كتبت ستيفاني ماكورمن في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن خضر خان، والد الجندي الأمريكي الذي قتل في العراق عام 2004، لا يزال تحت تأثير الرد الذي أحدثه خطابه أمام المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، بعدما قدم تحية لإبنه همايون خان (27 سنة) وسأل دونالد ترامب عما إذا كان قرأ الدستور الأمريكي أو زار المقبرة الوطنية في أرلينعتون.
وترى ماكورمن إن ما حصل شكل التحدي الشخصي المباشر الأكبر حتى الآن لخطاب المرشح الجمهوري حيال المهاجرين المسلمين في أمريكا.
وقال خان إن الإستجابة الواسعة النطاق لخطابه، لا الخطاب بحد ذاته، سببت مشكلة لترامب.
وفي سلسلة من التصريحات الجمعة والسبت، رد ترامب على خان قائلًا أول الأمر لصحيفة نيويورك تايمز، إنه يتساءل عما إذا كانت زوجة خان، التي كانت تقف إلى جانبه عندما كان يتحدث "يسمح" لها بالكلام. وهذا رد استدعى تنديدًا واسعًا من الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
بطل يجب تكريمه
وفي رد مكتوب في في وقت لاحق السبت قال ترامب، الذي اقترح فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، إن نجل خان الذي منح بعد وفاته النجمة البرونزية والقلب الأرجواني كان "بطلًا" يجب أن "يُكرم". واستطرد قائلًا إن "المشكلة الحقيقية هنا هي في الإرهابيين الإسلاميين الذين قتلوه، وفي الجهود التي يبذلها هؤلاء للدخول إلى بلادنا كي يلحقوا بنا مزيدًا من الضرر".
غلطة شنيعة
وردًا على تصريح ترامب الأخير، قال خان "إن هذا تعاطف مزيف"، وإن "ما قاله في الأصل، يشكل تعريفًا له. الناس غاضبون منه. وهو يدرك كما يشعر مستشاره، إن (تصريحه الأول) كان غلطة شنيعة. هذا يثبت أن هذا الإنسان خالٍ من العاطفة. إنه غير مناسب لإدارة هذه البلاد العظيمة".
وردًا على هجوم ترامب على زوجته، قال ترامب إن كلمات المرشح الجمهوري هي "نموذج لإنسان بلا روح". وأضاف إن زوجته لم تتحدث لأنها كانت حزينة جدًا عندما رات صورة ابنها التي عرضت على شاشة عملاقة في خلفية المسرح خلال المؤتمر و"لم تكن من الناحيتين العاطفية والجسدية قادرة على الوقوف هناك، وعندما غادرنا وأصبحنا بعيدين عن الكاميرات انهارت تمامًا. والناس في الداخل هرعوا إليها لمواساتها. وحدهما الوالدان اللذان فقدا ابنًا أو إبنة يمكن أن يتصورا الألم الذي تسبب به مثل هذه الذكرى، وخصوصًا عندما يحصل تكريم. لقد كنت أتحامل على نفسي لأن أحدنا يجب أن يكون قويًا. وفي الأوقات الطبيعية هي أقوى مني. لكن في ما يتعلق بهمايون فإنها تنهار عند ذكر اسمه".
ماكونيل وريان
وقال خان إنه سأل زوجته هل تريد أن تتحدث أمام المؤتمر فأجابت: "انت تعلم ماذا سيحدث. سأجهش بالبكاء، هل ستكون أية أم قادرة على قول كلمة واحدة في مثل هذه الظروف؟". وأضاف أنه يركز إنتباهه الآن على زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس مجلس النواب الجمهوري بول ريان مناشدًا إياهما رفض ما يعتبره خطاب ترامب المثير للإنقسام. ورأى أن مسألة ترشيح ترامب باتت قضية أخلاقية تتجاوز السياسة والخلافات السياسية، لذلك "سأقول لهما إن ذلك واجبكما الأخلاقي وأن التاريخ سيحكم عليكما إن هذا سيكون عبئًا على ضميريهما من الآن حتى آخر يوم في حياتهما".