رأت نشرة ميدل إيست بريفينغ الأسبوعية، للتحليلات السياسية والأحداث الخاصة بالمنطقة، أن تطورين هامين يحصلان حاليًا في العراق، الأول هو الخلاف بين بغداد وإربيل بشأن قضية انسحاب قوات البشمركة من مناطق تستعيدها قوات كردية من داعش، والثاني القتال الشرس الجاري حاليًا بين القاعدة وداعش، ما يمهد الطريق لولادة القاعدة من جديد وسط العراق، لترث ما تبقى من تركة تنظيم أبو بكر البغدادي المهزوم.
وتشير النشرة إلى أن التطور الأول يدور حول تفسيرات مختلفة لمذكرة تفاهم وقعت في بداية يوليو( تموز) بين حكومة كردستان العراق وواشنطن حول دور البشمركة في محاربة داعش.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، في 24 يوليو( تموز) عن موافقة حكومة كردستان على سحب البشمركة من مناطق محررة من أجل إرساء الاستقرار في تلك المناطق. ولكنها، ردت بغضب على بيان بغداد، إذ جاء في بيان صدر عن وزارة البشمركة في إربيل أنه "لطالما كانت الحرب ضد الإرهاب بمثابة مبدأ لا نحيد عنه، وهو جزء من سياسة إقليم كردستان المستقل. وسوف تسحب قوات البشمركة فقط من الموصل. وإن كان البعض في بغداد يعتقدون أن أسلحة البشمركة هي للتأجير، وأننا نعتمد على إذنهم، فهم مخطئون. مر أكثر من عام على تأكيد البشمركة أنها على استعداد لمعركة الموصل، ولكن القوات العراقية لم تكن مستعدة".
تحت الضغط
ورغم ذلك، تلفت النشرة لتعرض حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، لضغوط من عدة قوى شيعية، وليس فقط من أجل إخراج البشمركة من مناطق سنية سيطرت عليها بعد طرد داعش، ولكن من أجل منعها من لعب أي دور رئيسي في تحرير الموصل.
وحذرت ميليشيا عصائب الحق الشيعية من نتائج مشاركة البشمركة في تحرير الموصل. وقال جواد الطيباوي، المتحدث العسكري باسم الميليشيا: "نحذر من الموافقة على مشاركة البشمركة في تحرير الموصل. إن مشاركة قوات الحشد الشعبي في العملية، سيساعد على تحقيق النصر بسرعة أكبر".
رفض سني
ورغم رفض قوى سنية إشراك ميليشيات شيعية في تحرير الموصل ذات الغالبية السنية، تصر تلك الميلشيات على المشاركة. وقد أكد رجل الدين الشيعي، مقتضى الصدر في بيان أخير مشاركة سرايا السلام، الجناح العسكري لجيش المهدي التابع للصدر، وبالتنسيق مع قوات خاصة، وأخرى أمنية عراقية، في المعركة دون أي تأجيل.
سيطرة
وجاء في النشرة أن الخلاف يكمن، بمعنى آخر، بين بغداد وإربيل بشأن من سيبسط سيطرته على المنطقة السنية المحررة من داعش. وفي هذا يتناسى كلا الجانبين أن تلك المنطقة ليست ملكًا للشيعة أو للبشمركة. ولكن بعد طرد داعش، سوف تعد المناطق السنية بمثابة غنائم حرب، دون اعتبار لأحقية ملاكها الأصليين.
وستطة أمريكية
وفيما تلوح بوادر خلاف لاحق بين البشمركة وميليشيات شيعية حول من سيسارع للسيطرة على مناطق سنية محررة، تسعى الولايات المتحدة للتوسط بين تلك القوى. فقد استقبل مسعود البارزاني، زعيم كردستان العراق، وفدًا أمريكيًا برئاسة جوناثان كوهين، نائب السفير الأمريكي في العراق وتحدثا مطولًا حول المشاكل الناشئة بين إربيل وبغداد. ولم تدع حكومة كردستان العراق إلى مؤتمر عقد في واشنطن، حول مساعدات للعراق، تطبيقًا لتعهد أمريكي قدم إلى بغداد بعدم اعتبار كردستان العراق كيانًا مستقلًا.
ظهور جديد
وتحذر النشرة من أن الصراع بين الشيعة والأكراد في شأن من سوف يستولي على الأراضي السنية يمهد لمزيد الخلافات بين الجانبين. وفي هذا السياق، يستفيد تنظيم القاعدة الذي عاد إلى الظهور في منطقة ديالى، التي تمتد ما بين بغداد والحدود الإيرانية، وعند حدودها الجنوبية مع إقليم كردستان
فقد كمنت مجموعة من مقاتلي القاعدة لمواقع تابعة لداعش في منطقة الوقف على مسافة ١٨ كيلومترًا جنوب شرق بعقوبة. وقد استمر القتال عدة أيام، بعدما بدأ في منتصف يوليو( تموز) الأخير. كما أخذ القاعدة بالظهور أيضًا في مناطق أخرى، في الأنبار وفي غرب الموصل.
هروب
وفي الموصل ذاتها، أشارت تقارير لهروب زعماء داعش من المدينة. وقد أرخى التنظيم قبضته المشددة على الحياة العامة، وسمح للسكان بتدخين السجائر دون فرض العقوبة المعتادة. ويقول أعضاء في التنظيم للمقيمين إنهم، أي عناصر داعش، سيغادرون المدينة، في نهاية المطاف.