لم تعلن المصادر الرسمية في مصر بعد، دعمها ـ ولو تلميحًا ـ لأي من مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقر انعقادها في نهاية نوفمبر المقبل، ومازالت تترقب الأوضاع والتصريحات الصادرة من كلا المرشحين خلال حملاتهما الانتخابية، لكن مسؤولًا في الخارجية المصرية أكد أن الحكومة المصرية ستتعامل مع أي مرشح انتخبه الشعب الأمريكي، وأن سياسات الولايات المتحدة تحددها المؤسسات وليس الشخص المنتخب فقط.
ولكن في طيات الأمور، أن هناك توجهًا مصريًا لدعم أحد المرشحين، وتأمل فوزه بما يصب في مصلحتها ومصلحة العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولم يغفل المرشحان الأمريكيان ما يهم العالم العربي، فالمرشح الجمهوري دونالد ترامب في خطاباته يسعى لترسيخ فكرة محاربة التطرف وجماعة الإخوان المسلمين خاصة لكسب تأييد الكثير من الدول العربية له وبينهم مصر التي لفظت حكم الإخوان ورفضته، أما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فتعتمد على خبرتها الواسعة في السياسة والدبلوماسية وعلاقتها الكثير من الدول العربية إلا أن فكرة دعمها لتيار الإسلام السياسي عقب ثورات الربيع العربي يجعل بعض من القلق ناحيتها.
وقالت عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والمتخصصة في الشأن الأمريكي السفيرة هاجر الإسلامبولي إن مصر قد ترغب في فوز المرشح دونالد ترامب، لتمسكه بنفس الفكر المصري الرافض تحركات جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه لديها بعض القلق من التصريحات التي يثيرها حول المسلمين في العالم، إلا أنها ترى أن هذه التصريحات من أجل الحملات الانتخابية التي تتغير سريعًا عقب الفوز فيها.
وأوضحت السفيرة هاجر الإسلامبولي إن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أي دولة تحددها المؤسسات التشريعية في البلاد وعلى رأسها الكونغرس، ولا يحددها الشخص المتمثل في منصب الرئيس بمفرده، ولذلك فمصر ليست قلقة من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، موضحة أن أفكاره الخاصة بمواجهة التطرف والإخوان قد تكون فرصة جيدة لدعمه في مواجهة كلينتون.
وأشارت السفيرة الإسلامبولي إلى أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تسعى في الوقت الحالي للتأكيد على أنها لم تكن تدعم الإخوان أو تيار الإسلام السياسي بشكل عام عقب ثورات الربيع العربية خاصة في مصر وليبيا، موضحة أنها الآن أصبحت أكثر وعيًا بعدم دعم تلك الأطراف مجددًا.
وشددت السفيرة المتخصصة في الشأن الأمريكي أن مصر سوف تراقب جيدًا الأوضاع في الانتخابات الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وبعدها ستحدد أيهما ستدعم بشكل رسمي، متوقعة أن تكون الدفة لصالح الجمهوري ترامب.
وكان دونالد ترامب أكد في تصريحات رسمية له أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة التي تنافسه على الترشح لمنصب الرئيس الأمريكي، كانت تدعم الإخوان المسلمين في الوصول للحكم في مصر وقت شغلها هذا المنصب قبل 4 أعوام.