تُعاني قرية بريش الغربية التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، من نقص في الخدمات الأساسية التي تلبي احتياجات أهالي القرية، خصوصًا أهم شيء وهي الوحدة الصحية التي تقدم الخدمات الطبية اللازمة لأهالي القرية التي تبتعد عن مدينة الفيوم أكثر من 45 كيلو متر، خصوصًا أنهم يعيشون في منطقة جبلية تكثر في الثعالب والثعابين، ويحتاجون إلى وجود طبيب دائم موجود باستمرار بالقرية.
وقال عبد الهادي عوض أحد أهالي قرية بريش الغربية في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنّ قريتهم تعاني من الإهمال التام من قبل المسئولين، فالقرية دائمًا بها مشكلات مياه شرب حيث تنقطع كثيرًا ويعتمدون على شراء جراكن المياه من تجار يطوفون بها القرية يوميًا، كما أنهم يستخدمون مياه الترع والمستنقعات في غسيل ملابسهم واوانيهم مما تسبب في انتشار الأمراض بينهم، وبالرغم من ذلك لا يوجد مكان يقدم لهم العلاج.
وكشف أنّه في عهد سوزان مبارك تم إنشاء مستشفى لتخدم القرية والقرى المجاورة لها، وبالفعل بدأت العمل بسرعة كبيرة وكان أهالي القرية شديدي السعادة بها خصوصًا أنّه تحدث لديهم حالات لدغ ثعابين وعقارب كثيرة بسبب طبيعة قريتهم الجبلية وكان المصل متوفرًا ويتم العلاج بسرعة، ولكن يا "فرحة ما تمت خدها الغراب وطار"، فبعد عمل المستشفى بعام توقف العمل بها فجأة وتم إغلاقها بحجة أنها غير مطابقة للمواصفات وآيلة للسقوط، وظلت قريتهم لسنوات طويلة دون وحدة صحية أو مستشفى ومن كان منهم يتعرض لإصابة كانوا ينقلونه لمستشفى إبشواي المركزي التي تبتعد عنهم بمسافة طويلة، وأحيانًا يموت المريض قبل وصوله للمستشفى.
وأشار إلى أنهم اشتكوا كثيرًا، فقامت الصحة بتأجير أحد المنازل بالقرية وكانت ترسل لهم طبيبًا يومًا كل أسبوع ولم يكن ذلك كافيًا، فعندما كان يتعرض شخص لحادث أو يصاب أي شخص بلدغ ثعبان أو حتى إصابة أي شخص أو طفل بمرض كانوا يضطرون للذهاب إلى مركز أبشواي للكشف لدى طبيب خاص أو مستشفى أبشواي.
وبينّ أنّ المستشفى أصبحت مرتعًا للحيوانات فالكثير من أهالي القرية كان يقوم بربط ماشيته من الأبقار والخراف والحمير في فناء المستشفى ويتركهم يتغذى على الحشائش التي نمت في فناء المستشفى جراء إهمالها وكثرة المياه الجوفية أسفلها، كما أنّ هناك بعض الخارجين عن القانون قاموا بكسر الشبابيك ودخلوا إلى المستشفى وسرقوا منها الكراسي والترابيزات المتواجدة بها، وأصبحوا يدخلون إليه ليلًا يتعاطون المخدرات ويفعلون أشياء خارجة عن القانون.
وأوضح أنّه بعد كثير من الشكاوى والفاكسات لوزيرة الصحة والمحافظ، صدر أخيرًا قرارًا بإزالة المستشفى وإعادة بنائها وتشغيلها مرة أخرى، مُعبرًا عن أمله في أن ينتهي إعادة بنائها قريبًا وفرشها بالأجهزة اللازمة، وإعادة افتتاحه لخدمتهم وخدمة أهالي القرى المجاورة.
اقرأ أيضًا.. الفيوم توقع بروتوكول مع "الاتصالات" لتنفيذ مشروع التحول الرقمي
على جانب آخر، قالت الدكتورة آمال هاشم وكيل وزارة الصحة بالفيوم في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنّه صدر منذ فترة طويلة قرارًا بإزالتها وتم توفير اعتماد مالي لإعادة بنائها وجاري بنائها وتشطيبها وإعادة تشغيلها مرة أخرى، مؤكدةً أنّه سيتم توفير طبيب دائم بالمستشفى وفريق من التمريض لتقديم الخدمة الطبية لأهالي القرية والقرى المجاورة على أكمل وجه.