اعلان

تحدت الفقر بالعمل.. "ليلى" أول سيدة تعمل "صنايعي كهرباء" ببنى سويف.. المرض أقعد والدها فتركت تعليمها لترعى 5 إخوة

"واجهتُ ظروفًا قاسية بعد إصابة والدى بمرض خطير، تاركًا لى 5 إخوة، فاضطررت لترك الدراسة والعمل لمساعدة الأسرة"، بكلمات تعبر عن مدى صعوبة مواجهة العيش، وتحديات الزمان، من عدم وجود عائد مادى يساعد المرأة على مقاومة الحياة ومتطلباتها، تحدثت "ليلى محمد" أول سيدة في بني سويف تعمل “صنايعي كهرباء”، عن كيفية العمل بهذه المهنة، التى طالت لأكثر من 11 عاما، بسبب الظروف المادية الصعبة التى نالت منها.

اقرأ أيضا.... بعد أن تركها أبناؤها.. مواطن يتبرع ببناء منزل لسيدة مسنة ببنى سويف

تقول "ليلى" إنها واجهت ظروفا غير عادلة، على حد قولها، عندما أصيب والدها بمرض خطير، وكان يعمل بإدارة ناصر الصحية، مما جعله يقوم بتسوية معاشه المبكر لعدم قدرته على مواصلة العمل والاستمرار، بسبب ظروفه الصحية العصيبة التى وقفت عائق دون الاستمرار فى عمله".

وأضافت أن والدها ترك عمله، وهى فى الصف السادس الإبتدائى، ولديها 5 من الإخوة والأخوات، وجميعهم كانوا فى المراحل التعليمية المختلفة، فكان لابد من أخذ القرار الصادم، وهو ترك المدرسة والحياة التعليمية، ومحاولة مساعدة والديها، فى القيام بتحمل مصاريف، وأعباء الحياة المعيشية الصعبة، التى لحقت بهم بشكل مفاجئ، بعد إصابة والدها بالمرض.

وتابعت: "أرادت الحياة أن ترسل إلى فرحة، كمثل باقى البنات، فتقدم لى أحد الأشخاص، لخطبتى، إلا أن الزواج لم يستمر طويلا، وتم الطلاق بينى وبين زوجى، لأعود مرة أخرى إلى بيت أبي، بعد أن أنجبت ابنتى الوحيدة".

وأضافت أن والدها توفى بعد ذلك بسبب المرض الخطير الذى لحق به، مقررة البدء فى العمل بمهنة الكهرباء، لأنها كانت تميل منذ الصغر فى محاولة إصلاح المراوح والأدوات الكهربائية، بداخل منزلها، من خلال القيام بالتصليح للجيران والأصدقاء والأقارب، بكافة الأعطال الكهربائية.

وأوضحت أنها فى بداية الأمر لاقت العديد من الصعوبات الخاصة بها كونها امرأة تعمل بمهنة لا يعمل بها سوى الرجال فقط، وما نالها من العديد من السخرية والاستهزاء والتهكم من جانب العديد من الرجال بالقرية، باعتبار أن عملها ينافى العادات والتقاليد الريفية.

وأضافت أنها استطاعت أن تساعد والدتها، وأخوتها فى مناحى الحياة والعيش، دون اللجوء إلى أحد أو مد يدها إلى أى شخص، مؤكدة أن أعباء الحياة والمعيشة تحتاج إلى مزيد من التضحيات فى سبيل الحياة بشيء من الكرامة والجد والاجتهاد، دون مساعدة الآخرين، وخاصة فى ظل ظروف عصيبة تجتاح الحياة دون سابق إنذار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً