تعددت الروايات حول موعد ظهور فيروس كورونا والدولة التي حملت المرض بين أضلعها ونشرته في العالم سواء بشكل مقصود أو غير مقصود، وأشارت أصابع الاتهام كلها إلى خروج الوباء العالمي من مدينة ووهان الصينية بشكل خاص من السوق البحري في المدينة "الموبوءة"، وفي رواية أخرى خرج الفيروس من أمريكا على يد "صانع كورونا" البروفيسير "تشارلز بيلر" الذي عمل في معامل السلطات الفيدرالية الأمريكية على إيجاد دواء جديد لمرضى السرطان ومن ثم أنقلبت أبحاثه رأساً على عقب وصنع "فيروس كورونا" ويمكن الإطلاع على حلقات تلك الرواية من هنا
اقرأ أيضاً: "تشارلز بيلر" صانع فيروس كورونا يكشف كارثة.. صعوبة اختراع دواء لكوفيد ١٩
وفي الرواية الثانية خرج الفيروس من أكل الخفاش بعد أن ابتاعه أحد المواطنين الصينيين في مدينة هوبي والذي أطلق عليه المريض "صفر" ومن ثم خرج المرض للعالم بعد أن أخفت الصين الحقيقة لشهرين كاملين حتى الإعلان عنه في يناير الماضي ويمكن الإطلاع على تلك الرواية من هنا
اقرأ أيضاً: حكاية رجل متوفي.. هز الدول وحاصر العالم بالوباء
هل توجد رواية جديدة، نعم ويمكن أن تكون الاصدق من بينهم أو بالأدق هي المكلملة لروايتين الأخرتين، وهي أن بعض الدول الأوروبية ظهر فيها المرض مبكراً ولم تعلن عن ذلك كيف ذلك، لنكتشف هذا في التقرير التالي:
في سبتمبر من العام الماضي أي قبل اكتشاف الصين فيروس كورونا في نوفمبر الماضي ورغم إعلانها عنه في يناير إلا التاريخ الأول هو التاريخ الحقيقي في المرض، ولكن الجديد هو أمريكا التي تلقت تحذيراً من أحد المسؤولين الحكوميين في 11/9/2019 تحديداً يفيد بأن الرئيس الأمريكي كان على دراية بهذا الأمر في هذا التاريخ وقد تم فتح تحقيق سري في الأيام السابقة المسؤولين الحكوميين وخبراء الصحة العامة وضباط المخابرات وغيرهم ممن شاركوا في مكافحة الفيروس، ولكنهم فشلوا في عدم انتشاره خارج البلاد، ماذا حدث تحديداً؟!
أفادت التحقيقات التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست اليوم من خلال 47 مقابلة لمعرفة الحقيقة كاملة، أن ما وصل إلى الرئيس الأمريكي أن هناك أبحاث تم إجراءها ونتج عنها ذلك المرض اللعين وبدأت الصين في محاولة اجتذاب ذلك ليكون سلاحاً بيلوجياً بعد أن تصنع اللقاح دون معرفتها بمدى خطروة هذا الفيروس، وكان التقرير الذي كشفت عنه التحقيقات الفيدرالية الأمريكية ينقسم إلى سبعة أجزاء تبحث في كيفية إعلام ترامب للجمهور بالوباء ، والمشكلات الرئيسية التي برزت من ردود الإدارة واختبار الإخفاقات التي أدت إلى انتشار الفيروس بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
التحذير الذي وصل لترامب
يشير التقرير إلى أنه تم تنبيه ترامب إلى تفشي المرض لديه في ولاية نيويورك تحديداً، بالتزامن مع ذلك كانت الصين قد سرقت بعض الأبحاث الأمريكية على ذلك المرض وبدأت في تجاربها في أكتوبر بشكل سريع مما "زاد الطين بلة" حيث أضافت الصين على تلك الابحاث تجارب أخرى أدت إلى تحوير الفيروس بشكل يصعب علاجه وقد أطلعه موظفو المخابرات على خطورة الوباء في الأيام التالية.، والدليل على ذلك الآن تخطى مدينة نيويورك فقط حاجز الـ10 آلاف في الوفيات في حين أن مدينة ووهان توفى فيها 4000 مواطن فقط، أما دولة إيطاليا بشكل كامل 20 ألف مواطن، هل لإيطاليا أيضاً يداً هي الأخرى في ذلك الأمر، سنعود لذلك لاحقاً.
وبالعودة إلى التحذير الأول الذي وجه لترامب أصر على وصف هذا الوباء بأنه تهديد بعيد أو سلالة أنفلونزا غير ضارة تحت السيطرة، وقال التقرير إن التفشي اتضح أنه قوة مميتة يمكن أن تشهد المزيد من القتلى الأمريكيين أكثر من حروب كوريا وفيتنام وأفغانستان والعراق مجتمعة.
أدلة على أمريكا
الفرصة الضائعة لوقف تدفق الفيروس
بعد اعلان الصين في يناير انتشار الفيروس في مدينة ووهان،ودخول العديد من المواطنين الأمريكين إلى المستشفيات منذ نوفمبر الماضي دون إعلان الحكومة عن وجود وباء داخل مدينة نيويورك ودون معرفة أيضاً من المواطنين بماهية هذا المرض، شكل ترامب في 29 يناير فرقة عمل تضم 9 أشخاص من بينهم "تشارلز بيلر" الذي روينا قصته سابقاً، بما في ذلك مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فوسي ووزير الصحة والخدمات البشرية أليكس عازار،بعد تصديقه للأمر والتكتم عليه لشهور
وفقًا للتقرير ، كان لدى ترامب فرصة ليست بكبيرة لوضع إستراتيجية للرد على تخزين معدات الحماية الشخصية الضرورية (PPE) والإمدادات الطبية الأخرى بالإضافة إلى مجموعات الاختبار، لكن فرقة العمل أعطت الأولوية لمراقبة الحدود في جدول أعمالها، خاصة وأن المرض كان قد تفشى في نيويورك دون منع أحد الدخول والخروج منها مما نشره في الولايات الأخرى في يناير الماضي وساعد على نشره في العالم بشكل كبير أمريكا والصين معاً.
وقال مسؤول كبير مشارك في الاجتماعات لصحيفة "واشنطن بوست" إن نشأة هذه المجموعة كانت تدور حول مراقبة الحدود والإعادة إلى الوطن،لم تكن مجموعة شاملة تضم كل الحكومة لإدارة كل شيء،حتى لو وافقت فرقة العمل على حظر السفر حيث أصبح المسافرون الأوروبيون المصادر الرئيسية الجديدة للعدوى ، وضع ترامب جانبًا مخاوف من أنه سيضر بالاقتصاد الأمريكي ، على النحو الذي اقترحه مستشاروه الاقتصاديون ، مما سيضره في عام الانتخابات.
الاستجابة المشوشة والاحباط
لقد أهدرت الإدارة الأمريكية الفرصة لإجراء اختبارات سريعة وفعالة على الأشخاص في شهر فبراير، حيث وضعت قيودًا عالية على الاختبارات واعتمدت بشكل كبير على المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) دون جهد اتحادي كافٍ.
وفي الوقت نفسه ، انتشر الفيروس بسرعة وبدأ المرضى المصابين في حشد المستشفيات في بعض الولايات، كان على الأطباء والممرضات التوسل للحصول على إمدادات كافية من معدات الوقاية الشخصية وأجهزة التهوية بينما قامت الولايات بتخزين إمداداتها الخاصة حيث لم تقدم الحكومة الفيدرالية سوى القليل من المساعدة.
بعد أشهر من الإجراءات الفاشلة والإنكار الصريح ، اعترف ترامب ، في النهاية بإدراك حقيقة الوضع في 31 مارس ، "إنها مسألة حياة أو موت".
تأكيدات على ظهور المرض في أمريكا أولاً
أشار تقرير آخر نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، الأميركية، إلى أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة في الولايات المتحدة، مع بداية شهر سبتمبر الماضي، بشكل غير معلن.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن علماء يعتقدون أن ارتفاع الوفيات بمنطقة خليج سان فرانسيسكو في شهري فبراير ومارس يعود إلى تفشي الفيروس بكاليفورنيا على نحو أبكر مما يعتقد، وهنا تأتي رواية أخرى أي أن المرض ظهر في ولايتي نيويورك وكالفورنيا معاً دون الكشف عن ذلك، أو محاولات احتواء ذلك.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمقاطعة سانتا كلارا، جيف سميث قوله: كان الفيروس طليقا في مجتمعنا، وربما كان موجودا منذ فترة طويلة، ولم يتم التعرف على فيروس كورونا لأننا كنا في موسم الإصابة بالإنفلونزا.
وتابع قائلا: "أعراض فيروس كورونا تشبه كثيرا تلك المرتبطة بالإنفلونزا، فالإصابات الخفيفة بالفيروس يصعب كشفها، كما أن كثيرين ممن أصيبوا بالوباء لم يعرفوا ذلك أصلا ولم يطلبوا أي رعاية صحية".
وأكد سميث أن البيانات التي جمعتها مراكز السيطرة على الأمراض وإدارات الصحة المحلية تشير إلى أن فيروس كورونا ظهر في كاليفورنيا في وقت أبكر بكثير مما نعتقد، وتحديداً في سبتمبر أو أكتوبر الماضي.
وبحسب "لوس أنجلوس تايمز" فقد توفي 596 بولاية كاليفورنيا من جرّاء الإصابة بفيروس كورونا، في حين أصيب أكثر من 21 ألف شخص بالمرض.
دراسة بحثية تكشف حقيقة الأمر
وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، اختبر الباحثون 2888 عينة تم جمعها من ستانفورد للرعاية الصحية أو العيادات التابعة بين نوفمبر الماضي وديسمبر للتحضير إلى موسم الانفلونزا العادي في أمريكا، وجدنا أن هناك حالات عانت بشدة من أعراض جديدة في الجهاز التنفسي، ورفعنا تقرير بذلك لوزارة الصحة الأمريكية، التي بدورها يجب أن تكون رفعت الأمر للسلطات الأمريكية.
قال الدكتور بنجامين بينسكي الذي عمل على الدراسة ،لقد فوجئت بعينات مختبرية أخذناها عشوائياً للمرضى للتحضير لموسم الانفلونزا الربيعية في أمريكا فوجدنا كارثة، كان الأمر تحت الكجهر مرعباً ومخيفاً، وفقا لموقع " سي تي جي إن" الأمريكي.
ايطاليا طرف في الأمر أم ماذا؟
تحدثنا في بداية التقرير عن أعداد مخيفة انتشرت لفيروس كورونا في إيطاليا حيث توفى حتى هذه اللحظة 20 الف وأصيب تقريبا 92000، وقد أعلنت إيطاليا عن الوباء في 20 مارس، ولكن الحقيقة أن المرض كان متفشياً في 20 فبراير، وللأسف لم تشترك البلد المنكوبة في الجريمة التي شرع فيها كلها من الصين وأمريكا، لكن في هذا التوقيت وفقاً لموقع "سي جي تي إن" شهدت الدولة زيارات سياحية كبيرة من امريكا و الصين وبدأت المستفيات في استقبال حالات منذ 20 فبراير ولكن السلطات الإيطالية ووزارة الصحة تكتموا على الأمر بعد اتصالات مع الحكومات الصينية والأمريكية الذين وعدوا بإيجاد علاج سريع لذلك وأن الأمر تحت السيطرة ولا داعي لذعر المواطنين حتي أن الرئيس ترامب في مكالمة مسجلة له الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا قال " لا داعي للذعر".
أدلة على إيطاليا
وقد حللت الدراسة المشتركة ، المعنونة "المرحلة المبكرة من تفشي COVID-19 في لومباردي بإيطاليا ، ما مجموعه 5،830 حالة مؤكدة مختبريًا مع ظهور الأعراض في الفترة من 14 يناير إلى 8 مارس ، لمعرفة كيف تطور الوباء في لومباردي ، مركز الزلزال في البلاد،ووجدت أن الوباء هناك بدأ قبل 20 فبراير 2020 بكثير.
وقال المقال في وقت الكشف عن أول حالة إصابة بـ COVID-19 ، كان الوباء قد انتشر بالفعل في معظم بلديات جنوب لومباردي.
من البيانات الوبائية التي جمعها الباحثون ، يبلغ متوسط عمر الحالات 69 عامًا ، و 47 % من المرضى الذين ثبتت إصابتهم بإيجابية تم إدخالهم إلى المستشفى ، من بينهم 18% احتاجوا إلى رعاية مكثفة.
وقال الباحثون ، الذين حذروا من أن فيروس كورونا أن لديه إمكانات انتقال "عالية جدًا" وأن عدد الحالات الحرجة قد يصبح غير مستدام إلى حد كبير للرعاية الصحية: لا يوجد فرق كبير في الأحمال الفيروسية في المسحات الأنفية بين الأعراض والأعراض.