أسواق الذهب تدفع بـ «اصنع في الهند» نحو العالمية

أدت التقلبات التي تشهدها أسواق الذهب، إلى ظهور برنامج جديد يحث على تشجيع التصنيع في الهند بعنوان «اصنع في الهند- Make In India»، لاسيما في قطاع المجوهرات.

وتجدر الاشارة الى ان قطاع المجوهرات والاحجار الكريمة في الهند يسهم بشكل كبير في اقتصاد البلاد؛ حيث يشكل 7% من ناتجها المحلي الإجمالي.

ويقدر اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية «Federation of Indian Chambers of Commerce and Industry»، بأن هذه السوق، التي يبلغ قيمتها 40.4 مليار دولار سنويا، لديها القدرة على النمو لتصل قيمتها إلى 85 مليار دولار بحلول عام 2018.

لكن وفقًا للحقائق والأرقام المتعلقة بقطاع المجوهرات الهندي، فإنه يتألف في جزء كبير منه من مشغولات الأحجار الكريمة والذهب التي تعد جزءًا أساسيًا من الاقتصاد.

وعند النظر إلى عمليات الشراء التي تجري في المناسبات الدينية والثقافية، فإن الهند أكبر مستهلك للذهب في العالم، لكن على مدار العامين الماضيين، تدهورت عمليات شراء الذهب، بسبب ارتفاع قيمة العملة وزيادة التعرفة الجمركية على الاستيراد، وكان من الطبيعي أن يتجه جيل الشباب إلى إنفاق ماله على شيء أقل ثمنًا.

وتقول بوجا روي يادا، مديرة قسم الإبداع في مؤسسة " نيماي-Nimadi) التي تفضل ارتداء المجوهرات غير المصنوعة من الذهب، وتدعم إبداعات الشباب في قطاع تصميم المجوهرات الهندي: "في عام 2012، كانت مبيعات المجوهرات المقلدة أعلى من مبيعات الذهب لأول مرة."

ويحتفي متجر (نيماي) في نيودلهي، ببرنامج (اصنع في الهند) من حيث التزامه بعرض التصاميم والصناعة الهندية ونقلها إلى مستوى عالمي، وتضيف ياداف: "عندما أتحدث إلى عملاء دوليين، يشعرون بالصدمة بأن هذه الحلي المقلدة والمتقنة والعصرية، صنعها صاغة مهرة في الهند."

ولطالما كانت البلاد مركزًا لصناعة المجوهرات من غير الذهب، وهي تأتي في المركز الثاني بعد الصين. إلا أن الهنود لم يكونوا ينظرون إلى شراء القطع المقلدة بنفس الطريقة التي ينظرون فيها إلى شراء الذهب والأحجار الكريمة- فمن ناحية ثقافية يعد هذا عيبًا اجتماعيًا، وأن ترتدي النساء مجوهرات غير حقيقية يعد وصمة عار فيما يتعلق بعادات المجتمع.

لكن ترى ياداف ارتفاعًا في الطلب المحلي على هذه المجوهرات، إذ بالرغم من أنها افتتحت متجرها العام الماضي فقط، إلا أنها تستعد للتوسع في دلهي، ونقل مجوهراتها التي تصنعها علامات تجارية عدة، إلى الساحة العالمية لتلبية الطلب الدولي.

وهي تشجع اليوم الفنانين ليصبحوا مصممين ومصنعين محليين بطريقتهم الخاصة، كما أنها تخطط لعرض أعمالهم.

فيما تشير إلى العلامة التجارية الهندية (رارا آفيس-Rara Avis) المتخصصة بالمشغولات الجلدية، لتؤكد على أن كثيرًا من الناس يظنون بأن العقود التي تصنعها (رارا آفيس) مصدرها تصاميم أوروبية رفيعة المستوى. وتضيف: "إنه لمستوى جديد كليًا من الفرص والإمكانات للعلامات التجارية التابعة لبرنامج (اصنع في الهند) لتصبح جزءًا من قطاع البضائع الفاخرة عالميًا.