تتعالى الصرخات والاستغاثات بين أبناء محافظة بورسعيد مطالبين بغلق مصانع منطقة الاستثمار والمنطقة الصناعية جنوب المحافظة غلقا كاملا، حتى لا يتفشى وباء كورونا بصورة سريعة وتزداد حالات الإصابة، وفيما استجاب بعض أصحاب المصانع لقرار اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، بالغلق وتحمل رواتب العاملين، تعنت البعض الآخر وقاموا بتخفيف العمالة، ويتجاوز عدد عمال مصانع الاستثمار بالمحافظة 32 ألف عامل، فيما يمثل استمرارهم في العمل خطرا داهما.
قال رمضان عبد الحميد السيد " 55 " عاما: أسكن بجوار مصانع الاستثمار وأشاهد منظرا مرعبا يوميا وهو دخول الباصات من مختلف المحافظات وتجمع العمال بشكل مخيف فى تلك الظروف التى نمر بها، وتحاول الدولة جاهدة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية للشعب، أغيثونا يرحمكم الله.
وقال جلال عيد إبراهيم " 57 " عاما: وسط هذا الرعب ومحاربة عدو خفى وكأنه نوع من الإرهاب لا يصح أن يدخل يوميا هذا الكم الهائل من عمال مصانع الاستثمار حتى وإن قام أصحاب المصانع بتخفيف العدد، فالخطر موجود و يحاصرنا من جميع الجهات، ارحمونا.
ويستغيث عبد الرحمن هلال عامر " 32 " عاما برئيس الجمهورية، قائلا: لابد من قرار بغلق مصانع الاستثمار ببورسعيد إغلاقا كاملا فنحن فى خطر وهناك حالات ظهرت فى المصانع وإصابة عامل واحد فقط بمصنع تعتبر إصابة لآلاف بدون مبالغة.
ويصرخ علاء كامل أبو الفتوح " 44 " عاما: نحارب عدو خفى فلماذا نقدم له جميع الأسلحة بأنفسنا لينتصر علينا، فلو شاهدتم دخول العمال صباحا ولو تخيلتم تجمعهم بهذا المشهد داخل الباصات لعرفتم من أين تأتى الكارثة، لقد تحملت الدولة كثيرا من الخسائر بإغلاقها المطارات وتخفيف الموظفين بالمصالح الحكومية وتعويض العمالة من أجل صحة أبناء مصر فماذا لو تحمل أصحاب المصانع بعض الخسائر بغلق مصانعهم أيضا.
ويطالب رمضان شكرى إبراهيم "52" عاما، بضرورة إسراع الدولة بالحظر الكامل حتى لا تصبح مدينة بورسعيد بؤرة للفيروس لأن مصانع الاستثمار قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر فى المدينة الباسلة ولابد من اتخاذ كافة التدابير للحفاظ على حياة أبنائها، وقال: أصحاب المصانع حصدوا الكثير من تعب وجهد العمال الغلابة فهل لم يحن الوقت لتكريمهم بالمحافظة على صحتهم، ونحن نعرف أن أول حالة إصابة بفيروس كورونا ظهرت ببورسعيد لموظف هندى الجنسية بمصنع سينمار توفي وترك من ورائه حسرة وألما لجميع أبناء المدينة بإصابة الدكتور أحمد اللواح من أبناء بورسعيد الذى كان مخالطا للحالة وتوفى أيضا.
ويوجه محمود قدرى "23" سنة، رسالته لمحافظ بورسعيد قائلا: ازاى توافق ان الناس تروح الاستثمار، ما تنساش ان اللى فى المصانع اخواتنا واصحابنا وجيرانا وأقاربنا، يعنى الموت "جاى جاى".. أنزل أشتغل والموت يحاصرنى وأرجع بيتى أعدى أهلى وجيرانى.. "اشتكى لمين بس غير ربنا".
يذكر أن اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، أعلن فى بيان رسمى تعليق العمل فى مصانع مناطق الاستثمار والمنطقة الصناعية جنوب المحافظة خاصة للعمالة القادمة من خارج المحافظة مع دفع أجورهم كاملة من قبل كل مصنع وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد فيروس كورونا المستجد.