"جبروت أم "..كأنها مخُلوقةٌ تحوي الشيطان داخلها، تجرد فؤادها من الرحمة والإنسانية، وزين إبليس لها الأهواء، اجتمعت القوة والسلطان فى جبروت إمرأة من العقد الثالث، حيث أقلبت على تعذيب طفلتها ذات ٦ أشهر بالكسر والحرق فى أنحاء جسدها الذى لا يقوى على شئ، كأنها ألقت قلبها من قمة جبل عالى، لتغلق كل الدوائر عليه.
"أهل مصر" ترصد فى السطور التالية حكاية مأسوية لواقعة مُجسدة بصور يفطر القلب لها، انتفض لها مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي، تعاطفا مع صور الطفلة «ساجدة»، مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين بتعذيب الطفلة.
بتلكَ القسوةُ الكاسرة المفترسة القابعةُ فيها، بدأت حكاية الأم مع طفلتها "ساجدة"، ما بين الضرب والكسر والحروق، باتت ليالى الطفلة تمر، وكأنها داخل حلقات التعذيب الدنيوي، وكأن الدنيا تجرعها مر الحياة، من أم لا تعرف للشفقة عنوان ولا للرحمة أي باب، حتى لم تنل أبسط حقوقها من الرضاعة أوالغذاء.
لعب الأب دور المشاهدا، لم يكترث بأي شيء، وكأنه كرث ناظريه لمشاهدة طفلته وزوجته، زوجته وهى تقوم بدور البطولة فى فيلم "أكشن" و الضحية طفلتها، لتتجرع الرضيعة العذاب ألوانا شتا، ويسابق يد الأم عقلها، في التفنن فى إحياء حفلة التعذيب لطفلتها، تبدأ بالضرب المبرح وتنتهى بالحرق أو الكسر، كلها ألوان من التعذيب لا تطيقها النفس البشرية، فكيف لطفلة لا تقوم ولا تعى شئ بالاستقواء لما تلقاه من أمها.
كأنها ولدت وسط وكر من الذئاب المستوحشة، نزعت من داخلهم رحمة الأمومة، واضعين مكان قلوبهم حجر من الصوان الصلب، فهي رزقت بأم تلبس عبأة إبليس، تقدم من حين لآخر على حرق يدها، وخلع شعرها، وكسر قدمها، و نفورها من إرضاعها، وسط تلك الدائرة المُرجمة من شتى حلقات التعذيب، يكتفى والدها بدور المشاهد السلبي، الذي لا حول له ولا قوة، دون محاولو الدفاع عنها أو حتى رفع الأذى.
الأم المتهمة
"لا تنزع الرحمة إلا من شقى"..
كان هناك من يسمع صراخها وأوجاعها، تنشطر قلوب الجيران مع كل صرخة تلفظ بها أنفاسها، وتعلن فيه جبروت أمها، كانوا يتقاسمون عليها الأدوار ما بين الرعاية الغذائية والحنان والعطف وكان هناك من يضمن وجعها بحضن حرمت منه، لم تكن كل الأبواب مغلقة كما كانت تعتقد الزوجة، ليت شخص ينقذ الطفلة، ويوقف مخططات الزوجة، ويفسد حلقات تعذيبها.
هنا التقط أحدهم هاتفه، وبكل أسى وحزن روى التفاصيل الأكثر ألما، يقص فى منشوره حكاية أم تجردت من إنسانيتها، ووثق ذلك بالصور التى تقشعر لها الأبدان، لتأتى انتفاضة رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتأخذ بحق " ساجدة".
وتمكنت الأجهزة الأمنية، تحت إشراف اللواء طارق مرزوق مدير أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث من ضبط "الأم" المتهمة بتعذيب ابنتها ساجدة في منطقة إمبابة.
وكشفت التحريات، التي جرت تحت قيادة العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، أنه تبين من خلال مناقشة الزوج والد الطفلة، قال إن زوجته مريضة نفسية، وقدم أوراقا تفيد بأن زوجته مريضة نفسيا لضباط المباحث، وأنها تُعذب الطفلة منذ 6 أشهر.
و أمرت النيابة باستدعاء والد الطفلة ساجدة، وأدلى بأقواله قائلا: "مراتي مريضة نفسيا وكل ما تجي لها الحالة تضرب البنت وتعذبها".
و تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات، وتم التحفظ على الأم لحين عرضها على النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية، كما قررت النيابة العامة بتسليم الطفلة ساجدة لجدتها.