كتب كولوم لينش في مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الامين العام للأمم المتحدة بان كي-مون سيقترح إعادة فتح التحقيق في قضية مقتل داغ همرشولد، الذي يعتبر واحدًا من أبرز الأمناء العامين في تاريخ المنظمة الدولية، في ظل مزاعم جديدة بأنه اغتيل بواسطة منظمة شبه عسكرية إبان الحكم العنصري في أفريقيا الجنوبية وبدعم من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إي" والإستخبارات البريطانية وشركة تعدين بلجيكية، وفق عدد من المسؤولين المطلعين على القضية.
وأتت هذه الخطوة بعدما عثرت حكومة جنوب أفريقيا مؤخرًا على وثائق استخباراتية تعود لعقود تتضمن تفاصيل عن خطة الإغتيال التي أطلق عليها الأسم الرمزي "عملية سيليستي" والتي وضعت من أجل قتل همرشولد. وقالت السلطات في رسالة بعثت بها مؤخرًا إلى الأمم المتحدة إن الوثائق نقلت إلى وزارة العدل بحيث يمكن مسؤولي الأمم المتحدة الإطلاع عليها. وسبق ل"السي أي إي" أن وصفت المزاعم بأنها وراء مقتل همرشولد بأنها "سخيفة ولا أساس لها من الصحة".
مواصلة الضغط
وظهرت هذه المعلومة (العثور على وثائق والتي لم يعلن عنها أحد من قبل) بعد اكثر من سنة من اتتهاء لجنة تابعة للأمم المتحدة برئاسة رئيس السلطة القضائية التنزانية تشاندي عثمان من إعادة نظر واسعة في دليل جديد ظهر في الأعوام التي تلت الكارثة الجوية التي مضى عليها 55 عامًا. وحضت اللجنة الأمين العام، المطلوب منه أصلًا بموجب قرار للجمعية العمومية صدر عام 1962 بالإعلان عن أي دليل جديد يلقي الضوء على موت همرشولد، مواصلة الضغط على الحكومات ووكالاتها الإستخباراتية للكشف أو الإفراج عن معلومات يمكن أن تؤدي إلى سد الثغرات في الدليل المحيط بالمأساة.
الوثائق الأولى
وظهرت أولى الوثائق التي تصف "عملية سيليستي" قبل 18 عامًا، لكن جنوب أفريقيا لم تكن قادرة على إيجاد الوثائق الأصلية، مما جعل مستحيلًا التأكد من دقتها من خلال إخضاعها لإختبارات الحبر والورق. وليس معروفًا بدقة أية وثائق عثرت عليها جنوب أفريقيا. لكن مسؤولين مواكبين للرسالة إلى الأمم المتحدة قالوا إن بريتوريا أكدت العثور على وثائق كانت فقدتها متعلقة ب"عملية سيلسيتي"، ما أحيا الأمال بأن الأمم المتحدة يمكن أن تتحقق مما إذا كانت هذه الوثائق قد كتبت في وقت وفاة همرشولد.
طائرة همرشولد
كان همرشولد في سبتمبر 1961 في مهمة سلام من ليوبولدفيل (كينشاسا اليوم) العاصمة الكونغولية إلى مطار ندولا في روديسيا الشمالية، المحمية البريطانية آنذاك، والتي سميت زامبيا بعد الإستقلال. وتحطمت طائرة همرشولد في غابة مع اقترابها من مطار ندولا. ويعتقد أن همرشولد قُذف من الطائرة نتيجة الضغط ليصاب إصابات قاتلة في صدره وعموده الفقري وأضلاعه. وتوفي 14 راكبًا آخر في الحادث. وتوفي الأمريكي هارولد جوليان متأثرًا بجروحه بعد أسبوع. وقبل وفاته أبلغ إلى السلطات أن إنفجارًا وقع في الطائرة قبل أن تهوي.
خطأ الطيار
وخلصت لجنة تحقيق روديسية عام 1962 إلى أن الطائرة سقطت بسبب خطأ الطيار – خطأ قاتل في حسابات العلو لخط أشجار الغابة. ولم يتوصل تقرير آخر للأمم المتحدة إلى سبب التحطم تاركًا احتمال ان يكون همرشولد قد مات نتيجة حادث أو مؤامرة.