نجح الإعلامى يوسف الحسينى فى الجزء الثانى من فيلم “التنظيم” فى كشف قادة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين الذين يعملون من خلال مؤسسات الجماعة بالعاصمة البريطانية لندن، وتضم القائمة العديد من الأسماء على رأسها هاشم بن محمد العوضى (قطرى الجنسية) رئيس جهاز الإعلام بمؤسسة عيد الخيرية، والشيخ أحمد بن عيد آل ثانى (قطرى الجنسية) هو المسؤول الرسمى لحكومة القطرية عن مكافحة غسيل الأموال وتمويل مكافحة الإرهاب ومؤسس مؤسسة عيد الخيرية لتمويل الإخوان، وعبد الوهاب الحميقانى (يمنى الجنسية) الداعم لتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وعبد الرحمن النعيمى (قطرى الجنسية) والذى صنفته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى كممول للقاعدة بالعراق وشبه الجزيرة العربية وجبهة النصرة والشباب المجاهدين.
قال أندرو جيليجان، صحفى بصنداى تليجراف البريطانية، إن شبكة الإخوان المسلمين تضم شركات إعلامية وقنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية. لديهم نظام دقيق للغاية. حيث أن لديهم مواقع إلكترونية مختلفة كل منها موجهة لفئة معينة من الناس. لديهم موقع إلكتروني موجه لليبراليين البيض ومواقع أخرى موجهة لمنظمات أخرى، ثم مواقع موجهة للعالم العربى – مختلف أنحاء العالم العربى.
وتوصل الفيلم إلى أهم الطرق التى يستخدمها التنظيم الدولى للتأثير على الرأى العام الدولى، وذلك من خلال مجموعة من وسائل الإعلام الشهيرة منها ميدل إيست آى والتى أسسها جمال بيساسو (فلسطينى الجنسية) وهو مدير سابق للتخطيط والموارد البشرية بقناة الجزيرة القطرية وهو أيضًا مدير سابق للموارد البشرية بقناة القدس التى تعد المنبر الإعلامى لحماس، وميدل إيست مونيتور والتى تتواجد فى كراون هاوس منذ عام 2015 والتى يرأس تحريرها إبراهيم هيويت وهى أيضًا أحد المنصات الإعلامية التى يوجه الإخوان من خلالها الرأى العام الدولى.
وقال راشد على - الباحث بمعهد الحوار الاستراتيجى بلندن أحد ضيوف فيلم “التنظيم” – "أعتقد أنهم يعملون منذ وقت ليس بالقصير فى أماكن مختلفة من أوروبا. فقد ظلوا يعملون فى ألمانيا وبلجيكا حيث كانت لديهم مكاتب لبعض الوقت تحت ستار منظمات مختلفة تتخذها كواجهة. أعتقد أن البحث الذى أجراه لورينزو فينيدو قد نجح بدرجة كبيرة فى كشف صلات الإخوان المسلمين فى أوروبا؛ أماكن عملياتهم والواجهات التى كانوا يستترون خلفها، وأين يذهب التمويل، وكيف يعملون كمنظمة".
وأكد جيليجان خلال التحقيق الاستقصائى أن التنظيم الدولى دائمًا ما يلجأ إلى التمويه من خلال شبكة معقدة من الجمعيات والهيئات والمنظمات والمراكز والشركات حيث دائمًا ما يحاول عدم كشف علاقة الترابط بين هه المؤسسات سواء آليات العمل أو آليات التمويل، ولكن إذا دققنا ونظرنا فى أماكن كافية يمكن أن نرى الصورة الحقيقية بسهولة. فيمكن أن نكشف تجمعها والصلة بينها والعلاقة بين الأفراد والعلاقة بين المنظمات التى كانوا جميعًا مشاركين فيها فى الماضى”.
وعن تمركزات الإخوان فى لندن نجح فيلم “التنظيم” فى كشف 4 مقرات رئيسية يعمل من خلالها التنظيم الدولى فى لندن والتى تضم بعض المؤسسات التى تتخذها الجماعة غطاءً تعمل من خلفه لتنفيذ مخططاتها فى العديد من دول العالم، وهى ويست جيت هاوس، وبينيكل هاوس، وكراون هاوس، وكريكلوود برودواى.
وحدد جيليجان خلال حواره توجهات مقرات الإخوان فى لندن وأشار إلى أن كراون هاوس هو المقر الذى تتخذه جماعة الإخوان المسلمين كمركز لتوجيه أنشطتها فى المملكة المتحدة. أما الذين كانوا يعملون من ويستجيت هاوس فقد كان معظم نشاطهم موجهًا إلى الشرق الأوسط – وتمويل عمليات حماس. فمثلًا مركز الإمارات لحقوق الإنسان صحيح أنه يتعلق بدولة الإمارات ولكن نشاطه يتركز فى محاولة التأثير على صناع السياسات فى المملكة المتحدة وإبراز الإمارات فى صورة سيئة، هناك أيضًا الموقع الإلكترونى لميدل إيست مونيتور MEMO، وهو أيضًا موجه للناطقين بالإنجليزية فى الغرب.
وأكد راشد على أنه يوجد عدد من الشبكات المختلفة والتى تتمتع بنفوذ كبير فمثلًا مجلس مسلمى بريطانيا، حيث يوجد ممثلون دائمون تابعون للإخوان المسلمين – وهى جزء من ذلك التنظيم-كما يضم المجلس مجموعات إسلامية أخرى. وهناك أيضًا مؤسسات فكرية مثل مؤسسة قرطبة، التى يقودها باقتدار أشخاص مثل أنس التكريتى (عراقى الجنسية)، وهو ينتمى إلى أسرة تخضع لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين أو أعضاء بارزين فيها. هنالك أيضًا منظمات خيرية تعمل على توفير الدعم المالى اللازم لشراء أسلحة لمجموعات الإخوان المسلين فى شتى بقاع العالم مثل انتربال التى تجاهر بانتسابها للتنظيم.
وجدير بالذكر أن تقرير الحكومة البريطانية عن أنشطة الإخوان المسلمين فى بريطانيا - ديسمبر2015، هو نقطة الإنطلاق لفيلم “التنظيم” والبحث وراء التنظيم الدولى وشبكة اتصالاتهم المعقدة بالعالم وتمويلهم وتأثيرهم على متخذى القرار والحكومات حول العالم.