استغل مسئولي القلعة الحمراء فترة توقف النشاط الرياضي الحالية، بسبب فيروس "كورونا المستجد"، في حسم عدد من الملفات الهامة، الخاصة برحيل وتجديد تعاقدات كبار لاعبي الفريق، والذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم الحالى، وهم وليد سليمان، وشريف إكرامي، وحسام عاشور، وأحمد فتحي.
بدأ مسئولي لجنة التخطيط بالنادي الأهلى برئاسة محسن صالح، جلسات التفاوض مع رباعي كبار الأهلى منذ بداية فترة التوقف، والتى تنوعت كواليسها ما بين موافقة، وشكر، وغضب، ومساومات، وكانت هذه الأحداث هي الأشهر على الساحة الرياضية في مصر خلال الآونة الأخيرة.
وتمكن مسئولى لجنة التخطيط أخيراً من حسم هذا الملف، وتحديد مصير رباعي كبار الأهلى، حيث وافق وليد سليمان صانع ألعاب الفريق، على تجديد تعاقده لمدة موسمين إضافيين، وذلك منذ جلسة التفاوض الأولى، وبدون افتعال أى مشاكل، وكانت مفاوضات اللجنة مع الحاوى هي الأكثر هدوءاً، واستقراراً بين رفاقه.
على الجانب الآخر، قرر مجلس إدارة النادي الأهلى توجيه الشكر إلى شريف إكرامي حارس مرمى الفريق، والذي كان قد اتخذ قراره بالرحيل منذ فبراير الماضي، بحثاً عن فرصة أخرى للمشاركة، والاستمرار في الملاعب، الأمر الذي يصعب تحقيقه مع الأهلى حالياً خاصة مع تألق محمد الشناوي، واحترمت جماهير المارد الأحمر موقف إكرامي الاحترافي الواضح منذ البداية، والذي أعلن عنه في بيان رسمى منذ فترة طويلة، ليخرج اللاعب من الباب الكبير، مدعماً بحب الجماهير التي لن تتوقف عن مساندته في رحلته القادمة، والتى تنتظر عودته مجدداً، كأحد كوادر القلعة الحمراء المشهود لها بالعقلانية واللباقة.
وفي سياق متصل، قدمت إدارة الأهلى الشكر إلى حسام عاشور كابتن الفريق، وطالبته بالاعتزال بنهاية الموسم الحالى، ليختتم حياته الكروية داخل جدران القلعة الحمراء كما يليق بتاريخه، وذلك بعدما رفض السويسري رينيه فايلر المدير الفنى للفريق استمرار عاشور معه في الموسم القادم، كما عرض مجلس إدارة الأهلى على اللاعب إقامة مباراة اعتزال تكريماً له على مسيرته الرائعة مع المارد الأحمر، بالإضافة إلى التكفل بمصاريف فترة معايشة ودورات تدريبيه في الخارج، تؤهل اللاعب للعمل داخل الفريق بعد الاعتزال، إلا أن عاشور أبدى غضبه الشديد تجاه هذه القرارات، وأدلى بالكثير من التصريحات الصحفية التى تدل على ذلك، مؤكداً انه يريد الاستمرار في الملاع، ولكنه لم يعلن عن قراره النهائي حتى الآن، والذي يميل تجاه الموافقة على عرض النادي، خاصةً بعد تدخل من الكابتن محمود الخطيب.
وبالمثل انتهت رحلة أحمد فتحي ظهير أيمن النادي الأهلى مع الفريق، بعدما رفض التجديد، وأعلن رحيله رسمياً في نهاية الموسم، نهاية الجوكر مع الأهلى لم تكن جيدة كما كان المتوقع، حيث استمر أحمد فتحي في المساومة مع لجنة التخطيط، والتهرب من جلسات المفاوضات، والمبالغة في الطلبات المادية، ورغم موافقة الأهلى على جميع طلباته، ومنحه مميزات هي الأعلى بين أقرانه من لاعبي الفئة الأولى بالفريق، إلا أن اللاعب قرر الإنتقال إلى بيراميدز الذي عرض عليه مقابل مادي أعلى، وفترة تعاقد أطول، ليكتب الجوكر أخر فصول حكايته مع الأهلى، وسط غضب هائل من مشجعى المارد الأحمر.
رحيل ثلاثي الفريق عاشور، وإكرامي، وفتحي، يمثل ضربة قوية للنادي الأهلى الذى سيفقد أهم عناصر الخبرة في الفريق، مما يضع مجلس إدارة النادي الأحمر أمام تحديات قوية، لتخطى هذه المرحلة، والمحافظة على الاستقرار الفنى للفريق.
ويرصد "أهل مصر" 3 تحديات تواجه إدارة الأهلى بعد رحيل الكبار:
1- تعويض عناصر الخبرة
يمثل نهاية مشوار ثلاث الفريق حسام عاشور، وأحمد فتحي، وشريف إكرامي، فقدان الفريق لأهم أعمدته، والذين امتد تاريخهم مع الأهلى لسنوات عديدة حافلة بالانتصارات، خبرات اللاعبين الكبار كانت تلعب دورا مهم جدا في الاستقرار الفنى للفريق الأحمر، وتجاوز الأزمات الصعبة، والمباريات الحاسمة، ومساندة اللاعبين الشباب، كل هذه الأشياء سيفتقدها الأهلى برحيل الكبار، خاصةً وأن العناصر الشابة سوف تمثل جزء كبير من قوام الفريق، والذي يعتمد عليهم فايلر بشكل أساسي، لذلك فإن إدارة الفريق بالمعاونة مع الجهاز الفني، مطالبة بإعداد كوادر جديدة من العناصر الشابة، لتعويض عناصر الخبرة، وتخطى هذه المرحلة الانتقالية.
2- تدعيم مركز الظهير الأيمن
بعد رحيل أحمد فتحى سوف يتأثر مركز الظهير الأيمن للفريق بشدة، خاصةً مع توافر بديل واحد فقط في هذا المركز، وهو محمد هاني، والذي على الرغم من مهارته إلا أنه يفتقد لعنصر الخبرة لصغر سنه، مما يضطرمجلس إدارة النادي الأهلى إلى استقدام بديل كفء، يعوض غياب الجوكر خلال الميركاتو الصيفي القادم، وذلك حتى لا يتأثر الاستقرار الفنى للفريق، ومنذ إعلان فتحى الرحيل عن الفريق، تكاثرت الأقاويل حول عدد من اللاعبين الذين يسعى الأهلى للتعاقد معهم، خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة، مثل باسم على، ورجب بكار، وحمدي النقاز، وباهر المحمدي.
3- الثبات على مبادىء الأهلى
انتقد البعض إساءة إدارة الأهلى التعامل مع ملف التجديدات، لاسيما التفاوض مع أحمد فتحي ظهير أيمن الفريق، الذي استمر في المماطلة كثيراً مع المبالغة في الطلبات المادية، والتهرب من جلسات التفاوض، وعلى الرغم من ذلك وافقت الإدارة على منحة 48 ساعة للتفكير بعد أخر جلسة، للرد على عرض الأهلى، الذي منحه مميزات هي الأعلى بين لاعبي الفريق، وهو الأمر الذي لم نألفه من مجالس إدارات الأهلى على مر الزمان، والتى وجب عليها توجيه الشكر للاعب منذ الوهلة الأولى التى ظهر فيها عدم وضوح قراره، والمساومة المادية المبالغ فيها، وذلك تماشياً مع مبادىء النادي التى تضع "الأهلى دائماً فوق الجميع"، وهو الأمر الذي سيضع مجلس الإدارة أمام تحدي كبير في التعامل مع مثل هذه الملفات في الفترة القادمة، خاصةً وأن الغالبية العظمى من اللاعبين أصبحت تفضل الملايين على الانتماء.