يثور الخلاف بين كثير من الوعاظ حول حكم الاحتفال بشم النسيم، ويزعم بعض المتشددين من الدعاة أن الاحتفال بشم النسيم حرام شرعا؟ كما يزعم بعض المتشددين أن الاحتفال بشم النسيم فيه تشبه للمسلمين بغير المسلمين؟ فما هو حكم الاحتفال بشم النسيم ؟ وهل هو جائز شرعا ؟ وهل هناك من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم من أقر الاحتفال بشم النسيم؟ جاء في كتاب ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق في "فضائل مصر وأخبارها أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع، وهو يوم الاحتفال بشم النسيم؟
أما أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية فقد اعتبرت أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا:
فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.