مع بدء الأولمبياد: المثقفون والرياضة.. قصة حب طى الكتمان

أولمبياد ريودي جانيرو
كتب : وكالات

مع بدء الحدث الرياضي الأعظم في العالم ممثلا في أولمبياد ريودي جانيرو تبدو العلاقة بين المثقفين والرياضة مثيرة للتأمل فيما قد تتحول أحيانا "لقصة حب مكتومة".

وإذ ارتفع علم مصر عاليا في حفل افتتاح العرس الرياضي العالمي الذي يترقبه العالم كل اربعة اعوام فان بطولة الألعاب الأولمبية تقام لأول مرة في البرازيل وأمريكا اللاتينية ككل فيما يتنافس اكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية في 28 لعبة لتحديد "الأسرع والأعلى والأقوى" كما تتنافس الدول التي ينتمون لها ويصل عددها الى 206 دول في عرض ثقافاتها.

ولئن كانت القيم الرياضية تشكل "ثقافة مضادة لليأس الذي يسمم المناخ الاجتماعي في بلد ما حين يمر بأزمة بالغة الحدة" فان المفكر العربي عبد الرحمن بن خلدون قد رصد بألمعيته وعقله المتوثب اللاقط ظاهرة ولع المغلوب بتقليد الغالب.

فالظاهرة التي تحدث عنها ابن خلدون في اواسط القرن الرابع عشر الميلادي مازالت حاضرة بقوة في اوجه الحياة المتعددة ومنها الرياضة بالقرن الواحد والعشرين وقد تتجلى اكثر واكثر في العرس الرياضي العالمي الذي افتتح مساء امس "الجمعة" في مدينة ري ودي جانيرو البرازيلية.

ولعل النموذج المضاد للهزيمة يتجلى في عديد الكتب الرياضية الجديدة مثل كتاب "حياة في بركة..يوميات سباح" الذي اصدره رجل في الثمانينيات من العمر وهو الشاعر والكاتب والسباح البريطاني ومتسلق الجبال آل فاريز.

والكتاب وصفته صحيفة الأوبزرفر البريطانية التي كان يكتب فيها آل فاريز بأنه " مدهش" فهو ينفذ في جوهره لثقافة الانتصار الرياضة والحياة على وجه العموم "بتحدي الظروف القاسية وقهر المعوقات بدلا من الاستسلام لها" كما تعبر عنها جسارة قفزة لسباح في مياه الشتاء القاسية..انه النموذج المضاد للهزيمة وهو بمعنى من المعاني جوهر اي لعبة رياضية.

الفاريز الكاتب والشاعر والسباح ومتسلق الجبال رجل عنوانه الاصرار وشعاره استلهمه من مقولة الثائر المكسيكي بانشو فيلا:"لاتجعلني اموت هكذا ويلفني النسيان..اخبرهم انني قلت وفعلت كل شيء بمهارة وجسارة"..انها ثقافة مضادة "للانهيار والهزيمة" ومطلوب ترسيخها في كل مناحي الحياة.

وعلى ايقاع دقات افتتاح الحدث الرياضي العالمي الأعظم تثير العلاقة بين المثقفين والرياضة العديد من التساؤلات ولاتخلو من طرائف فيما قد ينطبق على علاقة المثقفين بالأولمبياد ماقاله الكاتب بريان كورتز فى مقال بعنوان "المثقف والكرة" بشأن علاقة المثقفين بكرة القدم في بطولة كأس العالم لكرة القدم المعروفة "بالمونديال".

فقد اشار هذا الكاتب الأمريكي الى انه مع بدء البطولة يدخل العديد من البشر فى عالمنا حالة يسميها "بخلوة المونديال" بعد أن انقطعوا عن الاهتمامات الاخرى وتناسوا همومهم التى بددتها البطولة" وقد يدخل العديد من البشر حول العالم الآن "خلوة الأولمبياد" وهي خلوة لاتنفرد كرة القدم بصاحبها لأن هناك العديد من الألعاب الرياضية الأخرى التي تنافس "الساحرة المستديرة".

وهؤلاء البشر الذين دخلوا "خلوة الأولمبياد"وتوحدوا مع الألعاب الرياضية الأولمبية يرددون بحماس الهتافات والاناشيد الوطنية وعندما يلعب الفريق الذى يشجعونه فان الامر يبدو بالنسبة لهم كما لو كان مصير العالم يتوقف على هذه المنافسة".

وعلى نحو يعيد للأذهان علاقة عشق لكتاب كبار وسادة ابداع الكلمة بالرياضة وخاصة كرة القدم ومن بينهم فى مصر اديب نوبل نجيب محفوظ والعلامة والمحقق اللغوي الكبير محمد محمود شاكر، تأتي اطلالة كاتب الأورجواى الشهير ادواردو جاليانو بمناسبة صدور كتاب جديد له وكأنه يؤكد على هذه العلاقة بين ابداع القلم والابداع على المستطيل الأخضر.

وإذا كان أديب نوبل المصرى وهرم الرواية العربية نجيب محفوظ قد اشار مرارا فى كتاباته واحاديثه وحوارات اجريت معه لعشقه لكرة القدم واجادته لمهارات الساحرة المستديرة وانخراطه كلاعب فى مبارياتها ايام الصبا وباكورة شبابه قبل ان يكرس حياته للابداع بالكلمة فان العلامة والمحقق المصرى الراحل محمد محمود شاكر عرف ايضا بحبه لكرة القدم وهو ماينطبق على ثلة من المبدعين بالكلمة من بينهم سيد الابداع فى الأورجواى ادواردو جاليانو.

وبقدر مايثير الجدل ويتناول مواطن الخلل والوجع فى هذا العالم ويهجو الرأسمالية المنفلتة فى كتابه الجديد "ابناء الأيام" ويهاجم الأسبان فى عقر دارهم جراء خطايا تاريخية ارتكبت اثناء ماسمى باكتشاف العالم الجديد ضد السكان الأصليين فان ادواردو جاليانو لم يتخل عن عشقه الأثير "للساحرة المستديرة" حتى انه اهدى مقتطفات من هذا الكتاب الهام لفريق برشلونة.

ولعل اختيار ادواردو جاليانو لبرشلونة لتكون المحطة الأولى فى سياق جولة اسبانية بمناسبة صدور هذا الكتاب الجديد كان فى حد ذاته نوعا من التكريم المقصود للفريق الذى يحمل اسم هذه المدينة فيما اكد مجددا على انه يتفق مع اختيار اللاعب الأرجنتينى ليونيل ميسى كأفضل لاعب فى العالم.

ولئن كان الراحل العظيم نجيب محفوظ حاضرا دوما فى الوجدان المصرى والعربى كأحد اعظم من حملوا أمانة الكلمة وابدعوا فى عالم الرواية فان ادواردو جاليانو له حضوره الابداعى المتوهج فى الأورجواى وامريكا اللاتينية فضلا عن اسبانيا التى يكتب بلغتها ويعشق كرتها كما يقدمها فريق برشلونة ونجمه المهاجم ليونيل ميسى.

وعنوان الكتاب الجديد "ابناء الأيام" الذى اهدى جاليانو مقتطفات منه لفريق برشلونة مستلهم من تصور الكاتب للبشر الذين يحبهم فهم على حد قوله "ابناء الأيام التى صنعتهم.. وهم اللاهثون دائما وراء الحقيقة والحياة".

ويرى نقاد أن كتاب "أبناء الأيام" الذى اكتسب المزيد من الشهرة بعد واقعة برشلونة يجسد مواقف هذا الكاتب الاشكالى حيال العديد من القضايا الانسانية والتاريخية والاجتماعية التى يعالجها بقدر كبير من الجرأة والتحدى والخروج عن التفكير السائد تقليديا.

ويوصف جاليانو الذى ولد عام 1940 فى مونتفيديو "بالكاتب المثير للجدل والمشاكس دوما" فيما صدر كتابه الجديد فى اسبانيا والمكسيك والأرجنتين عن دار نشر واحدة هى "دار نشر القرن الحادى والعشرين".

وينتقد ادواردو جاليانو فى كتابه الجديد هؤلاء الذين ينظرون للعالم "من ثقب الباب" حتى لايرون منه سوى مايحلو لهم مؤكدا على سمو قيمة الحرية ومدافعا عن العدالة وحقوق البشر والطبيعة معا.

واعتبر جاليانو ان "الفريق الكتالونى العملاق" يقدم المتعة الكروية الصافية بقدر مايلبى طموحات هؤلاء الذين يرون ان "الساحرة المستديرة لابد وان تحتفل باللاعبين والجمهور معا وتكون عرضا للمتعة على المستطيل الأخضر".

وبسبب مناهضته للاستبداد والحكم الديكتاتورى فى الأوروجواى-عاش ادواردو جاليانو سنوات طويلة فى المنفى بين اسبانيا والأرجنتين كما توزعت اهتماماته بين الصحافة والرواية والبحث التاريخى فضلا عن الرسوم الكاريكاتورية فيما قدم عدة اعمال حظت بشهرة عالمية مثل:"افواه الزمن" و"ذاكرة النار" و"العناق" و"الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية".

وكما لم يتخل ادواردو جاليانو عن عشقه الكروى فانه لم يتخل ايضا فى هذا الكتاب الجديد عن ادانته التى وجهها من قبل للاكتشافات الجغرافية الأسبانية والبرتغالية للعالم الجديد او الأمريكتين معتبرا ان الأمر ليس اكتشافات وانما "غزو".

وفى مقدمة كتابه الجديد "ابناء الأيام"، يقول ادواردو جاليانو إن الكتاب جاء انطلاقا من شهادات حية ناطقة ادلى بها بعض أبناء قبائل المايا فى جواتيمالا وهى الشهادات التى يحويها الكتاب بين دفتيه.

ويحكى الكتاب قصصا حدثت عبر التاريخ وصولا للحاضر بين 4 أركان المعمورة وهو بمثابة رحلة فى الزمان بعدد ايام السنة حيث يسرد 365 قصة لكل منها رسالة نقدية للواقع الذى يعيشه العالم.

وواقع الحال أن كاتب الاورجواى الشهير ينتقد بشدة فى كتابه النظام العالمى الراهن الذى لم يتورع حتى عن ايذاء البيئة والناموس الطبيعى للحياة معتبرا ان الطبيعة ضحية النظام الرأسمالى المنفلت من اى قيود اخلاقية.

ويرى جاليانو ان على الغرب ان يقدم اعتذارا لأفريقيا بسبب الجرائم التاريخية الغربية فى القارة السمراء فيما يصف اسرائيل بأنها لاتزيد عن "قاعدة عسكرية امريكية" فى منطقة الشرق الأوسط ويبدو ان كتابه "ابناء الأيام" عن نظرته لدور الكاتب والمثقف الذي ينبغي ان يحمل دوما هموم الانسان بشجاعة مادام يحمل القلم.

ولن ينسى عشاق الرياضة فى مصر والعالم العربى ان شيخ النقاد الرياضيين المصريين الراحل نجيب المستكاوى كان مثقفا لامعا وصاحب اهتمامات واسهامات ثقافية فيما قدم للمكتبة العربية ترجمات مبدعة لاعمال كلاسيكية ادبية وثقافية جنبا الى جنب مع كتاباته كناقد رياضى.

ويقول الناقد الادبى العراقى الدكتور صالح هويدى:"ان المثقف أو الاديب لايحمل جينات خاصة تميزه عن بقية الجنس البشرى وهناك مثقفون مولعون دون شك بلعبة من الالعاب الرياضية وأكثرها شعبية كرة القدم اما اسباب الولع فمتعددة وان كان اغلبها يرجع الى فترة النشأة الاولى وهوايات الصبا" فيما يرى الكاتب الجزائرى محمد حسين طلبى أن "هناك نوعا من الغيرة التى يبديها بعض الادباء تجاه معشر الرياضيين نظرا لحجم ونوعية الرعاية التى يحظى بها اللاعبون وعلى الاخص فى كرة القدم".

غير أن هذا الكاتب الجزائرى ينتقد الادباء الذين يشعرون بالغيرة من لاعبى كرة القدم معتبرا ان اللاعبين المجيدين "مبدعون" ومشبها اللاعبين الذين يجيدون المراوغة وتسجيل الاهداف الجميلة بالشعراء الذين يمتعون جمهورهم.

وفى كينيا- لايخفى مثقف لامع وكاتب من اصحاب الاقلام المبدعة هو "اودور اونجوين" ولعه بالألعاب الرياضية رغم انه تخصص فى الاقتصاد ويعد من الخبراء الذين يشار لهم بالبنان فى هذا المجال فيما يطرح رؤى غير تقليدية من قبيل وصف مشاريع الشراكة بين الشمال الغنى والجنوب الفقير بأنها اشبه بالزواج الباطل و"شراكة القط والفأر".

ومن طرائف كتاباته انه اعترف بأنه تعرض فى مونديال 2002 لحالة من التمزق بين قلبه وعقله او بين ميوله الرياضية وشغفه "بالساحرة المستديرة" وبين تخصصه فى الاقتصاد حيث تفرغ لمتابعة مباريات السنغال كممثل لافريقيا فى هذا المونديال على حساب دراسة كان يعكف على اعدادها بشأن مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا والتى عرفت "بالنيباد".

واذا كان اودور اونجوين من المثقفين الأفارقة الذين لم يتخلوا عن حلم "فوز منتخب افريقى يوما ما ببطولة كأس العالم" فانه لايكف فى كتاباته كخبير اقتصادى مرموق عن توجيه انتقادات لاذعة لظاهرة "اللاتكافؤ والفجوة الشاسعة بين وفرة الامكانات والموارد الطبيعية للقارة السمراء والعجز عن استغلال هذه الموارد والامكانات لصالح الأفارقة" مبديا بالغ اسفه "لأن البعض فى افريقيا برع فى كيمياء تحويل الذهب الى تراب بدلا من العكس"!.

وبرؤية لاتخلو من طرافة-يقول اونجوين:"واقع الحال فى اللحظة الراهنة لايختلف فى الرياضة عنه فى الاقتصاد على مستوى العالم..فكما يحدث فى البطولات الرياضية العالمية ستجد فى التقسيم الدولى للعمل ان بعض الدول تخصصت فى الفوز والانتصارات بينما تخصصت دول اخرى فى الخسارة وان خسائر افريقيا لاتعنى فى الحقيقة سوى مكاسب للأخرين".

وبفضل العرس الرياضي العالمي او اولمبياد ري ودي جانيرو يحظى الأدب البرازيلي الأن باهتمام عالمي فيما ينسحب هذا الاهتمام على كتاب شهير صدر منذ سنوات لكاتب امريكي لاتيني لم يكن ابدا من الصحفيين الرياضيين!.

فالعالم الذي تتجه انظاره الآن لهذه المدينة البرازيلية مضيفة العرس الرياضي العالمي او اولمبياد 2016 ومن ثم فإن كل شيء في البرازيل يحظى باهتمام غير مسبوق بين اربعة اركان المعمورة بما في ذلك ازمتها الاقتصادية العاتية وحالة الاكتئاب العام التي قد تبددها بهجة الأولمبياد.

وهكذا باتت الصحافة الثقافية الغربية مهتمة الآن بصورة غير عادية بالأدب البرازيلي الجديد وابداعات كتاب لم يستحوذوا ابدا على شهرة الكاتب البرازيلي الكبير باولو كويلو صاحب "الخيميائي" مثلما فعلت صحف القت اضواء على كتاب القصة القصيرة في البرازيل.

واذا كان يحق القول ان الأدب البرازيلي يستفيد الأن من العرس الرياضي العالمي فمن الحق القول ايضا ان هذا الأدب كما يتجلي على سبيل المثال في حكايات لكتاب برازيليين معاصرين عن مدينة ريو دي جانيرو صدرت بالانجليزية بعنوان "مجموعة ريو" انما تعيد للأذهان ان البرازيل ليست مجرد كرة قدم كما ان ريو بالتأكيد ليست مجرد كارتلات للمخدرات وشطآن.

ومجموعة "ريو" تحوي قصصا قصيرة عن الحياة اليومية للبرازيليين في تدافعهم بمدينة ريودي جانيرو الزاخرة بالمتناقضات وهي متناقضات فعلت افاعيلها وفجرت احتجاجات شعبية عارمة اثناء المونديال الأخير والأولمبياد الحالي لتحمل صرخة رفض للتكاليف الهائلة التي يتطلبها العرس الرياضي العالمي بينما لايجد بعض ابناء هذا البلد مايسد الرمق.

وفي هذه المجموعة يطالع القاريء اسماء كتاب للقصة البرازيلية القصيرة مثل دومينجوس بيليجريني وايلفيرا فيجنا وجواو جيلبيرتو وجواو خيمينيس وباتريسيا ميلو وسيزار كارديسو ولويز روفاتو وني لوبيز وسيرجيو سانتانا ومارسيلو موتنينهو.

وفي قصة "اماكن في قلب كل الأشياء" يرسم قلم ايلفيرا فيجنا الحياة اليومية التي لاتخلو من صعوبات جمة في "بلاد الكاريوكا" تتوالى مشاهدها متقاطعة مع محاولة حبيبين سابقين لاستعادة الحب الضائع في ريو كما تتحدث قصة "اكبر جسر في العالم" لدومينجوس بيلجريني عن ذلك الكهربائي الذي اجبر على عمل السخرة لاستكمال بناء جسر ريو نيتيروي في الوقت المحدد والذي لم يراع من حدده ابدا ظروف وطاقات البشر.

اما سيرجيو سانتانا فيتناول في قصته "غرباء" مشاعر الحب بين غريبين ينتميان للطبقة الوسطى البرازيلية على ايقاع ودوي الرصاص لعصابات المافيا التي لاتعترف بشيء اسمه الحب.

واذا كان الأدب البرازيلي سيستفيد من الأولمبيادالحالي كما استفاد من المونديال الأخير الذي اقيم منذ نحو عامين فان الحقيقة ذاتها تنسحب على الثقافة الأمريكية اللاتينية وكتاب هذه المنطقة التي تعشق كرة القدم والرقص والموسيقى وتحتفل بالحياة رغم كل المحن والاحن!.

ولعل ذلك كله يتجلى في الكتاب الشهير لعشاق الساحرة المستديرة "كرة القدم بين الظل والشمس" لادواردو غاليانو صدر عام 1995 وهو في الحقيقة بمثابة "رسالة حب لكرة القدم" او اللعبة الشعبية الأولى في اغلب بلاد العالم او على حد وصف مؤلفه "هو تكريم لكرة القدم واحتفاء ببهجة اضوائها".

والطريف حقا ان هذا الكتاب الذي كاد ان يتحول الى المرجع الذهبي في شؤون وشجون الساحرة المستديرة وبطولات كأس العالم لم يكن مؤلفه ادواردو غاليانو بالصحفي الرياضي المتخصص وانما هو في الأصل صحفي وباحث يحب كرة القدم شأنه شأن الملايين في بلاده اورجواي وامريكا اللاتينية ككل.

والحقيقة ان كتاب "كرة القدم بين الظل والشمس" ليس بالكتاب المتخصص في النواحي الفنية للساحرة المستديرة بقدر ماهو كتاب يتناول اجواء اللعبة الشعبية الأولى وجوانبها المختلفة وسياقاتها المتعددة بما فيها السياق السياسي وبطولات كأس العالم التي عاصرها منذ مطلع ثلاثينيات القرن العشرين وحتى منتصف العقد الأخير من ذلك القرن.

وعلى اي حال يبدو ان مايحدث الآن من تداخل وتفاعل وتشابك مثير بين الثقافة والرياضة يثبت ان الألعاب الرياضية اضحت من ثوابت عالم يبحث عن البهجة المفقودة ويتلمسها ولو في منافسة رياضية محدودة الزمن يكاد ان يلخص قصة العالم وحيرة الانسان المعاصر بين الألم والأمل!.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً