أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن المخططات التركية الخبيثة تحاول إتاحة الفرصة لتنظيم داعش الإرهابي ليعاود التمركز في ليبيا، حيث تسعى القيادة التركية إلى تمكين التنظيم الإرهابي من إعادة السيطرة على الأراضي، عبر حرب استنزاف ترهق بها الجيش الليبي، ليخدم أهدافها التوسعية في المنطقة.
جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا
وأكد المرصد أن جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا وتونس تعمل بكل جهدها على تسهيل عمليات نقل عناصر داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا، حيث رصد الجيش الليبي استخدام مطارات تونس لغرض إنشاء قاعدة جديدة لداعش على الأراضي الليبية، ومنها مطار جربة، حيث تم إنزال مجموعات إرهابية في تونس، وتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق الجبل الغربي.
وأشار إلى أن المرصد السوري أكد أن تركيا أرسلت بالفعل 1000 من المرتزقة إلى ليبيا، وجاري حشد 1700 آخرين ممن يتم تجميعهم في 4 محطات تجميع في الشمال السوري للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك، كما نقلت مصادر محلية سورية قولها إن الفصائل الموالية لتركيا تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية، وتقدم مغريات ورواتب مجزية تصل لنحو ألفي دولار أمريكي لكل مسلح شهريًّا.
وأضاف المرصد أن تركيا ما زالت تعول على جماعة الإخوان في إحياء مشروعها الإمبراطوري التوسعي في الشرق الأوسط، وأن الجماعة بمثابة حصان طروادة للتغلغل في دول الشرق الأوسط، فبعد أن فشلت تركيا في استخدام الطابور الخامس من الإخوان المسلمين في مصر من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد للسيطرة عليها، وجدت ضالتها المنشودة في جماعة الوفاق الليبية المنحلة، التي هي مزيج من الإخوان المسلمين والدواعش والقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وأوضح المرصد أن أهداف تركيا من إشعال الأزمة في ليبيا، وإعادة تموضع تنظيم داعش الإرهابي هناك تتلخص في ثلاثة أهداف:
- إحياء الإمبراطورية العثمانية التي تسيطر على الشرق الأوسط وأن يتوَّج أردوغان سلطانًا عليها، والانتقام من مصر وجيشها الباسل الذي وقف بالمرصاد للمخططات الخبيثة التي تهدف إلى السيطرة على البلاد من خلال أذرعها الأخطبوطية المتمثلة في جماعة الإخوان.
- تهديد دول أوروبا بإرسال المزيد من الإرهابيين، من خلال تأصيل وجود تنظيم داعش على البحر المتوسط حيث يسعى لاستخدام التنظيم كأحد أدواته ضد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال، وقبلها اليونان وقبرص، وهو أمر ليس بالجديد على القيادة التركية، فقد صرح أردوغان من قبل بأنه قادر على فتح بوابات الوصول إلى أوروبا أمام اللاجئين والإرهابيين لإغراق أوروبا، وربما إحراقها بنيران الإرهاب.
- تتطلع تركيا -يحدوها الطموح الاستعماري والطمع- للسيطرة على العمق الأفريقي، وهي تدرك أن ما فقدته من أوهام الخلافة في الشرق الأوسط، ربما تجد له صدى في القارة الأفريقية، حيث تعاني بعض الدول الأفريقية من أزمات أمنية، واضطرابات اجتماعية، كما تنتشر الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب وبوكو حرام والقاعدة وداعش.
ودعا المرصد إلى الوقوف بحزم أمام هذه المخططات الشيطانية التي تغذي الإرهاب وتنشر الفساد في الأرض والتصدي للأطماع التركية اللامحدودة التي تنذر بالتصعيد الإقليمي، وإدخال المنطقة في صراعات مريرة وموجة جديدة من الفوضى والعنف والإرهاب.