بعد إعلان أردوغان إرسال 35 جندي فقط.. ما سر تراجع تركيا عن حشد قواتها لليبيا؟

بعد أن واصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديداته بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لما يعرف بحكومة الوفاق الليبي، وتفويض البرلمان له لذلك، قال في وقت سابق اليوم، إن بلاده أرسلت فقط 35 جنديا إلى طرابلس، وإنهم لن يشاركوا في الأعمال القتالية وإنما تقتصر مهماتهم على الأعمال التنسيقية، ولكن ما سر هذا التراجع المفاجئ؟.

اللواء دكتور نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، قال إن ذلك يرجع إلى "موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لهذا التدخل، فضلا عن الموقف المصري وكذلك العالم كله، بالإضافة إلى الضغوط عليه في الداخل التركي من جانب المعارضة، فكان عليه أن يتراجع".

وأضاف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، في سياق سرده السر وراء هذا التحول، أن "أردوغان أيضا لن يستطيع أن يقف أمام صمود الجيش الليبي وشعبه ولا أمام المجتمع الدولي أو الإقليمي"، موضحا أن "مصر والجزائر وتونس وأوروبا تقف ضده"، مشيرا إلى أنه إن حدث وذهب إلى هناك "ستُقطع رقبته، وستدفن جنوده هناك".

ولفت "سالم"، في نفس الوقت، الى أن "ذلك لا يعني أن دوره انتهى في ليبيا"، معللا ذلك بقوله: "لأنه سيحاول بشتى الطرق بقاء السراج، وذلك حتى تظل مذكرتي التفاهم الموقعتين بينهما باقية؛ لأنه حال سقوط السراج ستُلغى تلك الاتفاقيتين تبعا لذلك"، مؤكدا على أن "أدوار أردوغان لم تنتهي في الخفاء".

وحول طبيعة هذا الدور، قال رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أنه "سيستمر في دعم رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، وسيحاول مساندته سياسيا حتى تظل حكومته قائمة، أو على الأقل بقاء اتفاقية ترسيم الحدود بينهما سارية".

كانت صحيفة "حرييت" التركية أفادت، في وقت سابق اليوم الأربعاء، نقلا عن أردوغان، ردا على تساؤلات حول شكل الانتشار العسكري التركي في ليبيا، قوله، إن تركيا أرسلت 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة طرابلس لكنهم لن يشاركوا في المعارك.

وشدد أردوغان على أن "العسكريين الذين سيرسلون لاحقا لن يشاركوا في المعارك"، في حين أشار مسؤولون أتراك مرارا إلى أفراد سيتولون "تدريب" و"تقديم الاستشارة" لقوات الوفاق الوطني"، مؤكدا أن "2500 عنصر مرتزقة من مجموعة فاجنر"، الشركة العسكرية الروسية الخاصة، يقاتلون إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، وهو ما تنفيه موسكو.

اقرأ أيضاً: تمخض الجمل فولد فأرا.. أردوغان يدعم حكومة السراج فى طرابلس بـ35 جنديًا

والأسبوع الماضي صادق النواب الأتراك على مذكرة تجيز للحكومة إرسال عسكريين إلى ليبيا، دعما لما يعرف بحكومة الوفاق الوطني حليفة أنقرة في مواجهة قوات الجيش الوطني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً