بورسعيد أول مدينة فى مصر تم تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل بها فطال التطوير كل المستشفيات والمراكز الطبية بها حتى تستطيع القيام بمهام التأمين الصحى، وأنفقت الدولة فى سبيل ذالك مبالغ طائلة حتى ينعم المواطن البورسعيدى بخدمة طبية مميزة .
مستشفى الحميات، ومستشفى الصدر يعتبران هما الكيان الطبى الوحيد الذى لم تطله يد التطوير الذى حدث فى جميع المنشآت الطبية بالمدينة مما جعلهما مستشفيات مهددة بالغلق لسوء حالتهما، وقد تم استثانئهما من التطوير بحجة غلقهما إذ كان يعتقد أنه مع دخول التأمين الصحى لبورسعيد لم يعد هناك أى حاجه لهما.
فى اللحظات النهائية صدر القرار بعدم غلقهما وتركهما على حالتهما لمواجهه أية أوبئة محتمله قد تصيب المدينه الساحلية، مما استدعى أن يتم نقل معظم الفريق الطبي من العاملين بهما للعمل في مستشفيات للتأمين الصحي، وبذلك أصبحت مستشفى الحميات والصدر أقل مستشفيات بورسعيد من حيث الإمكانيات والتطوير وكذلك العنصر البشري فأثر ذالك على مستوى الخدمة الطبية المقدمة
وتبدلت الأحوال وهاجم فيروس الكورونا المدينة فتبدلت الظروف، والتي حولت تلك المستشفيات لأهم مستشفيات يجب أن يتعامل معها المريض الذى يشك بإصابته بفيروس كورونا، فلم يجد كيانا ً طبيا موثوقا يتعامل معه، فلظروف تلك المستشفيات أصبح المريض يتجنب التعامل معهم ويتعامل مع مستشفيات أخرى فى بورسعيد .
بداية أزمة انتشار كورونا في بورسعيد
حالة إصابة أكيدة لمهندس بعمارات الكهرباء بعد رجوعه من العمرة باصابة مؤكدة بفيروس كورونا، فتم عمل تحليل له لتأتى الإصابة بفيروس كورونا إصابة مؤكدة مما استدعى عزله، وظهرت أعراض المرض على ابنته التى تعمل فى إحدى الصيدليات "صيدلية أحمد نصر" وتم عزلها مع والدها فى مستشفى العزل بأبو خليفة بالإسماعيلية.
كيف حدثت الكارثة
كان للمهندس أبناء لم تظهر عليهم الأعراض الخاصة بالإصابة بكورونا، ممرضة في حضانة مستشفى بورفؤاد وابن يعمل في الاستثمار داخل المنطقة الصناعية ببورسعيد، ولَم يتم عمل تحاليل لهم بحجة أنه لم تظهر عليهم أعراض المرض.
وبعد أكثر من أسبوع لم يتم عزل الأسرة التي ظهر عليهم أعراض المرض وتم عمل تحاليل طبية لهم وظلوا بدون حظر حتى ظهرت نتيجة التحليل إيجابية لكل الاسرة بعد أيّام كثيرة من تعاملهم المباشر مع المحيطين بدون أي حرص.
ويبدو أن ما ساعد في انتشار الوباء أن جميع الحالات المصابة في البداية لم يتم عمل عزل صحي لأسرهم ولا المخالطين لهم، بحجه عدم ظهور أعراض عليهم وأن التحاليل يتم تأجيلها حتى ظهور الأعراض، ولَم يطبق العزل الصحي الكامل إلا أمس بعد تفشي حالات الإصابة بكورونا فى بورسعيد المدينه الصغيرة.
وفرض مسؤولو مديرية الصحة والسكان والطب الوقائي بمحافظة بورسعيد ، الحجر الصحي المنزلي، وعزل عمارتين ببور فؤاد ، في شارعي 7 و8، لمدة أسبوعين وذلك بعد اكتشاف إصابتين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
إصابات الكادر الطبى بكورونا فى بورسعيد
داخل مستشفى بورفؤاد العام دكتور "أحمد فرح" نائب مستشفى بورفؤاد العام تم إصابته بكورونا، وعزله فى مستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية ثم تم إصابة عدة حالات من التمريض داخل المستشفى بالإضافة إلى حالات تمريض داخل مستشفى التضامن، ثم تمت إصابة دكتور أحمد اللواح أستاذ الكلينيكال باثولوجى في جامعة الأزهر الذى وافته المنية أمس الأول إثر إصابته بكورونا.
دكتور احمد فرح نائب مدير مستشفى بورفؤاد
أزمة دكتور أحمد اللواح مع الدكتور عادل تعيلب
الدكتور أحمد اللواح
هذه هي شهادة أحد الأطباء الذين ساعدوا في نقل الدكتور اللواح كما ذكرها على صفحته الخاصة، حيق قال:
"أستاذ الدكتور أحمد اللواح أستاذ معامل وتحليل جامعة الأزهر ويعمل في بورسعيد أيضا، تمت العدوى عن طريق إحدى المرضى وعند ظهور عليه أعراض الحمى والسعال الجاف عزل نفسه في بيته عدة أيام وعند الاحساس بصعوبه في التنفس ذهب لإحدى مستشفيات بورسعيد التي كنت متواجدا أنا بها لعمل أشعة مقطعية على الصدر والتي أشارت إلى احتمالية الإصابة بنسبة عالية، ومن ناحيتنا تم الإبلاغ مدير الطب الوقائي ببورسعيد وتم سحب العينة منه في صباح يوم السبت وقبل ظهور نتيجه التحليل قام الدكتور أحمد اللواح بالاتصال هاتفيا بالدكتور شادي الخميسي في تمام الساعه السابعة والنصف مساء لإبلاغ عن سوء حالته وعلى الفور اتصل الدكتور شادي الخميسي بمكالمة الدكتور عادل تعليب لإبلاغه بالوضع الحالي وكان الرد انه ينتقل إلى مستشفى الحمايات وبالفعل اتجهنا انا والدكتور شادي الخميسي إلى مستشفى الحميات للابلاغ عن حالة الدكتور أحمد وكان هناك الدكتور أحمد عرنوس في استقبال المستشفى وابلغنا انه لا يوجد بالمستشفى حاليا جهاز تنفس صناعي وأنها غير مجهزه لاستقبال هذه الحالات وبعد ذالك تم ارسال رسالة نصية على الواتساب بالدكتور شادي الخميسي من قبل دكتور احمد اللواح بأن حالته تسوء ولا يستطيع التنفس و يحتاج إلى ذهاب للمستشفى ويكون بها جهاز تنفس صناعي وكان ذالك في تمام الساعه التاسعه و للأسف اتصل الدكتور شادي بالاتصال بالدكتور عادل تعليب وكان الرد ا مين اللي يقول انه محتاج عنايه وفي ذالك الوقت قمت بالاتصال بمدير هيئة الاسعاف للإبلاغ وللأسف الرد انه لم تأتي التعليمات بجهة التحرك، وبعد تدخل جهات أمنية بتوفير مكان بمستشفى التضامن لاستقبال الدكتور أحمد اللواح كان من واجبي انا ودكتور شادي الخميسي والدكتور محمد النجدي جزاهم الله خيرا بالتحرك إلى منزل الدكتور الشهيد أحمد اللواح وتم نقله بسياراتنا الخاصه إلى استقبال مستشفى التضامن بعد ما تم التنسيق مع مدير المستشفى الدكتور مصطفى شعبان الذي كان بالفعل على أتم الاستعداد لاستقبال الدكتور أحمد اللواح وكان نسبه الأكسجين حوالي ٦٤ وتم وضعه على اوكسيجين ماسك ومن ثم تم التنسيق لتحويله إلى مستشفى أبو خليفه بالإسماعيلية والذي استغرق حوالي ثلاث ساعات ولكن السؤال هل كانت سياره الإسعاف مجهزه وبها أسطوانة اوكسيجين تكفي حين وصوله للإسماعيلىه".
وتابع: "من المسؤل عن التباطئ لنقل الدكتور من منزله إلى مستشفى التضامن في ساعتين وبقاءه في مستشفى التضامن لحين وصوله إلى مستشفى العزل بالإسماعيليةلمدة ثلاث ساعات، لم نذكر ابدا انه لا يوجد جهاز تنفس صناعي بمحافظة بورسعيد كما أشيع، هذه شهادتي أمام الله، عليه رحمة الله الخلوق د. أحمد اللواح.
حملات تبرعات فى بورسعيدمع النقص الرهيب الذى تعاني منه المستشفيات من المستلزمات الطبية ظهرت حملات فى بورسعيد تطالب المواطنين ورجال الاعمال بالتبرع بثمن المهام والمستلزمات الطبييه من ماسكات تنفس وأجهزته تنفس صناعى وبدل عزل طبي للأطباء.
واليوم تبرع أحد رجال الأعمال بثلاثة أجهزه تنفس صناعي لمستشفيات بورسعيد إلى جانب الكثير من التبرعات العينيه من الماسكات والجوانتيات والمطهرات واجهزه التعقيم والمحاليل اللازمة لعمل التحاليل الطبييه داخل المستشفيات من جانب رجال الاعمال والمواطنين.
فرض عزل طبي كامل على بورسعيد
مع تزايد الحالات ومع قلة الكادر الطبى المتوفر داخل المحافظة وإصابة بعضه حتى أن مستشفى الحميات "الغير مجهزة" لا يوجد بها سوى العدد القليل من الأطباء الذى يعد على أصابع اليد الواحدة ويحاولون التعامل مع الوضع مع أزمة نقص حادة فى المستلزمات الطبية كما أن نقص الأعداد يؤدى أن تظهر أزمة فى عدم وجود فريق طبى مجهز يصاحب المريض فى رحلته من بورسعيد إلى مستشفى العزل بالإسماعيلية إلا بصعوبة بالغة.
عمارات تحت العزل الصحى فى بورسعيد