الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وتحتاج إلى دقة كبيرة ووقت طويل، أصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال جيلًا بعد جيل، لكنها أوشكت على الاندثار؛ بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق، مما يجعلها غير قادرة على المنافسة.
محمد فوزي، يبلغ من العمر 50 عامًا، حاصل على دبلوم صنايع، من مواليد محافظة البحيرة، يعمل في صناعة الـ"سمر" منذ نعومة أظافره، لقد ورثها عن والده، ويرى أنه العاملين في الصناعات اليدوية هم فنانين أولًا، وأحد المشاركين في معرض "ديارنا" للحرف اليدوية بأرض المعارض.
يقول محمد فوزي لـ أهل مصر، قديمًا كان المصريين يستخدمون الحصيرة المصنوعة من "السعف والسمر"، ولكن بعد ظهور الآلات وتقدم التكنولوجيا، والصناعات الآلية، ظهرت الحصيرة البلاستيكية، وغزت الأسواق المصرية، واندثر استخدام الحصيرة اليدوية، مشيرًا إلى أن نبات السمر من النباتات الصيفية، ويعمل هو على زراعته، أو جمعه من على الترع والمصارف.
وأضاف "فوزي"، أنه فكر كثيرا في استغلال صنعته وقدرته العالية على تشكيل ما يريد يدويًا، باستخدام تلك النبات، وقرر أن يصنع المعلقات المزخرفة بالآيات القرآنية،
وأوضح "فوزي" أن أنه يستخدم الكثير من الادوات والخامات لصناعة المعلقات، ومنها: "السمر، والصوف، والشاجي (أحد أنواع الخيوط)، والجلود، والنحاس"، وأن صناعة المعلقات والسجات تأخذ الكثير من الوقت والجهد، فأقل قطعة تأخذ منه ثلاثة أيام.
وشارك "فوزي في الكثير من المعارض، ومنها معرض "تراثنا"، وقدم فيه سورة الفاتحة باللغة الفرنسية على المعلقة، وأخذت منه 22 سطرًا، ويحلم بكتابة القرآن الكريم كاملًا، على الحصير بأستخدام السمر والنحاس، ولكن هذا يحتاج إلى ميزانية كبيرة وفترة زمنية طويلة.
ويطالب فوزي المسؤولين بدعم الصناعات والحرف اليدوية، ويتمنى أن ينفذ مشروع كتابة المصحف، كما أن هذه الحرف تعد تراثًا عالميًا، ويجب أن نحافظ عليه ونعمل على تنميته.