حبيب سلوي وعاشق مصر .. محمود جبريل يرحل في صمت والقاتل كورونا

محمود جبريل
محمود جبريل

رحل في رجل ليبي الجنسية ومصري الهوى، عشق مصر بعد أن أسرته عروس النيل بعشق من نوع خاص، هو الدكتور محمود جبريل أول رئيس وزراء لليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، جاء جبريل إلى مصر طالبا في ستينات القرن الماضي ليقع في حب سلوى زميلته في كلية السياسة والاقتصاد في هذا الزمن الجميل الذي كانت أحلام الوحدة العربية والقومية العربية تجمع الشباب العربي على جنسية واحدة وهدف واحد هوالوطني العربي الكبير، ليتزوج بعدها جبري بسلوى التي اصبحت الدكتورة سلوى شعراوي فيما بعد الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعضو مجلس النواب السابق في مصر، ليبقي رباطه في مصر أبديا ، تعلم فيها وعاش فيها وعمل فيها ثم مات على ثراها، ففي خبر منزوي في صحف القاهرة قبل أيام أشارت الصحف لاكتشاف إصابة مواطن ليبي بفيروس كورونا، ولكن في صدر نفس الصحف بعد أيام كان أسم المواطن الليبي الذي كشفت عنه الصحف هو رئيس وزراءها السابق محمود جبريل الذي وافته المنية عن عمر يناهز السبعين عاما.

محمود جبريل هو أول وأخر سياسي ليبي يحصد ما يقرب من مليوني صوت في أول انتخابات تجري في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، وهو ختيار الشعب الليبي الذي لم يختلف حوله، حاول جبريل أن يجمع الفصائل الليبية المتناحرة وأمراء الميلشيات حول علم ليبيا الوطن المستقل الموحد، ولكنه فوجئ بتدخل قطري سافر في الشئون الداخلية الليبية لدرجة أن وزير الدفاع القطري تدخل بنفسه لإجهاض محاولة جبريل لتأسيس الحرس الوطني الليبي بدلا من الميلشيات التي تتبع أمراء الإسلام السياسي في طرابلس ومصراتة، وعندما عرف جبريل أن محاولته لإقناع أمراء الحرب في لييبا وصلت إلى طريق مسدود لجأ إلى مصر وطالب بتفعيل اتحاد الجمهوريات العربية، وهو اتفاقية للوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا وليبيا، التي تجمع بين مصر وليبيا وسوريا ولا تزال قائما من وجهة نظر القانون الدولي، ويعتبر بمقتضاها رئيس مصر هورئيس هذا الاتحاد الذي خرج للنور في 1 سبتمبر 1971 فى مصر، وليبيا، وسوريا. واعتمد الاقتراح فى الاستفتاء المصرى بنسبة 99.9%، وفى الاستفتاء الليبى وافق على المقترح 98.6% من المصوتين، بينما صوت فى سوريا 96.4% لصالح الاتحاد.

بعد وفاة محمود جبريل سوف يزيد تعقد المشهد السياسي في ليبيا، فبينما يقف الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في وجه الاحتلال التركي في البلاد، ويتمسك رئيس وزراء ما يسمى بحكومة الوفاق فائز السراج بشرعية الصخيرات المزعومة وبالاعتراف الدولي به، سوف تفقد الساحة السياسية في ليبيا وجها لا اختلاف عليه بين كل فرقاء ليبيا الوطنيين، وهو الدكتور محمود جبريل رئيس حزب تحالف القوى الوطنية السياسي، الرجل الذي وضع ليبيا في قلبه المريض، تشاركه في العشق فيه زوجته سلوي ووطنه الثاني مصر

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نجعل مصر مركزا لسلاسل الإمداد.. السيسي يوجه برفع نسبة المكون المحلي في كافة الصادرات