ممثل الصحة العالمية: 85% من مصابي كورونا بمصر تعافوا دون علاج.. والإجراءات الصارمة ضرورة حتى لا يفلت الأمر

ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر
ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر

أشاد الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بجهود الدولة المصرية في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مؤكدا أنها تعاملت بجدية مع الأمر منذ البداية، حيث قامت مصر بتفعيل كافة فرق الاستجابة السريعة، في كل المحافظات، لأجل رصد الحالات الإيجابية وتتبع المخالطين، بغض النظر عن توزيعهم الجغرافي، كما أن الحكومة المصرية لديها جهاز رصد مميز للكشف ومتابعة انتشار فيروس كورونا.

وقال جبور خلال مؤتمر صحفي لرئيس الهيئة العامة للاستعلامات ونقيب الصحفيين ضياء رشوان، اليوم الإثنين، أن 85% من المصابين بفيروس كورونا المستجد تماثلوا للشفاء من دون علاج، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية عملت جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة والسكان المصرية، خلال الإجراءات التي جرى اتخاذها لتطويق فيروس كورونا المستجد، حيث سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، في الرابع عشر من فبراير الماضي، ووصل عدد المصابين حتى الآن إلى 2065؛ تعافى 589 منهم فيما توفي 159.

كما أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أنه لا يمكن مكافحة مرض كوفيد 19، إلا بعمل التدابير اللازمة، لأن الناس لا تتجاوب مع الإجراءات ويجب أن تكون الدول صارمة في تطبيقها حيث أن الارتفاع في معدل الوفيات في مصر سببه أننا نتعامل مع وباء جديد، ويجب على كل الدول أن تكثف جهود الكشف عن الفيروس لأن هناك حالات لا تظهر عليها أعراض، لافتًا إلى أن الكشف عن عدد أشخاص أكثر سيقلل أعداد الإصابات والوفيات، لافتًا إلى أهمية وجود تنسيق أعمق بين وزارة الصحة والقطاعات مع إشراك القطاع الخاص مع المضي قدما في مكافحة الوباء لمنع إطالة الفترة بين تاريخ ظهور الأعراض وبين دخول المصاب المستشفى.

وتابع أنه بالنسبة لنمط الوباء فيختلف من دولة إلى أخرى وفقا لعوامل ديموغرافية أو اجتماعية أو هيكلة صحية أو وجود مستلزمات وقائية، لافتًا إلى أن اليوم بعد ساعة سيبدأ التدريب من المنظمة لأعضاء كل دولة في العالم من ضمنها مصر بتصور حول نمط الوباء بالمعطيات وعدد الحالات، وسيكون بإمكان المنظمة إعطاء توصيات للدول، كما أنه سيتم إعطاء المعطيات العلمية من حسابات علمية، موضحًا أنه من بدء انتشار الوباء خارج الصين فإنه من المهم القدرة على اتخاذ إجراءات للحد من الانتشار والوصول للمنحنى المنخفض من خلال أساليب كشف كبيرة ومنهجية منظمة وهو ما نفعله، فمن الملاحظ أن مصر كان بها من أول يوم كشف إصابات ضمن اللوائح الصحية الدولية سنرى أن عدد الفحوصات بدأت تزيد فوصلنا إلى 2000 فحص في اليوم وهو اهتمام من وزيرة الصحة.

وأضاف المسئول الدولي، أنه عن طريق الفحوصات سيتم حماية المجتمع أكثر من انتشار فيروس كورونا، لافتًا إلى أن معدل الوفيات الناتج عن كورونا في مصر 7,6% وأن هناك 30% يتوفون قبل الوصول إلى المستشفيات وهو ما تعمل وزارة الصحة على الإلمام بالموضوع للوصول إلى تحديد الأسباب الرئيسية للوفاة لتقليلها مع العلم أنه في مصر هناك 100% من الوفيات لديهم أمراض مزمنة مسبقة وليس مباشرة من المرض، وهناك 13% من الإصابات هم من العاملين بالمجال الصحي، مؤكدًا أن فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" يمثل أعلى إنذار في منظمة الصحة العالمية نظرا لما يمثله من خطر.

وأشار إلى أنه من الملاحظ أنه مع تطور الوباء من أول اكتشاف إصابة جديدة، تطور مراكز الفحص والمستشفيات ومستشفيات العزل والعلاج، مع ملاحظة تغيير المنهجية التي تم اعتمادها من اعتماد المدن الجامعية وسكن الشباب، قائلا: أحيي جهود الحكومة المصرية لمواجهة الجائحة وتحويل الحالات الطفيفة إليهم لتخفيف العبء على المستشفيات التي تهتم بالحالات المتوسطة التي تحتاج متابعة أكبر حتى يتم استيعاب أكبر عدد من الإصابات لمنع انتشار الوباء، مطالبا أي مصري لديه أعراض مشابهة للأنفلونزا أو مخالطا لمصاب بكورونا أن يستشير الطبيب مباشرة دون خجل وذلك لحماية الحياة ومساعدة الوزارة والجهاز الصحي ككل لتخفيف العبء عن المستشفيات للشفاء في وقت قصير وعدم الوصول لحالة حرجة.

وتابع، أن المنظمة تتواصل مع وزارة الصحة لتحليل البيانات بشكل أكبر لأن مصر يوميا تبلغ بقائمة الإصابات لمنظمة الصحة يوميًا، ومن ناحية الأطقم الطبية هم بالصفوف الأمامية والمجموعات الأكثر تعرضا للإصابة ليس بالكورونا فقط ، موجها رسالة لهم بأنه يجب الحد من التنقل بين الوحدات الصحية في ظل أزمة الكورونا فلا يجب أن يتنقلوا بين أكثر من مستشفى طوال النهار، وعليهم أن يكونوا واعين لمساعدة الحكومة والدولة عليها مسئولية توفير الواقيات الشخصية وهو ما تفعله الوزارة.

وقال إنه يجب على الإنسان أن يتحمل مع الدولة عواقبها، لافتًا إلى أنه يرى صور وفيديوهات ويجب على كل فرد أن يكون مسئول فلا يجب أن تنتشر الأسواق الشعبية لأنها تهدد السلم في الدولة، مطالبا أي شخص يرى ازدحام أن يبتعد عنه وعلى الدولة أن تأخذ الإجراءات الصارمة والسريعة لأنه لا يوجد وقت أن يفلت الأمر حتى يكون هناك انتشار واسع في المرض لا يمكن السيطرة عليه لأن كل إنسان سيتحمل عواقب ما حدث، وأنه يجب أن نسطح المنحني الوبائي لمنع حدوث انتشار وباء كورونا، فالرئيس السيسي أعطى المسئولية على الأفراد كالدولة ونرى جميعا الآلية والإجراءات التي تتبعها الدولة، حيث أنه في حالة اكتشاف إصابات أكثر لا يجعل الناس تخاف فالقصة ليست في اكتشاف إصابات جديدة ولكن الشخص الايجابي هناك وراءه مخالطين وفحوصات فكل إصابة عبارة عن حدث وهو ما نؤكد تعاون المنظمة مع وزارة الصحة للتأكد مع اتباع المنهج المناسب مع انتشار الفيروس حتى يتم انحدار الوضع الوبائي في مصر وهو يتطلب مسئولية مجتمعية.

وعن موعد طرح لقاح كورونا، أوضح أن الجميع في دول العالم يعمل على لقاح لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، لكن لا يمكن تحديد متى سينتهي إلا بعد الانتهاء من كافة الشروط الصحية المتبعة، مضيفًا أنه لا يوجد إثبات علمي أن ارتفاع درجة الحرارة في الجو ستنهي فيروس كورونا المستجد ولكن سنرى ذلك، موضحًا أن ما نراه مع فيروسات أنفلونزا الأخرى أن الحرارة تبطئ منها، مؤكدًا أن ما ينقذ العالم من كوفيد 19 هو ظهور لقاح، كما أن فيروس كورونا لا ينتشر من خلال جسم الميت حيث إن الفيروسات بشكل عام هي فيروسات ذكية، ولابد لها من أجسام حية لكي تعيش، مؤكدًا أنه على الرغم من ذلك، وضعت وزارة الصحة والسكان المصرية، دليلا إرشاديا للتعامل مع ضحايا فيروس كورونا من المستشفى وحتى إجراءات الدفن.

كما أن فيروس كورونا مرض تنفسي ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير سواء العطس أو الكحة، ولكن يمكن الحصول على الفيروس بطريقة غير مباشرة في حالة وضع اليدين على مكان تم نشر رذاذ الشخص المصاب عليه، لافتًا إلى أهمية تطهير اليدين كل فترة واستخدام الكوع عند العطس أو الكحة وليس اليدين وهي أبسط أساليب الوقاية التي يجب إتباعها بالإضافة إلى البعد الجسدي على الأقل متر، فضلا عن نقل العدوى من خلال المصاعد فلا يجب أن يتجمع عدد كبير في المصعد، كما يجب تطهير مقابض الباب والمفاتيح وغيره، وهناك دراسات أن الفيروس يظل على الأسطح من بضع ساعات إلى عدة أيام وكله غير مثبت علميا، وتابع أن الأهم هو غسل اليدين بدلا من القفازات لأن الناس يمسكون بها كل شيء طوال اليوم، مؤكدًا أهمية ارتداء الكمامات الطبية بطريقة صحيحة لأن سوء استخدام الواقيات الشخصية تؤدي للإصابة بعدوى كورونا، فارتداء الماسك بطريقة غير صحيحة مع وجود فراغ يسبب إصابة مع أهمية الحفاظ على معرفة كيفية التخلص منهم.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية، أنه حتى الآن كورونا مصدر حيواني ولا يوجد إثبات من مصدر نقله، ولكن لا يوجد اثبات حتى الآن أن الحيوانات الأليفة تصاب بكورونا سوى قطتين في لبنان، ولكن الحيوان الأليف يعيش في المنزل والتعامل معه يكون كالتعامل مع الأشخاص وبالتالي الحفاظ على النظافة لحمايته وحماية أنفسنا، ولكن ما فعله بعض الناس في الدول بعد معرفتهم بنقلهم العدوى بتسريبهم الشوارع كان عملا لا إنساني ولا يمكن أن يحدث، مضيفا أنه لا يوجد أي إثبات أو دارسة بنقل فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 من الانسان إلى الحيوان أو العكس ، مؤكدا على أهمية الحفاظ على نظافة الحيوانات الأليفة.

وتابع أنه في حالة عدم وجود الصورة الكاملة لمعرفة النسبة القريبة من الواقع، فلا يوجد أي نظام ترصد وبائي كامل بنسبة 100% في العالم، ولن يكون لدينا فكرة عن النمط الوبائي التصاعدي حتى يكون لدينا منهجية موجودة بكافة بلدان العالم حتى يكون لدينا تأكيد الوصول للعلاج وإجراءات الاحتواء والحد من الانتشار، كما أنه يتم دراسة نمط فيروس كورونا، موضحا أنه لا يوجد دولة في العالم عند وجود تقديرات معتمدة على أسس علمية يتم رفضها ولكن يتم أخذها لتحديد خطط الاستعداد والاستجابة وتحديد قمة الوباء لحماية المجتمع، ولكن عندما تكون الأمور غير مستندة على أسس علمية تكون معلومات مغلوطة، وكمنظمة الصحة العالمية ترحب دائما بمناقشة التقديرات الرقمية رغم أنها تكون في بعض الأوقات سياسية، مؤكدًا أن المنظمة بعيدة كل البعد عن السياسية ولا يجب تسييس الجائحة بشكل يفتك بملايين الناس عبر العالم، فالمنظمة تعرف بأي إصابات بأي بلد في العالم يمكن أن يكون هناك سوء تقدير ولكن مع اعتماد نهج وإجراءات لمواجهة كورونا نتخطى سوء التقدير.

وتابع ممثل منظمة الصحة العالمية، أنه يجب الاعتماد على الحقائق حول وباء كورونا، قائلا متشهدا بضرب مثل: أنه لا سمح الله في حالة وجود 20 ألف إصابة في مصر يكون ألف شخص موزع بشكل جماعي على مستشفيات الجمهورية، وبالتالي قدرات النظام الصحي لا يمكن أن يخفي الوباء لأنه وباء اذا انتشر في بلد ما يفتك بها، ولكن للخروج من ذلك فالمنظمة تعمل على إعطاء النماذج العلمية لمساعدة البلدان لتحسين خططها للتخلص من جائحة كورونا.

ولفت إلى جهود الدولة المصرية منذ لحظة عودة من يرغب من المصريين من ولاية ووهان الصينية وحتى يومنا هذا واعتمادها منهجية تدريجية من خلال تطبيق إجراءات الاحتواء، من كشف للحالات وعزلها وعلاجها وتتبع المخالطين، والبدء بإجراءات الحد من انتشار الفيروس، والتي تضم إغلاق المدارس ونقاط العبور ومنع التجمهر والازدحام وغيرها، مشيرًا إلى أنه في جميع هذه المراحل عملت منظمة الصحة العالمية جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة والسكان، ذاكرا بعض قدمته المنظمة من الدعم التقني لمصر في العديد من المجالات لمواجهة الجائحة، حيث كانت مصر من أول 4 بلدان في إقليم شرق المتوسط التي استلمت الكواشف المخبرية لـ(كوفيد-19)، وأيضا تم التنسيق مع قطاع الطب الوقائي لتحديث الخطة الوطنية للاستعداد والمواجهة.

وأشار جبور إلى أن وزارة الصحة والسكان تقوم بمراقبة الأمراض التنفسية الحادة من خلال منظومة شاملة للترصد الوبائي والمعملي منذ عام 1999 والتي يتم تنفيذها من خلال مجموعة من البرامج وتعمل على تطويرها بصفة مستمرة، وتشتمل على ترصد الأمراض التنفسية الحادة على الصعيد القومى فى أكثر من 420 مستشفى ومنشآة صحية، لافتا إلى أن استغلال هذه البرامج سيؤدي إلى كشف المزيد من الإصابات لعزلها وعلاجها وحماية المجتمع المصري، مؤكدًا أن مصر مثل أي دولة تواجه العديد من التحديات وأهمها التنسيق ما بين كافة القطاعات المعنية بالصحة لتعزيز منهجية الاستجابة لفيروس كورونا المستجد، والاستغلال الأمثل للموارد على صعيد الدولة، والتعامل مع الوصم والتمييز ضد المرضى وضد الأطقم الطبية بالأخص، مما يشكل عبئا على النظام الصحي بالإضافة إلى ما يواجهه من تحديات.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ونقيب الصحفيين مع الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر للرد حول كافة استفسارات الصحفيين حول فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء: نحلم بالوصول إلى حجم صادرات مصر 140 مليار دولار