بالوثائق.. دراسات أمريكية: الصيف يحد من انتشار فيروس كورونا.. وانتشاره في المناطق الباردة كلمة السر

كتب : سها صلاح

مع وجود الكثير من الفيروسات الأخرى ، بما في ذلك الإنفلونزا ، يظهر نمط موسمي في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، لكن المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء لا تواجه نفس النمط، وبعض المناطق الحارة والرطبة التي شهدت حالات لفيروس Covid-19 ، مثل ماليزيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، قريبة من خط الاستواء ، وبالتالي قد لا تقدم أفضل دليل على ما سيحدث في مكان آخر،ولكن بالنظر إلى نصف الكرة الجنوبي ، فإن أستراليا ونيوزيلندا - في نهاية موسم الصيف عندما شوهدت حالاتهما الأولى - كان لديهم حالات أقل بكثير من العديد من نظرائهم في نصف الكرة الشمالي.

وفي هذا السياق، نشر مساء أمس الدكتور هاني الناظر رئيس مركز البحوث سابقاً على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "في بوك" تعليقاً على دراسة أمريكية تؤكد أن أشعة الشمس تقتل فيروس كورونا خلال فصل الصيف، قائلاً عندما قلت هذا من أكثر من شهر وفي عز الأزمة تعرضت لهجوم وانتقاد وإساءات بالغة وبإذن الله الأسابيع القادمة سوف تكشف من يتحدث بلغة العلم ومن يدعي، لذا هل هناك ما يؤكد هذا بالفعل؟!

هل هناك أدلة تؤكد انتهاء كورونا في الصيف؟

هناك بعض الأدلة على أن حالات الإصابة بفيروس كورونا تنشط بشكل أكبر من غيرها في المناطق أكثر برودة وجفافًا، حيث أشارت إحدى الدراسات الامريكية مؤخراً إلى أن البلدان المتضررة بشكل كبير من الفيروس كانت على خط استواء 40 لذا كانت الحرارة منخفضة جداً عن غيرها وهي بعض دول آسيا والكثير من دول أوروبا.

وأكدت ورقة بحثية أمريكية اختبرت الأمر على 40 حالة في الصين وجدوا أنه كلما زادات درجة الحرارة انخفض معدل انتقال فيروس كورونا،كما أشار مجموعة من الباحثين في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن فيروس كورونا انتشر بشكل أكبر من غيره في المناطق الأكثر برودة.

لذا فإن الدراسات الأمريكية جميعها تؤكد الحد من انتقال فيروس كورونا في الصيف وليس انتهاءه تماماً مما سيسمح لبعض الدول أحتواءه بشكل افضل.

ما هي الدلائل الأخرى التي تنسف فكرة تأثير الصيف على كورونا؟

ينتشر فيروس كورونا بالفعل في أجزاء كثيرة من العالم حيث يكون الجو حارًا، بما في ذلك أستراليا وأمريكا الجنوبية، مما يدل على أن درجات الحرارة المرتفعة لا تكفي لوقف المرض، لذا يبدو أن الطقس يلعب في الواقع دورًا ثانويًا في معدل انتشار هذا الفيروس.

وفي السياق ذاته، أرسلت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب تقريراً للبيت الأبيض تقول" لا تعلقوا آمالكم على فصل الصيف كثيراً، فققد ينخفض الوباء بسبب البعد الاجتماعي والتدابير الأخرى، ولكن الأدلة حتى الآن لا توحي بالثقة في فوائد الشمس والرطوبة.

التقرير الأمريكي الذي أرسل إلى البيت الأبيض:

تقرير حول انتهاء فيروس كورونا في الصيف

وقد تم إرسال هذا التقرير إلى كلفن دروجماير، مدير مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض والمدير بالإنابة لمؤسسة العلوم الوطنية ، وكان تقريراً موجزًا من عدة صفحات تحت مسمى "مشاورات خبراء بشأن فيروس كورونا".

فيما قال كريستيان أندرسن، عالم المناعة في معهد سكريبس لأبحاث الترجمة في كاليفورنيا وعضو اللجنة الدائمة المعنية بالأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية للقرن الـ21 في الأكاديميات الوطنية: "بالنظر إلى البيانات الحالية ، نعتقد أن الوباء من المحتمل ألا يتناقص بسبب الصيف، وعلينا أن نكون حريصين على عدم بناء سياسات الدول على ذلك.

الدراسات الأمريكية تشير إلى مفارقة هامة

قام قاسم بخاري ويوسف جميل ، العلماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، بتحليل الحالات العالمية للمرض الناجم عن الفيروس فيروس كورونا، ووجدوا أن 90 ٪ من الإصابات حدثت في مناطق تتراوح بين 37.4 و 62.6 درجة فهرنهايت (3 إلى 17 درجة مئوية) ورطوبة مطلقة من 4 إلى 9 جرام لكل متر مكعب (جم / م 3)، وفي البلدان التي يزيد متوسط درجة حرارتها عن 64.4 درجة فهرنهايت (18 درجة مئوية) والرطوبة المطلقة أكبر من 9 جم / م 3 ، يكون عدد حالات COVID-19 أقل من 6٪.

ولكن هذا لا يعني أنه عندما يحل الصيف ، سيكون البعد الاجتماعي عفا عليه الزمن وسيتجمع الناس مرة أخرى في الحانات والحفلات الموسيقية مثل الماضي، ما قبل وباء كورونا ليس شئ وما سيحدث بعده شيئاً آخر فالعالم لن يكون كما كان لمدة طويلة.

وكتب المؤلفون "لذلك سيكون تأثيره محدودًا على الأقل لدول شمال أوروبا وشمال الولايات المتحدة ، التي لا تشهد درجات حرارة دافئة حتى يوليو ، وهذا أيضًا لفترة زمنية قصيرة جدًا، وأضافوا أن فرص الحد من انتشار COVID-19 بسبب هذه العوامل البيئية ستكون محدودة عبر هذه المناطق.

ماذا علينا ان نفعل للقضاء على فيروس كورونا؟

سيكون الحل هو الشروع في عمل لقاح في أقرب وقت ممكن، حتى يتوفر اللقاح، ستتطلب الوقاية تجنب التعرض للأشخاص الذين يمكن أن ينشروا الفيروس، حيث تحتاج المجتمعات إلى اختبار الأشخاص لمعرفة من هم معديون والانخراط في تتبع جدية للاتصال والحجر الصحي والعزلة.