يستمر تطبيق حظر التجوال الجزئي في مصر، والذي يأتي ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، حيث بدأ الأسبوع السابع والذي يعتبر الحاسم في مكافحة وباء كورونا، لمعرفة مدى انتشار الفيروس في مصر، وهل سيتم اتباع آليات جديدة في حالة زيادة أعداد الإصابات وتفشي الوباء، أو إعلان أن مصر استطاعت التحكم في انتشار المرض.
1000 إصابة
عز العرب: رقم 1000 محطة فارقة في الإصابات
وفي البداية، قال الدكتور محمد علي عز العرب، مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إن وزيرة الصحة وضعت رقم 1000 إصابة بفيروس كورونا المستجد بأنه علامة فارقة في معدل الإصابات بالمرض في مصر، ولكن يتم حساب الأرقام بالمنحنى الوبائي وحساب مدى مضاعفة عدد الحالات، فعند تضاعف أعداد الإصابات في أقل من أسبوع يكون الوضع حينها شديد الخطورة، وفي حالة من أسبوع إلى أقل من أسبوع يكون خطر، وفي حالة أكثر من أسبوعين يكون مقلق، وأخيرًا عند اكتشاف الحالات الفردية يكون الوضع المعتاد.
وأضاف عز العرب في حديثه لـ"أهل مصر"، أن هذا الأسبوع حاسم في معرفة مدى انتشار فيروس كورونا في مصر لأنه الأسبوع السابع لانتشار الوباء، حيث إن أمريكا أصبحت الآن الأولى في عدد الإصابات ولكن إيطاليا الأكثر في الوفيات وعند دراسة الوضع الوبائي نجد أنها تختلف من دولة لأخرى، وعلى أساس هذا الأسبوع نتمنى انحسار المرض وقلة عدد الإصابات، وبالتالي يكون سهلًا التحكم فيه، مشيرًا إلى أنه لا قدر الله عند حدوث زيادة في الإصابات أي هناك متوالية عددية أي الحالات المصابة نشرت العدوى لأفراد آخرين وهم قاموا بدورهم بنشر العدوى لآخرين، داعيًا أن يقل العدد وإعلان التحكم في مرض كوفيد 19 حتى لا نلجأ للإجراءات الاحترازية الواجب أخذها في حالة الوضع شديد الخطورة.
ولفت المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أن الاجراءات الاحترازية في حالة الوضع شديد الخطورة هي تطبيق حظر التجوال الكامل وإنشاء مستشفيات للحجر الصحي، موضحًا أن القوات المسلحة بدأت بالفعل في إنشاء مستشفيات في المحافظات تحسبًا للوضع في مصر، فإذا كان التشخيص بأن هناك مصاب يتم وضع جميع المخالطين له في مكان ومراقبتهم ولا يكون هناك ضرورة بأن تكون مستشفيات ولكن عزلهم في مكان معين وتوفير الإعاشة الكاملة وعمل تحاليل ال PCR وعند تأكيد إصابة شخص يتم تحويله لمستشفيات العزل أو المستشفيات التي تم تجهيزها، فهذا هو الوضع شديد الخطورة وتم وضع استراتيجيات مواجهة له في مصر.
وأضاف "عز العرب"، أنه طالب عدة مرات بضرورة عمل تحليل PCR للكورونا المستحدثة لمرضي الالتهابات الصدرية في أقسام الصدرية والحميات والرعاية المركزة على مستوي الجمهورية بهدف تشخيص الحالات ومن ثم العزل في مستشفيات العزل، لمنع العدوى للمرضى الآخرين وللفرق الطبية، ولعمل التقصي الوبائي للحالات المشخصة ومن ثم مراقبة مخالطيهم فترة حضانة الفيروس مع إجراء المسح التشخيصي لهم، فضلاً عن القيام بأعمال التطهير الواجبة لأماكن تواجدهم مما سيؤدي إلى انحسار الحالات والمرض، وتعميم الدراسات والأبحاث في هذا الإطار مما سيساعد على اتخاذ القرار علي المزيد من الإجراءات السليمة.
الالتزام بتعليمات الصحة
الصحة: الالتزام بالحظر سيعفينا من الحظر الكامل
وعن إمكانية حدوث حظر كامل في مرحلة تفشي وباء كورونا في مصر، علق الدكتور أحمد محي القاصد مساعد وزيرة الصحة لشئون المستشفيات، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، "بأننا مازلنا في المرحلة الثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد "19، مشيرًا إلى أنه إذا التزم جميع المواطنين بحظر التجول وبتعليمات وزارة الصحة فلن نصل لمرحلة تفشي الوباء وهي المرحلة الخامسة في انتشار المرض والتي تعني الوضع شديد الخطورة.
الدعم النفسى
مستشفى العباسية: الدعم النفسى مهم للمصابين
ومن جانبه، علق الدكتور مصطفى شحاتة، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية التابعة لأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، بأن الدعم النفسي مطلوب لكل الأمراض خصوصا الأمراض الحالية كاجتياح مرض كفيروس كورونا، لذا يحتاج المصاب وأهله والدولة بالكامل دعمًا نفسيًا كاملًا ومعلومات حقيقية عن المرض، فالفيروس ضعيف جدا ولكن يجب أخذ احتياطات خاصة للمرضى المستهدفين وهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أنه من المهم جدا تقديم الدعم النفسي ورفع الحالة المعنوية سواء للمصاب بفيروس كورونا أو أهله لأنه لا يقل ابدا عن اي علاج من العلاجات التي يحصل عليها المريض في المستشفى.
وأضاف "شحاتة" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن وزارة الصحة بدأت اليوم في أول أيام الأسبوع السابع لانتشار كورونا، تقديم الدعم النفسي للمصابين بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وكذلك الفرق الطبية والمجتمع المصري كله وذلك بسبب تأثير المرض النفسي على الأصحاء والمصابين، مشيرًا إلى أن هذه الخدمة هي أهم الخدمات التي يمكن تقديمها في الوقت الحالي.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، إنه لا يمكن عمل تحليل فيروس كورونا لكل المجتمع المصري، حيث أن جميع الاجراءات التي تم اخذها استباقية والدول التي تفشى فيها وباء كورونا أخذت هذه الاجراءات بعد تفشى الوباء فيها، موضحة أنه تم عمل 20 ألف مسحة لاكتشاف الـ 500 حالة المصابة بفيروس كورونا في مصر، كما أن هناك قواعد في عمل المسحات والتحاليل وهي توصيات من العالم كله كما أن القرارات يتم أخذها بشكل تشاوري وهناك اجتماعات يومية.
وأضافت وزيرة الصحة، في تصريحات لها، أن الأهم هي الأسرة المخالطة لحالة مصابة ويتم عزلها 14 يومًا ولا يتم عمل تحليل سوى لمن يظهر عليهم الأعراض أو العائدين من السفر لأنه مازال مصدر الحالات إما من المخالطين أو العائدين من السفر، لذا لا يمكن عمل مسحات للمجتمع كله لأنه وباء عالمي وله أبعاده وليس مجرد مرض بسيط، مضيفة أن منظمة الصحة العالمية تشيد بالإجراءات التي اتخذتها مصر في التعامل مع فيروس كورونا وأشارت إلى أنه يجب أن نفخر بذلك، لافتة إلى أن نسبة الشفاء من فيروس كورونا في مصر وصلت 28%، مطالبة المواطنين بإتباع تعليمات الوزارة مع أهمية البقاء في المنزل.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.