أفادت صحيفة إندبندنت البريطانية أن أمريكيتين مسلمتين أرغمتا على مغادرة طائرة تابعة لشركة "أمريكان إيرلاينز" بعدما اشتكت إحداهن من عدم وجود مياه أو طعام، وقول أحد الركاب إنهما جعلتاه يشعر بـ "عدم الأمان".
وكانت نيالا محمد، وهي صحافية تعمل لحساب إذاعة صوت أمريكا التي تمولها الحكومة، وصديقتها التي تعمل لحساب الحكومة الفيديرالية ورفضت ذكر اسمها، مسافرتين من ميامي إلى واشنطن عندما طلب منهما الخروج من الطائرة.
خمس ساعات بلا ماء
وكتبت محمد التي كانت تناولت العشاء مع ملالا يوسف، الشابة الباكستانية التي ناضلت ضد قمع طالبان، على فيس بوك، أن طائرتها بقيت خمس ساعات في ميامي ولم يسمح للركاب بشراء شراب أو ماء.
وبدأت صديقتها التي كانت جالسة وراءها التحدث عن التأخير مع راكب أبيض، فاقترب منها راكب وقال لها: "إذا كانت لديك مشكلة يمكنك الخروج من الطائرة". واتهمها أيضًا بتحريض ركاب آخرين على الاعتراض، وهدد بإخراجها من الطائرة.
تصوير الراكب
عندها، رفعت نيالة محمد التي كانت تتابع فيلمًا باكستانيًا السماعات عن أذنيها لتعرف ما يحصل. والتقطت صورة للراكب في محاولة لتحديد هويته لأنه لم يكن يضع أي شارة ورفض الإفصاح عن اسمه. عندها أُبلغتا أن التقاط صورة يعتبر جريمة فيديرالية، وطلبت منهما راكبة محوها.
وتضيف الصحيفة البريطانية أن موظفة تعنى بالعلاقات مع الزبائن من شركة أمريكان إيرلاينز حضرت إلى الطائرة وطلبت من الامرأتين مغادرة الطائرة، وكان في انتظارهما حراس جويون مسلحون وأفراد من الشرطة قالوا لهما إن الراكب شعر بالتهديد منهما.
ولاحقًا، تم توفير مقعدين لهما في الرحلة التالية، وقدمت لهما قسيمة ائتمان بقيمة 200 دولار وقسيمة للطعام بـ 24 دولارًا.
إهانة وإحراج
وكتبت نيالا: "على رغم تشجيعنا بالإبلاغ عن الحادث إلى خدمة العلاقات العامة في الأمريكان إيرلاينز، لا نزال نشعر بالإهانة والإحراج كامرأتين أمريكيتين مسلمتين".
وأبلغت الناطقة باسم شرطة الطيران الأمريكية أليكسي آران إلى إندبندنت أن الراكبة انتهكت سياسة الشركة بتصويرها راكبًا على رغم طلبه منها عدم القيام بذلك.
وقالت ممثلة الشركة التي كانت في المطار: "إنها حالة عدم امتثال للقانون. لا علاقة للتمييز بالأمر".
كذبة مطلقة
وردت محمد قائلة: "خاب ظني كثيرًا بشركة أمريكان إيرلاينز لعدم إقرارها بخطئها أو توبيخها راكبًا لسلوكه الفج. أشعر بالإهانة، والكلام عن عدم امتثال هو كذبة مطلقة".
زوجان مسلمان أيضًا
وتأتي هذه الأنباء بعدما طلب من زوجين أمريكيين مسلمين مغادرة رحلة لشركة دلتا إيرلاينز في باريس، بعدما أبلغت راكبة إلى الطيار أن الراكبين يشعرانها بـ "قلق".
وطلب الطيار من الزوجين اللذين كانا عائدين إلى الولايات المتحدة بعد عطلة في باريس، مغادرة الطائرة. واضطر الزوحان للانتظار حتى اليوم التالي للعودة إلى بلادهما.
كتاب عن سوريا!
إلى ذلك، اعتقلت فايزة شاهين، وهي بريطانية مسلمة موظفة في إدارة الصحة الوطنية في مطار دونكاستر في 25 يوليو (تموز ) الماضي، واستجوبت بموجب قوانين الإرهاب بعدما شاهدها أحد أفراد طاقم الرحلة التي كانت على متنها، تقرأ كتابًا عن الثقافة السورية.
ونشرت صحيفة إندبندنت أن فايزة التي تساعد في منع المراهقين الذين يعانون أمراضًا عقلية من التطرف، كانت عائدة من شهر العسل في مرمريس بتركيا عندما أوقفتها شرطة ساوث يوركشير، بعدما أبلغ أحد أفراد طاقم طائرة "طومسون" عن سلوك مشبوه لها.
واستجوبها ضباط من الشرطة 15 دقيقة بموجب قانون الإرهاب، وأبلغ إليها أن الشبهات تتعلق بكتاب كانت تقرأه وعنوانه: "سوريا تتحدث... الثقافة والفن من أجل الحرية".
والكتاب الحائز على جائزة لمالو هالاسا هو مجموعة من المقالات والقصص القصيرة والقصائد والأغاني والرسوم والصور لكتاب وفنانين سوريين.
غضب وبكاء
وقالت شاهين وهي من منطقة ليدز إنها شعرت بالغضب وبكت لأنها أحست بأنها تعرضت لتمييز عنصري بسبب دينها. وأكدت أنها تنوي رفع دعوى رسمية ضد الشرطة وشرطة الطيران، قائلة: "أنا برئية تمامًا...أشعروني كأنني مذنبة".
وأضافت: "لم أفهم كيف يمكن قراءة كتاب أن تدفع أشخاصًا إلى الاشتباه بي بهذه الطريقة. قلت للشرطة أن هذا الأمر ليس مقبولا". ولفتت إلى أن "جزءًا من عملي هو مناهضة التطرف وتحديد المراهقين الذين يعانون أمراضًا عقلية والمعرضين لخطر التطرف".