"التأديب والتعذيب" في لحظات كثيرة وخاصة لحظات الغضب لا يفرق الأباء بين المصطلحين، لكن لا يمكن أن يكون التأديب بالضرب الوحشي المبرح المفضي للموت وانتقال الابن الصغير للعالم الآخر، لكن للأسف هذا ما حصل اليوم في منطقة البساتين، حيث أقدم عامل على قتل ابنه بعدما تعدى عليه بالضرب أثناء تأديبه لكثرة اللعب واللهو.
البداية كانت بتلقي قسم شرطة البساتين، إخطارًا من أحد المستشفيات بوصول طفل عمره 8 سنوات جثة هامدة، بانتقال رجال المباحث إلى محل الواقعة تبين وجود أثر لاعتداء بالضرب على وجه المجنى عليه.
وكشفت التحريات الاولية، أن والد الطفل وراء ارتكاب الحادث بسبب لهو المجنى عليه، وتسببه في إزعاجه وتم ضبطه وتحرير محضر بالواقعة.
وقال أيمن محفوظ، المحامي، أن الأب الذي قتل ابنه بعدما تعدى عليه بالضرب أثناء تأديبه لكثرة اللعب واللهو بمنطقة البساتين، هو مسئول عن جريمة ضرب أفضى إلى الموت، حيث إن إرادة الأب كانت تتجه إلى إحداث الضرب بابنه، دون أن يقصد بالطبع قتله وتحقيق النتيجة الإجرامية بموت الضحية، فيحاسب على إحداث الضرب وليس على القتل.
وتابع فى تصريحات صحفية خاصة لـ" اهل مصر"، قائلا:" ويستحق العقوبة المقررة بنص المادة 236 من قانون العقوبات، كل من جرح أو ضرب أحدًا عمدًا أو إعطاء مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلاً، ولكنه أفضى إلى الموت ويعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع، وتقدير حجم العقوبة طبقا للظروف الواقعة، وطبيعة الضرب وقسوته وفق ما تطمئن إليه عقيدة المحكمة".
وأشار "محفوظ"، أنه يجوز للمحكمة أن تستخدم الماده ١٧من قانون العقوبات، لتنزل بالعقوبة درجة تقديرًا للظروف الأب النفسية وحزنه على فقده لنجله، وعلى ضوء تلك الحادثة، يجب أن لا يتملك شعور الغضب من الأب، حتى لا تتحقق تلك النتيجة، التي ما كان يتمناها الأب لابنه مطلقًا.