مع إغلاق المدارس و السينمات ووسائل الترفيه وبعض الأعمال في جميع أنحاء العالم وتشجيع الموظفين على العمل من المنزل لمنع انتشار فيروس كورونا، يشعر بعض الخبراء بالقلق من زيادة العنف المنزلي.
ويقول الخبراء إن العنف ضد النساء والفتيات والأطفال يمثل مشكلة خطيرة حتى في الظروف العادية، والآن مع انتشار الفيروس والجلوس في المنازل لمدة طويلة ، يبدو أن هذا العنف المنزلي يتصاعد، إلى جانب مخاوف تتعلق بالصحة العقلية ، حيث تعاني الأسر من القلق والضغوط الاقتصادية.
اقرأ أيضاً: العمال المهاجرون يتحملون وطأة وباء كورونا.. ما هي الدول التي أخفقت في حمايتهم؟
ماذا يحدث داخل المنازل بعد الحظر؟
في هذا السياق ترصد "اماندا توب" المراسلة في صحيفة " النيويورك تايمز" خلال رحلتها في اوكارانيا للبحث عن حالات العنف المنزلي هناك زيادة كبيرة في عدد المكالمات إلى الخط الساخن الوطني لمكافحة العنف المنزلي بنسبة تقارب 26 % في الأسبوعين الأولين من الحجر الصحي مقارنة بفترة ما قبله.
في جوف الليل يعاشرني "عنوة"
خلال رحلة بحث "اماندا" وصلت إلى مركز الخطوط الساخنة في لاسترادا في أوكرانيا، ويالصدفة كان لديهم مكالمة على الخط الساخن لامرأة تدعى "س.ج" بكت بشكل مرعب خلال المحادثة التليفونية في خوف شديد قائلة أنه نائم الآن وقد يسيتقيظ في أي لحظة ويسمعني أحادثكم، أنقذوني أرجوكم!!
اقرأ أيضاً: ماتوا وحيدين دون "قبلة" أو وداع أخير .. قصص ضحايا فيروس كورونا داخل غرف الحجر الصحي
من هذه الجملة دخلت "أماندا" على الخط معها بعد طلب ملح من الموظف الذي يسمع المكالمة، وبدأت "س.ج" أنه أصبح حيوان في كل ليلة بعد أن ينهى عمله في المنزل بغرفة مكتبه أكون قد أنهيت عملى أيضاً ومتعبة يأتي في جوف الليل ويربط يدي في السرير ويعاشرني "عنوة" قائلاً :" أنه التغيير يا عزيزتي.. فلتكوني عشيقتي تلك المرة".
واستطردت قائلة:" أنا اخاف على ابنتنا الصغيرة منه أنه لم يعد زوجي الذي تعرفت عليه سابقاً، اصبح مغتصباً ساعدوني".
يضرب طفلي بالحزام يومياً
وفي اليوم التالي حصلت "اماندا " من مراكز المساعدة على بعض عناوين لاشخصا يعانون من العنف الأسري، وعند طرقت باب أحدهم في هذا اليوم البارد في شمال أوكرانيا ، فتحت "السيدة مودرا" أم لطفل لديه 8 سنوات وزوج جندي عسكري، دخلت " اماندا" في غرفة الجلوس وجلست وعندما أشاحت بنظرها رأت علامات الضرب المبرح على جسد وجه الطفل الصغير، فأخرجت حلوى واعطتها له ثم نظرت إلى الأم التي احتضمنت طفلها بقوة وقالت :" أنه يتأذى كثيراً منذ أن أجبر الحجر الصحي والده في العودة مبكراً من عمله، حيث يعامله كجندي لديه في كتيبته ويعنفه على أقل خطأ يفعله، كنا لانراه سوى بضعة أيام كل شهر والآن هو يؤذينا بشدة ، لقد تزوجت من شخص غير ذلك، أما الآن نحن تحت سطوته نعيش في سجن وقد تغير بيننا كل شئ، حتى أنه منعني من زيارة والدتي وعندما بكى طفلي لرؤية جديته صب غضبه عليه بالجزام أنه يضربه بشدة ولا أعلم أين أذهب لكي يساعدوني".
اقرأ أيضاً: الممرضة رقم7 تروي لحظات الرعب من فيروس كورونا بعد عمل 86 يوماً
الإرهاب الزوجي
وجدت "ليلى" التي تبلغ من العمر 26 عاماً نفسها مربوطة في كرسي وفي حضنها ابنتها التي تبلغ من العمر 11 شهراً، بعض خناقة مع زوجها الذي ضربها بقدميه ويديه حتى افقدها الوعي في منزلهما بمقاطعة "أنهوي" الصينية، وعقب الاغماء عليها من الضرب المبرح ربطها في الكرسي دون طعام لمدة يومين مع طفلتهما.
اقرأ أيضاً: "مقاهي الموت".. متى ظهرت وكيف تساعدك في أزمة فيروس كورونا وهل يمكن الانضمام لها؟
في 1 مارس،ذهب "بلوك وينو" المراسل "أيه بس سي" نيوز في جولة إلى الصين للبحث وراء العنف المنزلي، وتعرف على "ليلى" في إحدى الشوراع بعد رؤيتها تجرى ةتطلب المساعدة من المارة فاستوقفها وبدأت تروي قصتها، حيث فك زوجها وثاقها بعد يومين بعد أن فقدت إحساسها بساقها من الضرب في تلك اليومين وهي مكبلة بالكرسي ولا تزال تحمل الطفل بين ذراعيها، فأذخها إلى المستشفي لنزيفها ومع أنشغاله مع الأطباء هربت.
تحلق لابنتها وتضربها
في الصين أيضاً في رحلة "وينو" دخل أحد المراكز التي تتلقى شكاوي العنف المنزلي، فوجد حالة بسجل المكالمات لأم تستغيث بأنها قد تقتل أبنتها ذات يوم، فخوفها عليها من عدوى فيروس كورونا يجبرها على حلاقة شعر الطفلة بماكينة حلاقة الرجال "زيرو" وعند رؤيته ينبت تعاود حلاقته بقسوة حتى أنها جرحت رأس أبنتها وعند بكاء الطفلة التي تبلغ 10 سنوات بدات في ضربها بشكل عنيف لاسكاتها ومن ثم حبستها في غرفتها.
في النهاية ، ستنتهي عمليات إغلاق الاماكن، ولكن مع استمرار الحظر في الدول الأوروبية، من المرجح أن يزداد الخطر، ومع انهيار الاقتصاد المقبل من المقرر أن تصبح هذه الأزمات أكثر وطأة من غيرها، حيث ارتفع عدد العملاء الذين يسعون للحصول على دعم عاجل للصحة النفسية وشهدت بداية شهر أبريل زيادة بنسبة 113٪ في عدد العملاء مقارنة ببداية شهر مارس.