"ابن قنا.. يتحدى الصعاب".. الفقر يصيب "محمد عكاشة" بإعاقة في يده منذ الصغر.. وقوة الإرادة جعلته دهانًا ماهرًا للأخشاب (صور)

الشاب القناوى يتحتدى إعاقته
الشاب القناوى يتحتدى إعاقته
كتب : سمر مكي

كان الصحابي علي بن أبي طالب، يقول دائمًا "لو كان الفقر رجلًا لقتلته"، وذلك لما يسببه هذا الوباء من آثار سلبية على البشرية، وكان من ضمن آثاره أنه تسبب في إعاقة شاب من قنا منذ أن كان رضيعًا، فعاش حياة مأساوية طيلة حياته، لا يعرف من يلوم على نكبته التي وصل لها هل يلقي اللوم على أسرته لأنها خُلقت فقيرة وكان ليس باستطاعتها علاجه، أو على المجتمع الذي لا يهتم بالفقراء وعلاج أطفالهم على نفقة الدولة.

لم يعلم سوى أنه حُرم من كل حقوقه منذ طفولته حتى أصبح شابًا، لم يسلم من نظرة الشفقة من الجميع على حالته الصحية التي وصل لها بسبب الفقر، إلا بقصة كفاحه في مهنة الدهانات التي اشتهر بها في قرى مركز قوص.

بدأت قصة محمد حسني عكاشة، 30 عامًا، ابن مدينة قوص، جنوب محافظة قنا، عندما كان رضيعًا لم يُكمل عامه الثاني، وأصيب بارتفاع درجة الحرارة، ونظرًا لعدم استطاعة أسرته من عرضه على الطبيب، حاولت علاجه في المنزل بالطرق التقليدية القديمة مثل وضع قماش مبلولة على جبينه، واستحمامه بالمياه الباردة، ولكن لم يُشفى ونتيجة للإهمال أصيب بحمى شديدة، أثرت على المركز العصبي بالمخ، فتسبب في إعاقة شديدة في ذراعه الأيمن وإعاقة خفيفة في رجله اليمنى، وكان يحتاج إلى إجراء عملية جراحية لشفائه، ولكن نظرًا لحاجته وحاجة أسرته لم يتم توفير ثمن العملية فأكمل حياته بإعاقته.

الشاب القناوي يتحدى الإعاقة

لم يستسلم الشاب القوصي لمعاناته وإعاقته، وحاول مرات عديدة للبحث عن عمل يساعد به نفسه وأسرته، ولكن نظرًا لظروفه الصحية لم يقبل أحد من التجار والمقاولين به، ولكنه لم ييأس بل ظل يبحث حتى توصل لعمل في مهنة الدهانات وأقنع صاحب العمل بأنه يستطيع لأي اجتياز أي مهنة، وبالفعل عمل دهانًا للأخشاب بمختلف منتجاتها واحترف فيها، وأصبح مشهورًا بها في كل قرى مركز قوص.

الشاب القناوي يتحدى الإعاقة

وكان ذلك بسبب ما عاناه من مسئولية تجاه عمله، حيث كان محمد حسني يسقيظ فجرًا ليقطع 10 كيلو مترات وصولًا إلى محل عمله في قرية حجازة بحري، ليقف وسط الأخشاب وبيده النحيفة فرشاة الدهان دون مساعدة أحد فقط بذراعه الأيسر وأكتافه أجاد عمله.

قال محمد حسني، إنه بكفاحه شعر بوجوده في الحياة، وأنه أصبح مثالًا طيبًا يحتذى به الآخرين، رغم بساطة أجره إلا أنه استمر ليثبت أن إعاقته كانت دافعًا للتمسك بالكفاح والنجاح وعدم الاستسلام وتحدي الصعاب، ويغير نظرة المجتمع بأن المعاق هو معاق الحس والتفكير وليس الإعاقة في الجسد.

وتمنى عُكاشة من المسئولين في محافظة قنا أن يكونوا دعمًا له بتوفير وظيفة ملائمة له ولإعاقته، ولن يتركوه لظلم المجتمع مثلما حدث في طفولته وجعلوا المرض يسيطر عليه، خاصة أنه أصبح من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة بسبب الفقر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الريان وبرسبوليس (0-1) بدوري أبطال آسيا للنخبة (لحظة بلحظة) | استراحة