في ظل اشتعال فتيل الأزمة بين أروقة تركيا اشتد الصراع الامريكي التركي علي تسليم فتح الله كولن المتهم الرئيسي في أحداث انقلاب تركيا الفاشل، وعلي خلفية ذلك وفي زيارة هي الاولي من نوعها عقب الانقلاب أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور بلاده، في أول زيارة يقوم بها مسؤول غربي رفيع المستوى إلى تركيا منذ الانقلاب العسكري الفاشل فيما تسلمت وزارة العدل الأميركية 85 صندوقًا من الوثائق التي قالت أنقرة إنها تدين فتح الله غولن.
وأكد أردوغان خلال مقابلة أجرتها معه مباشرة على الهواء شبكة "تي آر تي" التلفزيونية الحكومية "أعتقد أن وزير خارجيتهم سيأتي في 21 الشهر الجاري.
وكان الرئيس التركي أعرب الأسبوع الماضي عن أسفه لأن ما من مسؤول غربي كبير زار بلاده منذ محاولة الانقلاب العسكري الدموية التي شهدتها.
ويأتي إعلان أردوغان عن الزيارة المرتقبة لكيري، بعد إصدار السلطات التركية مذكرة اعتقال بحق فتح الله كولن المقيم في أمريكا، والذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية.
وتتهم مذكرة الاعتقال كولن، الذي يقيم في منفاه بنسلفانيا منذ العام 1999، بأنه "أصدر الأمر بتنفيذ محاولة الانقلاب".
وتمهد هذه المذكرة أمام طلب رسمي لواشنطن بتسليم غريم أردوغان اللدود.
وقد طلبت الولايات المتحدة من أنقرة إثباتات على تورط الداعية في المحاولة الانقلابية.
ودعت أنقرة الولايات المتحدة مرارًا إلى تسليمها كولن، وأرسلت مجموعتين من الوثائق إلى واشنطن منذ الانقلاب كدليل على تورطه فيه.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تعكف على تقييم وثائق جديدة أرسلتها تركيا للحث على تسليم رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل الذي وقع في البلاد الشهر الماضي.
وأبلغ المتحدث مارك تونر الصحفيين الخميس "السلطات التركية سلمت بضع مجموعات من الوثائق لنا ونحن بصدد فحص تلك الوثائق".
وقال تونر إن المجموعة الأولى من الوثائق "لم تشكل فيما نعتقد طلب تسليم رسميًا".
ومضى قائلًا "تلقينا فيما بعد المزيد من الوثائق. نحن نفحصها.. ولا أعتقد أننا توصلنا إلى تلك النتيجة حتى الآن".
وفي نيويورك قال جميل إيدن العضو بالبرلمان التركي، إن وزارة العدل الأميركية تسلمتْ حتى الآن 85 صندوقًا من الوثائق من تركيا فيما يتعلق بكولن.
وأضاف قائلًا دون أن يذكر أي تفاصيل عن الملفات "هم الآن بصدد تقييم هذه الوثائق".
وقال أردوغان مع القناة التلفزيونية المكسيكية "تيليفيزا" إن السلطات الأميركية تطلب وثائق لتسليم جولن الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا. وأضاف "من لا يرى أنه يقف وراء كل هذا أعمى".
ويعيش جولن في الولايات المتحدة منذ 1999 وقد نفى أي تورط له في المحاولة الانقلابية التي وقعت في يوليو. وقال وزير العدل التركي بكير بوزداج إن السلطات التركية سلمت الولايات المتحدة مجموعة جديدة من الوثائق بشأن تسليم جولن.
وكان أردوغان قد دعا أمريكا لتسليم "كولن" قائلا:- عندما نطلب تسليم إرهابي فعليكم تلبية هذا الطلب إذا بدأتم تطلبون وثائق وغيرها، يكون هناك عقبة على طريقنا لمكافحة الإرهاب".
وأوضح الرئيس التركي "حاليا نواجه صعوبة في تسلم إرهابي نطلب استرداده".
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح في 18 يوليو بأنه على تركيا تقديم "أدلة دامغة" و"ليس ادعاءات" ضد جولن.
وتساءل الرئيس التركي في المقابلة نفسها "ما هي الأدلة التي تحتاجون إليها؟".
وأضاف "إذا كنتم تضعون حواجز بيروقراطية، فأنتم تضعون عقبات على طريقنا لمكافحة الإرهاب"، مؤكدا أنه "في مجال مكافحة الإرهاب، لا نستطيع إضاعة الوقت، ستة أشهر أو سنة أمر لا يحتمل".