يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة طه "قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى". فما هو يوم الزينة الذي جاء ذكره في القرآن الكريم ؟ هل هو يوم شم النسيم ؟ جاء في تفسير السعدي : مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى، فقال موسى: مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وهو عيدهم، الذي يتفرغون فيه ويقطعون شواغلهم، { وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } أي: يجمعون كلهم في وقت الضحى، وإنما سأل موسى ذلك، لأن يوم الزينة ووقت الضحى فيه يحصل فيه من كثرة الاجتماع، ورؤية الأشياء على حقائقها، ما لا يحصل في غيره، أم البغوي فقال عن تفسير هذه الآية : البغوى : قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى
( قال موعدكم يوم الزينة ) قال مجاهد ، وقتادة ، ومقاتل ، والسدي : كان يوم عيد لهم ، يتزينون فيه ، ويجتمعون في كل سنة . وقيل : هو يوم النيروز . أما بن كثير فقال في تفسير يوم الزينة : قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فعند ذلك ) قال ) لهم موسى ( موعدكم يوم الزينة ) وهو يوم عيدهم ونوروزهم وتفرغهم من أعمالهم واجتماعهم جميعهم ; ليشاهد الناس قدرة الله على ما يشاء ، ومعجزات الأنبياء ، وبطلان معارضة السحر لخوارق العادات النبوية ، ولهذا قال : ( وأن يحشر الناس ) أي : جميعهم ) ضحى ) أي : ضحوة من النهار ليكون أظهر وأجلى وأبين وأوضح
وعن هذا اليوم قال ابن عباس وسعيد بن جبير : يوم عاشوراء ( وأن يحشر الناس ضحى ) أي : وقت الضحوة نهارا جهارا ، ليكون أبعد من الريبة ، أما الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن يوم "شم النسيم" ذكر في القرآن الكريم بسورة طه على لسان سيدنا موسى في قوله تعالى: "قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى". وأضاف كريمة،أن المفسرين ذكروا أن سيدنا موسى عليه السلام اختار مبارزة سحرة فرعون يوم خروج الناس للمتنزهات، وكان معروفا عند قدماء المصريين باسم "شيمتو"، لافتا إلى أن اختيار سيدنا موسى هذا اليوم لإظهار معجزة الله عز وجل في العصا أمام عامة الشعب أثتاء خروجهم للتنزه، فطنة منه. مشيرا إلى أن المصريين القدماء تنبهوا إلى عدة رموز في هذا اليوم، وكانوا يأكلون البيض فيه لأنه رمز للحياة، وأنواع أخرى من الخضر مثل الخس والبصل الأخضر والملانة، ووافق "شم النسيم" يوم الحصاد، لافتًا إلى أن الإسلام لم يلغِ هذا اليوم. .