نقل 50 ألف قطعة أثرية إلى المتحف المصري الكبير لترميمهم، وتمثال بسماتيك الأول من المطرية وتم نقل تمثال الملك رمسيس خاصة أن لدينا خبرات للتغليف والنقل وحماية الأثر، متساءلًا: لماذا يُقابل كل تغيير لصالح الدولة بهذا الهجوم العنيف دون دراسة الموضوع؟.. هناك فريق يحاول هدم أي إنجاز للدولة.
نقل التماثيل الأثرية من معبد الكرنك إلى ميدان التحريروكان الدكتور مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك، قد أكد أن تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش التي سيتم نقلها من معبد الكرنك الي القاهرة لتزين ميدان التحرير حول المسلة التي تم نقلها من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية، ليست من التماثيل الموجودة على جانبي طريق الكباش المعروف الذي يربط بين معبدي الاقصر والكرنك، ولا التماثيل الموجوده امام واجهة معبد الكرنك ولكن تم اختيارها من بين تماثيل موجوده خلف واجهة المعبد (الصرح الاول) علي جانبي الفناء، خلف مباني الطوب اللبن التي تركها المصري القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
وقد نشرت بعض المواقع الالكترونية أمس، خطاب مزيف للشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، ورئيسة المركز العربي للتراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، لوزارة الآثار المصرية، بشأن نقل تماثيل الكباش من الأقصر إلى ميدان التحرير.
وجاء في نص الرسالة المزيفة كالتالي: "وددت أن أبعث إليكم بهذه الرسالة التي يفرضها علي منصبي الرسمي، وصداقتي لمصر الشقيقة، وكل المعنيين بالشأن الأثري والثقافي فيها، ولا يخفى على معاليكم أن أي تعديل على موقع بهذه الأهمية يجب أن يسبقه التشاور مع مركز التراث العالمي لليونسكو، وتقديم تقارير تقيم الأثر على الموقع ذاته، وغيرها من الأمور التي تنص عليها المبادئ التوجيهية التشغيلية لاتفاقية التراث العالمي، وبصفتي رئيسة للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، اقترح إجراء مشاورات وعقد اجتماع بين خبرائكم وخبراء المركز لدراسة هذا الاقتراح، ومحاولة إيجاد حل بديل إذا لزم الأمر، ونعدكم بتقديم كل الدعم الفني في هذا الخصوص".
يذكر أن أعمال التطوير في ميدان التحرير، يجري العمل عليها خلال الفترة الحالية، والتى تنفذها شركة المقاولون العرب، حيث بدأ العمل فعليا في أعمال زراعة النخيل وأشجار الزيتون في المنطقة المحيطة بالميدان، وإزالة اللافتات التى تحجب واجهات العمارات ذات الطراز العمرانى المتميز، وكذا تجهيز "صينية" الميدان، تمهيدا لنقل المسلة الفرعونية لتزيينها، فضلًا عن دهان واجهات المحلات والعمارات كي يكون هناك تناسق للمنطقة التاريخية، وسيضم الميدان أيضا نافورة وأعمالا مائية وإضاءات.