في تطور خطير على
الساحة المصرية استهدفت الجماعات الإرهابية الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية
السابق، في محاولة فاشلة لاغتياله، إذ أنقذته العناية الإلهية أثناء ذهابه لأداء صلاة
الجمعة بمسجد «الفاضل» في مدينة 6 أكتوبر، حيث قام مجموعة من الملثمين بإطلاق النيران
عليه، ولكن أفراد الحرس تمكنوا من حمايته.
وقد توجهت
الأنظار عقب حادث استهداف المفتي السابق، نحو تركيا ودورها في تلك العملية، حيث أعاد
إلى الأذهان تصريحات رئيس الشئون الدينية التركية بشأن العلاقة بين الدكتور علي جمعة،
وجماعة فتح الله كولن، والتي نفذت محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وكان على جمعة
تلقى محادثات أثناء فض رابعة من كولن للتدخل في وقف ما اسماه بـ «نزيف الدماء في الشارع
المصري».
وكان محمد جورماز،
رئيس الشؤون الدينية التركية، قد كشف لأول مرة، عن وجود علاقة بين مفتي مصر السابق
علي جمعة وبين جماعة فتح الله كولن، المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي
تعرضت لها تركيا في منتصف يوليو.
وقال جورماز
في تصريحاته إنه بعدما شاهد عملية فضّ اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة اتصل مباشرة بعلي
جمعة لوجود علاقة صداقة تربطهما من قبل، كي يتدخل الأزهر والعلماء المصريون لوقف الدماء
التي تسيل في الشوارع بعد أن أزاحت القوات المسلحة بالرئيس المعزول محمد مرسي،
وجماعة الإخوان الإرهابية من سدة الحكم.
وأضاف جورماز أن
علي جمعة حينها طلب مقابلته ليشرح له الوضع، فعرض عليه رجل الدين التركي أن يأتي إلى
مدينة إسطنبول إلا أن جمعة رفض ذلك واتفقا على أن يلتقيا بعد يومين من المكالمة في
العاصمة الأردنية عمّان لمناقشة دور العلماء المسلمين في وقف المذابح التي تحدث في
مصر، بحسب ما قال.
وقال رئيس الشؤون
الدينية التركية، إنه عقب انتهاء المكاملة مع مفتي مصر السابق بنحو 15 دقيقة، اتصل
به الرجل الثاني في جماعة فتح الله كولن ويُدعى مصطفى أوزجان، الذي كان يقيم حينها
في تركيا، وأبلغه بتفاصيل المكالمة التي دارت بينه وبين جمعة، مشيرا إلى وجود علاقة
بين الرجلين.
وبحسب جورماز،
فإن الرجل الثاني في جماعة كولن طلب منه أمرين: أولًا الجلوس معًا قبل زيارته إلى عمّان
لمناقشة الأمر، والثاني أن يرافقه في السفر إلى العاصمة الأردنية، وعندما سأل جورماز
مصطفى أوزجان كيف عرف بهذا المقابلة، قال له رجل كولن إن علي جمعة اتصل به وأبلغه بطبيعة
زيارة الأردن وتفاصيلها.
شغل الدكتور على
جمعة مفتي الديار من عام 2003 وحتى سنة 2013، وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
الشريف، ويمثل عضو من أعضاء مؤتمر الفقه الإسلامي في الهند، وعضو هيئة كبار العلماء
بالأزهر الشريف.
وعقب ثورة 30 يونيو،
تبدلت الأحوال بين البلدين وانقلبت رأسا على عقب، حيث استمرت التدخلات التركية في الشأن
الداخلي المصري سواء من خلال التصريحات التي يدلي بها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب
أردوغان، أو من خلال محاولة استضافة عدد كبير من أعضاء حركة الإخوان المسلمين الهاربين.