حصار لـ 4 ساعات.. تفاصيل تحقيقات النيابة في واقعة رفض دفن طبيبة الدقهلية

طبيبة الدقهلية
طبيبة الدقهلية
كتب : أهل مصر

كشفت تحقيقات النيابة العامة، فى القضية رقم ٦٢٠٤ لسنة ٢٠٢٠ جنح مركز أجا، تفصيلات حدوث الواقعة من شهادة الضابط رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بمركز شرطة أجا، الذي تلقى بلاغاً بها من غرفة عمليات النجدة صباح يوم الحادي عشر من شهر أبريل الجاري مفاده تجمهر بعض الأشخاص بقرية شبرا البهو بدائرة المركز لمنع دفن جثمان سيدة متوفاة - بلغت من العمر أربعة وستين عاماً - بمدافن ذويها بالقرية إثر إصابتها بفيروس "كورونا" المُسْتَجَد واعتراضهم سيارة الإسعاف التي تنقل الجثمان وطاقم الطب الوقائي المُصاحِب له وذويها من الوصول للمقابر؛ فانتقل صحبة قوة من الشرطة لمحل التجمهر؛ فتَبَيَّنَه تجمهراً غفيراً يردد المشاركون فيه هتافات لمنع دفن الجثمان بمقابر القرية، كما أضرم بعضهم النيران بقش غلال بأراض زراعية محيطة بالتجمهر وبإطارات سيارات بالطريق العام لمنع قوات الأمن وسيارة الإسعاف من المرور؛ فوجهت الشرطة إليهم النصح والإرشاد ابتداءً لفض التجمهر؛ فلم يمتثلوا وتمادوا في فعلهم وتزايدت أعدادهم، وألقى بعض منهم الحجارة على قوة الشرطة وسيارة الإسعاف فأحدثت إحداها تلفاً بالسيارة الأخيرة، وسبُّوهم، وحرضوا الأهالي المتواجدين بمحيط التجمهر على المشاركة فيه؛ فأرهبوا بذلك المواطنين وكدَّروا السلم والأمن العام؛ واتخذت الشرطة لذلك إجراءات فض تجمهرهم بالغاز المُسيِّل للدموع؛ وقد أمكن ضبط ثلاثة وعشرين منهم بينما لاذ الباقون فراراً، كما أمكن اتخاذ إجراءات دفن المتوفاة تحت إشراف طاقم الطب الوقائي بالإجراءات الوقائية اللازمة.

وسألت النيابة العامة نجل المتوفاة؛ فشهد بأن والدته كانت ملازمة لمسكنها لمرضها بالسكري واضطراب ضغط الدم وقصور بإحدى الكليتين وجلطة بأحد أصابع قدميها، وأنها قد ترددت في غضون شهري فبراير ومارس الماضيين على إحدى العيادات الخاصة للكشف الطبي على إصابة قدمها، ثم نُقلت لمستشفى الدلتا بالمنصورة في شهر مارس الماضي إثر تدهور حالتها الصحية وحاجتها لعملية جراحية لبتر إصبعها المصاب، وأنها قد أصيبت بضيق شديد في التنفس إبَّان إعدادها لتلك الجراحة وساءت حالتها؛ فنُقِلَت إلى مستشفى الصدر بالمنصورة حيث تبين إصابتها بفيروس "كورونا" المُسْتَجَد؛ فنُقِلَت لذلك إلى مستشفى أبو خليفة مقر الحجر الصحي بالإسماعيلية، وتُوفِّيَت إلى رحمة الله هناك في مساء اليوم العاشر من شهر إبريل الجاري، وبعد استلامه وبعض ذويه جثمان والدته لدفنه صباح اليوم التالي بعد اتخاذ إجراءات التغسيل والتكفين الوقائية؛ استقلوا سيارة إسعاف صحبة طاقم من إدارة الطب الوقائي التابع لوزارة الصحة وقوة من الشرطة للتأمين متجهين إلى مقابر الأسرة بقرية شبرا البهو لدفن الجثمان؛ فعَلِم في تمام الساعة السادسة صباحاً من أحد ذويه بتجمهر بعض الأشخاص بالطريق الرئيسي المؤدي إلى المقابر مُحتَجِّين على دفن والدته بالقرية خشية من انتشار الفيروس الذي كانت مصابة به؛ فسلك طريقاً فرعياً؛ ولكن المتجمهرين قطعوه عليه مهددين إياهم ومتعدين عليهم بالسب ولم يتقبلوا محاولات الشرطة لإثنائهم عن قطع الطريق؛ فعادوا إلى طريق المقابر الرئيسي ولبثوا فيه لحين وصول دعم من قوات الشرطة، وآنذاك فوجئ ببعض المتجمهرين يحاصرون سيارة الإسعاف استقلاله وسيارة الشرطة المصاحبة لها، وضربوا على سيارة الإسعاف بأيديهم للتهديد ثم تزايدت أعدادهم، وكان منهم من يحمل فأساً ألاح به مهدداً إياهم، ومنهم من ألقى بحجارة عليهم أحدثت إحداها تلفاً بسيارة الإسعاف، وأضرم آخرون النيران بإطارات سيارات وأخشاب لقطع الطريق العام، بينما ردد آخرون من المشاركين بالتجمهر هتافات مطالبة بمغادرتهم خشية الوباء المصابة به المتوفاة.

وتعدَّى البعض الآخر على قوات الشرطة بالسب والألفاظ النابية؛ وقد لبثوا محاصَرين لنحو أربع ساعات حتى وصلت القوة الداعمة من الشرطة التي تمكنت من فض التجمهر ومن ثَمَّ اتخاذ إجراءات دفن الجثمان وتعقيم وتطهير القبر ومحيطه، وقد تعرف نجل المتوفاة على بعض من المتهمين حال عرضهم عليه مُحدِّداً دور كل منهم بالواقعة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً