افتتح وزير السياحة والآثار يفتتح مسجد أثري بالقاهرة ويزور كنيسة قبطية بالإسكندرية بمناسبة أعياد عيد الميلاد المجيد، ويفتتح المعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبي بالإسكندرية، كما افتتح جامع الفتح الملكي بحي عابدين بالقاهرة بحضور الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، حيث أقيمت به شعائر صلاة الجمعة.
وأوضح المهندس وعد الله ابو العلا رئيس قطاع المشروعات بالوزارة، أنه تم البدء في أعمال ترميم الجامع عام ٢٠١٧، بتكلفة بلغت مايقرب من 16 مليون جنية، شملت ترميم وتنظيف التجاليد الرخامية للحوائط، وأعمال تنظيف وترميم المنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية بالمسجد، والقباب من الداخل وإنهاء الأعمال الزخرفية بها، بالإضافة إلى تركيب اجهزة النظام الصوتي ووحدات الإضاءة الداخلية وكاميرات المراقبة.
كما تم الانتهاء من تنظيف حجر الواجهات والمئذنة، والقباب النحاسية بالأسطح، وأعمال عزل بلاط أرضيات الأسطح، وأعمال تركيب أرضيات حجرية بالموقع العام داخل المسجد وجهة المدخل الرئيسي، واستكمال أعمال الإضاءة الخارجية.
ثم توجه العناني، إلى محافظة الإسكندرية لتفقد أعمال ترميم المتحف اليوناني الروماني الذي يجمع الآثار المصرية من العصرين اليوناني والروماني، المغلق منذ ما يقرب من ١٥ عام، ومن والمقرر افتتاحه في ديسمبر ٢٠٢٠ بعد انتهاء مشروع تطويره، ليصبح مقصد سياحي وأثري هام بمدينة الإسكندرية.
ثم زار الكنيسة المرقسية والمعروفة باسم الكنيسة القبطية، وذلك لتقديم التهنئة للإخوان الأقباط بمدينة الإسكندرية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
ثم توج الى معبد الياهو هانبي الموجود على بعد دقائق من الكنيسة والذي بني في منتصف القرن التاسع عشر، بعد أن تنازل بابا الكنيسة في ذلك الوقت بقطعة الأرض لبناء المعبد عليه حيث كانت أرض المعبد جزء من الكنيسة التي أهداها قداسة البابا ليهود مصر لبناء المعبد وإقامة شعائرهم.
حضر الافتتاح محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف، الدكتور مصطفي الفقي رئيس مكتبة الاسكندرية وعالم الآثار د. زاهي حواس، احمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة، ورئيس القطاع سامية سامي
وأكد الدكتور خالد العناني، في كلمته على أن اليوم يعتبر يوما استثنائيا، خلال ٤ ساعات فقط تم افتتاح مسجد الفتح الأثري في قصر عابدين، ثم توجهنا الى محافظة الإسكندرية لزيارة المتحف الروماني واليوناني تمهيدا لافتتاحها بعد ١٥ سنة من إغلاقه لرؤية الآثار المصرية الرائعة من العصرين الروماني واليوناني، بالاضافة الى اننا قمنا بزيارة كنيسة القديس مرقس التى شهدت بداية المسيحية في مصر ترجع الى القرن الأول الميلادي حيث هذا العام يشهد مرور ١٥٠ سنة على تأسيسها.
وقال الوزير: اننا الآن نشهد الاحتفال بافتتاح المعبد اليهودي الأثري " الياهو هانبى" الذى يبعد مسافة عشرة أمتار عن الكنيسة المرقسية، لافتا إلى أن أرض هذا المعبد كانت تابعة للكنيسة وتنازل عنها البابا آنذاك لإقامة هذا المعبد.
وأشار إلى أن " هذه هي مصر" التي تُمكن الجميع من زيارة آثار متنوعة تنتمي الى عصور عديدة، لافتا إلى أن مصر متفردة طبقات حضارية تعكس أن مصر نسيج واحد يكمل بعضها البعض.
وأضاف أن ترميم هذا المعبد يبعث رسالة للعالم أن الحكومة المصرية تهتم بالتراث المصرى الذى يعود إلى فترات متعددة تعاقبت على مصر، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مساجد وأديرة وكنائس في كافة المحافظات المصرية، بالاضافة الى العديد من المتاحف التي تضم آثار تنتمي لعصور مختلفة.
وأعرب الوزير عن تفاؤله بأن عام ٢٠٢٠ سيكون عام خير على قطاع السياحة والآثار في مصر، متوجها بالشكر لكافة القائمين على الانتهاء من إنجاز ترميم هذا المعبد مع مراعاة الجانب الأثري به مما يمثل تضافر النسيج الوطني الواحد.
كما وجه الشكر لكافة العاملين بوزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وشركة المقاولين العرب، ولكل من ساهم في ترميم هذا المعبد الذي يعد الأقدم على الإطلاق في مدينة الإسكندرية على ما بذلوه من جهد طوال عامين لنقف هنا اليوم معكم لنحتفي بأثر جديد ينضم بأيدينا إلى تراث الإنسانية.
وخلال كلمته أعرب الدكتور مصطفي الفقي عن اعتزازه وفخره بهذا اليوم الذي يعد يوما من أيام مصر الحقيقية التي تدرك وتؤكد على معنى وعمق العلاقات الانسانية بين البشر، لافتا إلى مصر لا تفرق بين ابنائها باختلاف دياناتهم ( مسلم ومسيحي ويهودي).
كما أشار إلى أن الاحتفال اليوم بتدشين هذا المعبد الذي عكفت وزارة السياحة والآثار على ترميمه هو برهان جديد على أن مصر هي دائما بلد الحضارة والثقافة والديانات، لافتا الى أن مصر بدأت عمليات ترميم المعابد منذ عدة سنوات وان اليوم نعزز ذلك بافتتاح هذا الصرح القديم.
وأكد الدكتور مصطفى الفقي، علي أن مصر على مر العصور لم تعرف التعصب والتشدد، مؤكدا على أن الوحدة الوطنية في مصر تعيش الآن أزهى عصورها، وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يكرس معاني الوحدة الوطنية بمصر.
تبلغ مساحة المعبد 4200م، وهو مكون من طابقين، طابق للرجال والثاني للسيدات، ويحتوي على مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد، كما يضم صفوفًا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخصًا، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.
وأوضح العميد هشام سمير مساعد وزير الاثار للشؤون الهندسية، أن مشروع الترميم بدأ منذ اغسطس 2017م، وتضمنت رصد الشروخ والعناصر المعمارية والإنشائية الحرجة ووضع الخطط اللازمة لترميمها، وفك ورفع العناصر المنقولة، كما تم تقسيم محاور ترميم المعبد إلى عدة محاور تتمثل في الترميم الإنشائي والمعماري والترميم الدقيق وتنسيق الموقع العام.بتكلفة مقدارها 64 مليون جنية، مشيرا إلى أن ٰأعمال الترميم الدقيق شملت ترميم العناصر المنقولة والثابتة مثل المقاعد الأثرية والأبواب والتجاليد الخشبية ونقل وحدات الإضاءة مثل النجف والمشاعل ومقتنيات أداء الشعائر الدينية اليهودية والزجاج المعشق بالرصاص والمشغولات النحاسية والخشبية والبلاطات من الرخام والمزايكو، والشواهد الأثرية الباقية من المعبد القديم. كما تم إعداد الدراسات التفصيلية لعرض الشواهد الأثرية آثار المعبد القديم تحت إشراف طاقم متخصص من آثار ومهندسي المجلس الأعلى للآثار.
وعقب الانتهاء من أعمال الترميم، تم تزويد المبنى بأحدث أنظمة إنذار الحريق، وأحدث وسائل الإضاءة طبقا للمعايير العالمية التى تتناسب وطبيعة المبنى الدينية والأثرية.