ممرضة مصابة بكورونا تروي معاناتها مع الفيروس داخل مستشفى العزل بالمنيا

مستشفى العزل بملوى بالمنيا
مستشفى العزل بملوى بالمنيا

" إفراج فتحي بكري" ممرضة قررت التطوع بالعمل بقسم العزل بمستشفى الصدر ببنى سويف، لاستقبال المصابين بأعراض فيروس كورونا بين المواطنين والآهالى بالمحافظة، واستطاعت أن تقدم المثل النبيل في تحمل المسؤولية والمواقف الإنسانية.

وعملت إفراج، بكل شجاعة في مواجهة الوباء، قبل إصابتها بفيروس كورونا، ونقلها إلى مستشفى العزل بملوى في المنيا.

قالت "إفراج فتحي" الممرضة بقسم العزل الصحى بمسشتفى الصدر ببنى سويف، إن الأمر لم يكن سهلا على العاملين بداخل المستشفى، أثناء اختيار المستشفى لإقامة قسم للعزل لمصابى فيروس كورونا، فالبغض رفض العمل فى قسم العزل والبعض الآخر قدم على أجازات وإعتذرات عن العمل، وظل هذا الموقف سائدا لبعض الوقت".

وأشارت إلى أنه أثناء وقوف الدكتورة أفرام سعد، مدير إدارة المستشفى، ورئيسة التمريض بداخل إحدى الطرق الداخلية بالمستشفى، يقنعون العاملين بضرورة العمل بداخل قسم العزل، كنت أعمل في قسم العناية المركزة بالمستشفى، وكان الوضع يزداد سوءا، وفى ذلك الوقت شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه المصابين، وظلت الأفكار تراودني بين الحين والآخر ما بين القبول والرفض، وكان صراعا قويا لقبول العمل بداخل قسم العزل بالمستشفى، وما به من مخاطر صحية لى.

وتابعت: "وفى لحظة ما قررت العمل والتطوع في قسم العزل الصحى، ولكن قبل ذلك كنت أفكر في أسرتى الصغيرة كثيرا وعائلتي وكنت أخشى أن أكون مصدرا للعدوى ونقل الأمراض إليهم بسبب هذا القرار، ولكن دار حوارا فكريا بداخل نفسى حول كيفية التخلى عن المرضى والمصابين فى هذا الوقت العصيب وعدم تقديم الخدمات الصحية لهم، موجهة السؤال لنفسى: ألم يكن من الممكن أن أكون بدالهم أو أجد نفسي في هذا المكان او أحد أقاربى، وبين هذة الأسئلة قررت العمل والتطوع، وعلى الفور قمت بالذهاب مباشرة إلى رئيس التمريض قائلة لها : إننى قررت العمل والتطوع بداخل قسم العزل، وطالبتها بضرورة توفير سكن لى بداخل المستشفى لمدة 14 يوما، حتى لا أكون مصدر عدوى لأسرتى ولكل المتعاملين معى".

واستطردت:" فوجئت بزميلة لي مروة حسين إحدى الممرضات تقول لي : أنا كمان معاكى يا إفراج وفى هذة اللحظة شعرت بالحماس والأمان والإطمئان بالإضافة إلى " تهانى ياسين، و نجوى حسن " من رؤساء التمريض، و " محمود شعبان " بقسم الإستقبال والطوارئ بالمستشفى، يقررون العمل والتطوع معى للعمل بداخل المستشفى، وتمكنا من تشكيل فريق عمل تطوعى من 5 أفراد، وتم اخذ القرار بالعمل لمدة 15 يوما، داخل قسم العزل الصحى بداخل مستشفى الصدر ببني سويف، وتم إقامة سكن لنا بالمستشفى، وذلك لأن طريقة العمل تستلزم العمل على مدار ال 24 ساعة، حتى نستطيع العمل بشكل كامل ومنتظم.

ونوهت إلى الفرحة الكبيرة التي غمرت إدارة المستشفى لهذا القرار، معقبة: "مما جعلنى أشعر بحماس، فضلا عن الدفعة المعنوية القوية لنا، وخاصة من الدكتور افرام سعد، مدير إدارة المستشفى، و" مس ثريا " مشرفة المستشفى، مضيفا انها كانت تعمل إحدى المستشفيات الخاصة ببنى سويف، مقررة عدم إستكمال العمل بها، وتم الاتصال بأحد المسؤولين، شارحة له الوضع، وعدم القدرة على العمل معهم، حتى لا أكون مصدر عدوى لهم".

وأضافت أنه تم البدء في العمل لمدة 14 يوما، وقمنا باستقبال العديد من الحالات الإيجابية بالمحافظة، وتم إحالتها إلى مستشفيات الحجر الصحي خارج المحافظة، وخلال تلك الفترة بدأت تظهر بعض الأعراض الجانبية والصحية والإشتباه بأعراض فيروس كورونا، وطالب المدير بالتوقف عن العمل، مما جعلنى أشعر بخيبة أمل وشعور من الحزن والأسئ العميق بداخلي، لأننى أحسست في تلك الفترة بأنني اقوم بعمل نافع ومفيد للمرضى، وحتى لا نكون مصدر للعدوى ونقل الأمراض للمرضى".

وأوضحت: "أثناء هذة الفترة طالب مدير المستشفى بإجراء التحاليل الطبية والمعملية والتى أثبتت إيجابية الأعراض علي، وتم استقبال الخبر بقوة وثبات وإصرار وثقة كبيرة من الله تعالى بتخطى هذة المرحلة الحياتية لي".

وطالبت في رسالة لها من داخل مستشفى الحجر الصحي بملوى بمحافظة المنيا : " أنه لا يجب أن ينتشر الخوف والقلق والتوتر والفزع بينهم بسبب هذا الفيروس، وأن هذا الفيروس ليس بالشئ المرعب والمفزع، لأنه أسهل بكثير من أسطورات الوهم والقلق منه، لأنه كل ما يحتاجه فقط هو تحجيمة وعدم انتشاره بين المواطنين والأهالى بشكل كبير، وكل ما يحتاجه فقط هو الإصرار والعزم والنفسية الجيدة لمواجهتة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً