المرأة بطبيعتها تعشق المجوهرات القديمة، وتبحث عنها، لما تحمله من قيمة فنية وتراث وحرفية وندرة، فحياة بعض الناس قد تكون جزء من قصة قطعة من المجوهرات، إذ تتداول عبر الأزمنة المختلفة، فتصير بين أيدي المشاهير، أمثال أم كلثوم ومارلين مونروا، واليزابيث تايلور، وغيرهن، ولا تستقر تلك القطع إلا بين جدران المتاحف والمزادات، لتبلغ قيمتها أضعافًا مضاعفة.
تلك النوعية من المجوهرات الثمينة يصعب علي كثير من النساء اقتنائها، لكنهن يجدن فرصتهن في مجوهرات قديمة أخري، مثل تلك التي تتركها الجدات والأمهات لبناتهن.
ويشير خبراء المجوهرات، أنه المرأة بإمكانها الحصول علي قطع المجوهرات القديمة في محلات الذهب المستعمل، أو علي الأخص في دار المسنات، إذ أن كثير منهن يحتفظن بمجوهراتهن، ولا يفرطن فيها حتي نهاية العمر، خاصة تلك التي توارثناها عن أهلهن، أو ارتبطت بذكرى خاصة.
في حين يؤكد الدكتور أحمد الصاوي، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن الصاغة بمصر وراء ندرة الذهب القديم، فقد أهدروا كثيرًا من تراثنا، مشيرًا إلي قيام مصنعي الذهب بصهر قطع المشغولات الذهبية الفنية والفريدة، والتي صنعت علي أيدي أمهر الصاغة، لاستخدامها في تصميمات جديدة وطرحها بالأسواق.
ويشير حمادة متولي، صائغ وصاحب محل لشراء وبيع الذهب المستعمل، إلي أنه نادرًا ما يقع في أيديهم ذهبًا قديمًا، لافتًا إلي أن القطع التي يحصلون عليها تكون غالبًا ضمن "ذهب الورثة"، إذ يضم بعض قطع الأجداد، فالمرأة بطبيعتها تحتفظ بذهبها.
ويوضح متولي، أن المشغولات الذهبية المستعملة والقديمة، والتي يتم تجميعها من الأسواق يتم صهرها وإعادة تشكيلها في تصميمات جديدة، وطرحها مرة أخري بالأسواق.
ويقول أشرف توفيق، تاجر ذهب بالصاغة، أن أكثر قطع الذهب القديم التي يحصل عليها تأتي من الريف والصعيد مثل "الحلق المخرطة، العصفورة والبلمونت"، لافتًا إلي أن المرأة في الريف تحتفظ بذهبها لفترات طويلة.
ويقول فؤاد محمد عبد الباقي، جواهرجي بالصاغة، أن "قطع الذهب القديمة لها قيمتها، لما تحمله من تاريخ، لافتًا إلي أنها صنعت منذ 40 أو 50 عامًا، علي يد أمهر الصائغين الذين لن تجد لهم مثيلًا اليوم".
ويشير عبد الباقي، إلي أن الطريقة اليدوية والمهارة الفنية في صياغة المجوهرات القديمة أدت إلي إرتفاع مصنعيتها وثقل أوزانها، لافتًا إلي أن وزن خاتم الذهب القديم لا يقل عن 8 جرامات، بينما الذهب المصنوع حديثًا لا يزيد عن 4 جرامات.