هل تخلت أمريكا عن فكرة هزيمة «داعش»؟

كتب :

لاحظت الصحافية كمبرلي دوزير في موقع ديلي بيست الأمريكي أن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي لا يتحدثون عن داعش كعدو يجب إلحق الهزيمة به، وإنما كمرض مزمن في الجسد السياسي العالمي.

ومن الناحية الرسمية، لا تزال إدارة الرئيس باراك أوباما ملتزمة إلحاق الهزيمة بداعش. لكن في التجمع السنوي لرؤساء أركان الإمن القومي في أسبن بولاية كولورادو، لم يتحدث أحد عن هزيمة الجيش الإرهابي وأتباعه، وإنما استأثر بالنقاش تسليم محبط وتحذيرات سوداء من قتال طويل، مع تنبؤ كل مسؤول بتصاعد عالمي في الهجمات الإرهابية، بما في ذلك في الولايات المتحدة.

مزيد من الهجمات

وقال العضو البارز في لجنة الإستخبارات التابعة لمجلس النواب الديموقراطي آدم شيف: "هل نتوقع مزيدًا من الهجمات؟ للأسف نعم في كل من أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء".

وفيما أمل البعض في تحقيق نصر عسكري على داعش في العراق وسوريا، بات هؤلاء يقرون بأن مثل هذا التقدم لن يكون سوى المرحلة الأولى في معركة تستمر سنوات ضد التنظيم الإرهابي الذي تمدد فعلًا إلى أجزاء غير مستقرة من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، وأوحى بتنفيذ هجمات من باريس إلى سان برناردينو ومن أورلاندو إلى اسطنبول.

الخلافة الافتراضية

ويقول منسق مكافحة الإرهاب في الإتحاد الأوروبي غيلز دي كرتشوف في مقابلة: "إذا دمرنا داعش في سوريا والعراق بحيث لا يعود التنظيم يملك أرضًا، فإن من شأن ذلك خفض نفوذه. لكن الخلافة الافتراضية لم تُدمر...القدرة على إلهام (تنفيذ هجمات) في الغرب ستبقى بعض الوقت".

نبرة مختلفة

وتقول الصحافية إن منتدى أسبن الأمني كان بعيدًا كل البعد عن تجمعات مماثلة كان المسؤولون فيها يشيدون بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن باعتباره ضربة قاتلة للتطرف الإسلامي. لقد كان نبرة مختلفة عن تصريحات الرئيس أوباما قبل بضعة أشهر فقط عندما ضاعف من تعهداته بهزيمة داعش وإستئصال وباء هذه البربرية الإرهابية التي تحدث في أنحاء العالم".

وبخلاف ذلك، فإن مسؤولي الأمن القومي في أسبن لم يتحدثوا عن داعش كعدو يمكن القضاء عليه. لقد تحدثوا عن الجماعة الإرهابية كأنها مشكلة مستمرة على المدى الطويل وتجب معالجتها كمرض مزمن في الجسد السياسي العالمي. وتمحور النقاش عن المعالجات على الطريقة التي يمكن من خلالها تدمير داعش بعد إخراجه من العراق وسوريا وتجريده من ميزة الخلافة.

نقل عمليات

وتوقع مسؤول أوروبي أنه بمجرد خسارة داعش دولة الأمر الواقع عقب معركة دامية طويلة، فإن التنظيم سيخسر الدعم وينهار مثل بالون مثقوب. لكن غالبية عناصره سينقلون عملياتهم إلى مناطق أخرى مضطربة، وهي عملية جارية حاليًا.

وقالت مستشارة البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب ليزا موناكو "إنه من الضروري، لكنه ليس بكافٍ" حرمان داعش من الأراضي في العراق وسوريا. ووصفت التنظيم بأنه مزيج من مجموعة إرهابية وجيش متمرد وظاهرة اجتماعية. إن هزيمة الجيش هي الجزء الأسهل في مهمة تكاد تكون مستحيلة، مماثلة للقضاء على تجارة المخدرات ووضع حد لتجارة الرقيق.

إحباط وإنهاك

وساد في أسبن مزيد من مشاعر الإحباط والإنهاك بين بعض المسؤولين الذين قاتلوا المتشددين بشكل أو بآخر منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون: "إننا نشهد الآن صعود إرهاب من الممكن أن لا يكون منفذه معروفًا أو جرى تدريبه من قبل منظمة، أو تلقى أمرًا مباشرًا وإنما يستلهم من وسائل التواصل الإجتماعي على الإنترنت تنفيذ هجوم... إن ذلك أكثر تعقيدًا".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً