ارتبط الاحتفال بعيد شم النسيم في مصر بشراء الأسماك المملحة بأنواعها المختلفة كالفسيخ والرنجة والسردين والملوحة، بسبب كونه احتفالا يرجع للمصريين القدماء، وينصح الأطباء باتباع عدد من الاشتراطات والإرشادات الصحية المهمة التي يجب اتباعها عند شراء أغذية شم النسيم، خاصة أنها تضعف الجهاز المناعي لجسم الإنسان في ظل انتشار فيروس كورونا، ولمخاطرها الشديدة على عدد من الفئات.
وكشف الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، عن عدد من المخاطر والأضرار جراء تناول الأسماك المملحة سواء الرنجة أو الفسيخ أو الملوحة وغيرها، حيث تكمن المخاطر في شرائها من مكان غير مضمون، وفي حالة ما لم تكن جيدة التحضير والحفظ حيث يكون بها كثير من الميكروبات والملوثات بخلاف العضوية تكون كيميائية نتيجة نوع الأملاح وكونها رديئة، ومن هنا يجب أولا توخي الحذر وشراء الأسماك المملحة من مكان مضمون ومعروف تاريخ الإنتاج أي بدء التمليح، وأن يكون الحفظ في براميل خشبية وليست من الصفيح.
وقال الدكتور محمد عز العرب في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إنه يجب عند شراء الأسماك المملحة سواء فسيخ، رنجة، ملوحة أو سردين أن يكون هناك معرفة سابقة حول معرفة السليم وغير السليم سواء من حيث القوام المتماسك للسمكة من الخارج أو عدم نفاذ الرائحة بشكل أساسي، واللحم من الداخل يكون وردي اللون في الفسيخ وأبيض في الرنجة.
ولأضرار الأسماك المملحة يمنع منعًا نهائيا تناولها من قبل هذه الفئات
هؤلاء ممنوعون من تناول الفسيخ والرنجة والملوحة
• مرضى الضغط المرتفع
• مرضى هبوط القلب الاحتشائي "الاحتقاني"
• مرضى تليف الكيد خاصة غير المتكافئ
• مرضى الفشل الكلوي
• أصحاب الأمراض المزمنة بشكل عام يجب عليهم الحرص
وعن أضرار الأسماك المملحة ، كشف أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، أنه يمكن أن يؤدي تناولها إلى حدوث نزلات معوية قد تؤدي إلى الوفاة في حالة كان حفظها في عبوات من الصفيح، لوجود بكتيريا تسمى "بيتولينم" تؤدي إلى مرض اسمه "بوتيوليزم" يؤدي بدوره إلى حدوث شلل في عضلات التنفس مما يستوجب علاجه بسرعة بالمصل الوقائي ويبلغ سعر الحقنة الواحدة 25 ألف جنيه، وهي متوافرة في مراكز التسمم الموجودة في مصر، متمنيًا ألا يحدث ذلك، مشددًا على أهمية الشراء من أماكن موثوق فيها.
وأكد على أهمية اتباع عدد من النصائح الصحية مع تناولها يفضل
نصائح لتناول الأسماك المملحة بشكل آمن
• الشراء من مكان محل ثقة
• التأكد من طريقة حفظها
• عدم تجميدها في الفريزر وإخراجها لفك التجميد ومن ثم تجميدها مرة أخرى فهذا يحوي كثير من الخطورة بسبب نمو البكتيريا
• أهمية عدم الإكثار من تناولها
• ضرورة منع الزحام أثناء شرائها خوفا من عدوى كورونا
• تناول الخضروات والسلطة
• أهمية وضع الليمون عليها
• تناول الشاي والنعناع والحلبة
كل هذا لتقليل الأضرار التي تعود على الجسم جراء تناولها، مع ضرورة الإقلال منها أي تناولها بكميات قليلة.
وقدم الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ومدير المركز القومي للبحوث سابقًا، عددًا من النصائح للمواطنين في شم النسيم، ومنها أهمية عدم تناول الفسيخ لأنه يضعف المناعة، وتطهير الرنجة جيدًا بوضعها على النار قبل تناولها، وتلوين البيض بالكركم والكركدية والشاي والبصل وتجنب المواد الصناعية، البقاء في المنزل والامتناع عن الزيارات العائلية، تهوية المنزل جيدًا وتعريض الجلد لأشعة الشمس، تناول كميات مياه كبيرة على مدار اليوم، تناول المشروبات الدافئة مثل القرفة واليانسون والنعناع والمورينجا، الإكثار من تناول السلطة الخضراء والفواكه.
وفي نفس السياق حذرت وزارة الصحة من تناول الأسماك المملحة والمدخنة، ووجهت عددًا من النصائح والإرشادات الوقائية للموطنين بالتزامن مع موسم شم النسيم، في إطار حرص الوزارة على اتخاذ إجراءات استباقية لتوعية المواطنين، ومنها شراء الأسماك من المحال المعروفة والتي تخضع للرقابة وعدم شرائها من الباعة الجائلين أو تصنيعها بالمنزل، كما أن الأسماك المملحة تحتوي على نسبة عالية من الأملاح قد تصل إلى 17% من وزن هذه الأسماك، والتي قد تسبب أضرارًا شديدة خاصةً للذين يعانون من الأمراض المزمنة وأمراض الكلى، والحوامل، والأطفال.
كما حذرت وزارة الصحة من تناول "سمك الفسيخ" لأنه يمثل خطورة على صحة المواطنين، نظرًا لطريقة تحضيره التي تساعد على نمو نوع من البكتيريا يفرز سمومًا قاتلة قد تسبب أضرارًا شديدة لمن يتناولها، موضحة أن الكثيرين يعانون من التسمم الغذائي بعد تناول وجبة سمك الفسيخ، كما أنه يضعف الجهاز المناعي للإنسان.
وأكدت على توافر مصل "البوتيوليزم" الخاص بحالات التسمم للمواطنين بالمجان بمستشفيات الوزارة، لافتة إلى أنه عند الشعور بأي أعراض مرضية مثل (جفاف الحلق – صعوبة في الابتلاع – ازدواج الرؤية– ضيق في التنفس) يجب التوجه بأقصى سرعة إلى أقرب مستشفى أو مركز سموم لتلقي العلاج والرعاية اللازمة.