يعد النفط من المواد الطبيعية التي تستخرج من التكوينات الجيولوجية في جوف الأرض، والتي قد تتجمّع فيها عبر عملية تحوّل بطيئة للمواد العضوية دامت عصوراً وحقبات طويلة نسبياً، ويبقى التسابق المحموم بين الدول الكبرى على أشده لتأمين احتياجاتهم من البترول، وهو ما يفسر توسع استخدامات التكنولوجيا الحديثة لاستخراج النفط الصخرى والنفط الخام، خاصة فى الدول الثلاث المنتجة " روسيا والسعودية وأمريكا"، ومن هنا أثارت الحفيظة أسئلة بعد الانخفاضات التاريخية التي يشهدها العالم لأسعار النفط، عن ما هو النفط الصخري والفرق بينه والنفط الخام.. وكيف يتم استخراجه.. واستخداماته.. وكذا تأثيره على مستقبل الاقتصاد العالمي.
وتستعرض "أهل مصر" خلال السطور التالية نبذة مختصرة حول النفط الصخري وكيفية استخراجه واستخداماته، والفرق بينه وبين النفط الخام على النحو الأتي:
النفط الصخري هو نوع من النفط الخفيف، ويتم إنتاجه من صخورتحتوي ترسبات مادة الكيروجين، يتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربوني بديل للنفط الخام، وتكلفة استخراجه أعلى، ويختلف عن النفط الرملي أو الغاز الصخري والنفط الخام الطبيعي.
الفرق بين النفط الصخري والخام
يعتبر النفط الصخري أحد أنواع النفط الخفيف، يتسم بسيولة أقل من النفط الخام الأحفورى، ويستخرج من صخور تحتوى على ترسبات مادة الكيروجين، ويتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربونى بديل للنفط الخام، وتجرى عملية المعالجة فوق سطح الأرض من خلال تعدين النفط الصخرى، ومن ثم التعامل معه فى منشآت المعالجة، وتختلف خصائص النفط الصخرى حسب تكوين الصخور الرسوبية فى باطن الأرض، بينما يخضع النفط الخام إلى عملية تكرير للحصول على أنواع مختلفة من المنتجات النفطية، أي تجرى عليه تقنياً عملية تقطير بالتجزئة تمكّن من فصله إلى مجموعة من المزائج تتمايز فيما بينها بتدرّجات نقطة الغليان في برج التقطير.
كيفية استخراج النفط الصخري
يستخرج النفط الصخرى من تشكيلات الصخور الرسوبية التى تكونت فى باطن الأرض بطريقة التكسير الهيدروليكى، وذلك عن طريق حفر الآبار رأسياً ثم أفقياً مع استخدام الماء والمواد الكيماوية وخليط من الرمل، وتحتاج عملية تفتيت الصخور إلى ضخّ كميات كبيرة من الماء تتراوح ما بين 7 إلى 23 مليون لتر من المياه، تعادل تقريباً 5 براميل ماء لكل برميل نفط، بينما يستخرج النفط الخام من مكامنه في باطن الأرض، والتي تدعى بآبار النفط بحفر القشرة الأرضية، وذلك بعد إجراء عملية مسح جيولوجي لاختبار مسامية ونفاذية الخزان الجيولوجي.
عودة الاهتمام بالنفط الصخري
عادت جهود التطوير واختبار أحدث التقنيات، بعد أن بدأت هذه التكنولوجيا فى الظهور عام 1684 عندما تم تسجيل أول براءة اختراع رسمية لعملية استخراج، ولكن تعرضت هذه الصناعة للانكماش منتصف القرن الـ20 بعد اكتشاف احتياطيات نفطية تقليدية كبيرة، ويرجع الفضل فى عودة الاهتمام بالنفط الصخرى إلى ارتفاع أسعار النفط فى بداية القرن الـ21.
النفط الصخري في مصر
أكدت دراسة بحثية للشركة القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس" عن احتمالية وجود احتياطيات من النفط الصخرى المتداخل مع الصخور الزيتية فى جنوب مصر، تصل إلى حوالى 115 مليار برميل من الزيت، وبحسب الدراسة المعدة من قبل محمود عبدالرسول مدير إدارة الدراسات الاستكشافية ومتابعة عمليات الاستكشاف بشركة إيجاس، فإن كمية احتياطى الصخور فى جنوب مصر تقدر بحوالى 225 مليار طن صخر، وتحتوى على احتياطى الزيت البترولى الحالى بحوالى 115 مليار برميل زيت، وهو ما يعرف بصخور الطفلة الزيتية Oil Shale.
وبحسب الدراسة التى عرضت بمؤتمر البحر المتوسط MOC، فإن جنوب مصر يحتوى على كميات كبيرة من صخور الطفلة الزيتية Oil Shale، يسهل استخراجها لوجودها مكشوفة على سطح الأرض أو على أعماق غير كبيرة، وكذلك احتواؤها على كميات كبيرة من زيت البترول، وأشارت الدراسة إلى أن هذه الاحتياطيات فى حالة استغلالها يمكن أن تغطى جزءا من الطلب على الطاقة فى مصر فى ظل تزايد الاستهلاك والاحتياج إلى الزيت والغاز.
النفط الصخري في أمريكا
أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام بمعدل تجاوز 12 مليون برميل يوميًا، بفضل طفرة الأعمال الصخرية والنشاط المتسارع للحفارين على مدار السنوات القليلة الماضية في مناطق مثل الحوض البرمي، والذي تعول عليه أمريكا لإضافة المزيد من الإنتاج مستقبلًا.
وقالت "أوبك" في تقريرها السنوي لعام 2019، عن آفاق سوق النفط، إنها تتوقع تراجع إمداداتها إلى 32.8 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2024 من 35 مليون برميل هذا العام، في حين ستزداد إمدادات الدول غير الأعضاء بالمنظمة، وأضافت، أن البلدان غير العضوة ستزيد إنتاجها إلى 72.2 مليون برميل يوميًا خلال الخمسة أعوام القادمة من 64.4 مليون برميل حاليًا، بفضل طفرة النفط الصخري في أمريكا، متوقعة أن تشكل الولايات المتحدة 60% من هذا الزيادة.
استوردت الولايات المتحدة - في عام 2018، 9.94 مليون برميل يوميًا من النفط من 90 دولة تقريبًا، وشكل الخام 78% من إجمالي الواردات، لكنها في العام ذاته صدرت 7.60 مليون برميل يوميًا (27% منها خام والباقي صخري) إلى 190 دولة وأربع مناطق تابعة لها، و تساعد طفرة النفط الصخري الولايات المتحدة على نحو متزايد في تعزيز الصادرات وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية، ووفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة، بلغ إنتاج البلاد من الخام الصخري نحو 6.5 مليون برميل يوميًا خلال عام 2018.
فيما قال أليكسي أنبيلوغوف، في "فزغلياد"، حول الزمن المقدر لاستنفاذ احتياطات النفط الصخري الأمريكي، وما يترتب على ذلك،: أن في الولايات المتحدة، يُحكى عن أرقام تستوجب الصحوة حول آفاق إنتاج النفط الصخري.. الأرقام التي تجعل الولايات المتحدة واحدة من أكبر منتجي النفط، وأدت إلى انخفاض حاد في أسعار الذهب الأسود.
وأضاف "أنبيلوغوف"، أن وكالة الطاقة الأمريكية (EIA)، خلصت بعد سلسلة من التدقيقات، إلى تحديد حجم احتياطيات النفط الصخري الأمريكي القابلة للاستخراج، وذكرت الرقم 58 مليار برميل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تننتج حوالي 6.5 مليون برميل من النفط المعلن عنه حديثا، ما يعني حقيقة محزنة للغاية. فمع الحفاظ على المستوى الحالي للإنتاج، سيتم استنفاذ كل النفط الصخري في غضون 24 عامًا.
وتقول ممارسة إنتاج النفط، أن إنتاج النفط الصخري في المستقبل القريب، أي حوالي العام 2025 سيصل في الولايات المتحدة إلى ذروته، ثم سيبدأ في الانخفاض بعد ذلك، فيما تقول وكالة الطاقة إن إنتاج النفط الصخري يمكن أن يستمر ويتطور لو توافر عاملان في وقت واحد: أسعار ثابتة مرتفعة وتقدم مضطرد في تقنيات الاستخراج، ولكن أسعار النفط في عام أواخر عام 2019، أبعد ما تكون عن المثالية لإنتاج النفط الصخري. فـ 65 دولارا للبرميل أعلى قليلاً فقط من تكلفة الإنتاج لدى معظم الشركات.
وأشار، إلى انه تم تجنب التراجع في صناعة النفط الصخري بفضل التقدم التكنولوجي والسعر المقبول للنفط الخام، ما سمح باسترداد تكاليف الإنتاج على الأقل، ولكن على ما يبدو، تدق الأزمة في صناعة النفط الصخري ناقوس الخطر قبل أن يصل إنتاجه إلى الذروة.
وفي الايام الماضيه من بداية العام الجاري، شهدت أسواق النفط حرب أسعار أشعلت شرارتها روسيا بانسحابها من اتفاق خفض الإنتاج المسمى "أوبك بلاس"، في سياق توجيه ضربة لصناعة النفط الصخري الأميركي، التي لا تتحمل تراجع الأسعار، التي هوت 30% مع الانسحاب الروسي من الاتفاق.
وقالت شيرين دَمَج، محللة ومسؤولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة Rystad Energy، إن القاع الأول المتوقع لأسعار النفط يبلغ 30 دولاراً للبرميل، وذكرت دَمَج أن القاع البالغ 30 دولارا للأسعار، سيؤثر على إنتاج النفط الصخري بمعدل نمو 200 إلى 300 ألف برميل يومياً في الربعين الأولين من السنة الحالية، وبالتالي نشهد زيادة في إنتاج هذا النوع من النفط بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً في النفط الصخري.
وأفادت أن القاع الثاني المتوقع سيكون 20 دولاراً لبرميل النفط، وهذا يعني أنه في آخر السنة الحالية سيتراجع إنتاج النفط الصخري الأميركي إلى 3.4 مليون برميل يومياً، مبينة أن الكلفة التشغيلية عالمياً لبرميل النفط تبلغ 20 دولاراً.
ولكن في لحظة قاتلة من يوم الاثنين، امس، تلقت أمريكا طعنة إقتصادية مأساوية، حينما تراجعت أسعار النفط الأمريكي إلى ما دون الصف، للمرة الأولى في التاريخ، ليصل سعر برميل النفط إلى - 37.63 دولارا، وبعد ساعات من تلك الحظة التاريخية، ادت أسعار النفط الأمريكية اليوم الثلاثاء، إلى المنطقة الإيجابية بعد انهيارها التاريخي يوم الاثنين، والذي شهد تحطم المستويات إلى ما دون الصفر، حيث تم تداوله عند أدنى مستوياته منذ أن بدأت بورصة نيويورك تداول العقود الآجلة في العام 1983.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي بأكثر من 100٪ رغم تداولها عند 1.43 دولار للبرميل فقط. وأغلق عقد مايو/أيار لخام غرب تكساس الوسيط، تعاملاته يوم الاثنين عند سالب 37.63 دولار للبرميل، وارتفع عقد يونيو ، الذي يتم تداوله الآن بشكل أكثر نشاطاً، بنسبة 4.7٪ إلى 21.39 دولار للبرميل خلال ساعات التداول الآسيوية، إلّا أنه رقم لا يزال منخفضاً بشكل مثير للقلق.
النفط الصخري في البحرين
في يوم 12 من شهر أبريل عام 2018، فاجأت البحرين أسواق النفط العالمية والدول المنتجه للنفط بإعلانها اكتشاف احتياطات ضخمة من النفط والغاز، عقب إعلان وزير النفط، محمد الخليفة، اكتشاف حقل يحتوي على احتياطات تقدر بأكثر من 80 مليار برميل من النفط الصخري و 10 إلى 20 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. ويقع هذا الحقل في منطقة خليج البحرين الواقعة في المنطقة الغربية من الحدود وبمساحة تقدر بنحو 2000 كيلومتر مربع.
ويبدو للوهلة الأولى أن هذا الاكتشاف يمكن أن يحول البحرين إلى لاعب مهم في سوق النفط العالمية. – كونها تعتبر منتج نفطي صغير من خارج أوبك – ، فهذه الإحتياطات النفطية تماثل احتياطات روسيا من النفط، وهي تمثل رقما ضخما مقارنة بإحتياطات البحرين العادية، إذ يبلغ احتياطي البحرين المؤكد من النفط 124،6 مليون برميل، حيث تملك البلاد حقلين رئيسيين لإنتاج النفط وهما حقل البحرين البحري الذي ينتج حوالي 50 ألف برميل يوميا وحقل أبو سعفه البحري الذي ينتج 300 ألف برميل يوميا، وهو مشترك مع السعودية، وتحت إشراف شركة أرامكو.
النفط الصخري في ليبيا
تحتل ليبيا المركز الخامس عالميا في احتياطات النفط الصخري بعد أن ارتفعت احتياطاتها من 48 مليار برميل إلى 74 مليار برميل، وفق ما ذكرته وكالة الطاقة الأمريكية، ويأتي تصنيف ليبيا بعد روسيا وأمريكا والصين والأرجنتين.
وأوضحت الوكالة عبر موقعها الإلكتروني أن الكمية الجديدة تضاف إلى المخزون لترفع العمر الافتراضي لإنتاج النفط الليبي من 70 عاما إلى 112 عاما، بعد الإعلان عن أن الاحتياطي الليبي من النفط المخزون بالصخور والقابل للاستخراج بالتقنيات الحالية يبلغ 26 مليار برميل، وكشفت الوكالة ارتفاع احتياطات الغاز الليبي إلى ثلاثة أضعاف، من 55 تريليون قدم مكعب إلى 177 تريليون قدم مكعب، وذلك بإضافة 122 تريليون قدم مكعب من الاحتياطي القابل للاستخراج من الصخور.
وتتصدر ليبيا الدول العربية في احتياطياتها من النفط الصخري، متفوقة على كل من الجزائر ومصر وتونس، بـ26 مليار برميل قابلة للاستخراج، واحتياطي إجمالي يقدر بـ613 مليار برميل، ويقع هذا المخزون الضخم من النفط الصخري شمال غرب ليبيا وجنوبها الغربي.
النفط الصخري في السعودية
تحت تأثير النفط الصخري، الذي بدأ قبل 20 عاماً، وظهرت طفرته الكبيرة في عام 2008، انه من الصعب تجاهل النتائج المترتبة على ثورة النفط الصخري، التي ضاعفت الإنتاج الأميركي، وباتت تتحدى سيادة منظمة أوبك على أسعار النفط العالمية، كما كانت هذه الثورة من أهم الأسباب التي دفعت أوبك إلى اتخاذ القرارات إما بزيادة الإنتاج أو بخفضه، أو حتى إنشاء تحالف قوي مع دول خارج المنظمة، مثل روسيا والسعودية و9 دول أخرى. وفي حين أن منظمة أوبك ما تزال تنتج 42% من النفط العالمي لعام 2019
فمن أصل 10.3 مليون برميل يومياً من إنتاج النفط الجديد، أنتجت الولايات المتحدة 6.2 مليون برميل يومياً (نحو 60٪). وفي المقابل شهدت دولتان أخريان رئيسيتان في العالم، هما السعودية وروسيا، زيادة في إنتاجهما، ولكن بمقدار أقل كثيراً، بلغ 1.7 و 1.2 مليون برميل يومياً على التوالي خلال نفس الفترة.
ورغم هذا فإن أوبك ما تزال تسيطر على معظم الاحتياطيات العالمية، وتدير أكثر الحقول ربحية على وجه الأرض، في الوقت الحالي على الأقل، لكن التحدي الآتي من النفط الصخري الجديد لا يقتصر على الولايات المتحدة، إذ إن كندا والمكسيك تعتبران أيضاً من منتجي النفط التقليديين الكبار، مما جعل إنتاج قارة أميركا الشمالية 20 مليون برميل يومياً في عام 2017، أي 22٪ من الإنتاج العالمي. وقد أهّلها هذا الحجم من الإنتاج لكي تصبح المنتج الأكبر في العالم، باستثناء منطقة الشرق الأوسط التي أنتجت في العام نفسه 31.6 مليون برميل يومياً، أي 34.1% من إجمالي الانتاج العالمي.
أما عن السعودية فقد رأى المدير التنفيذي السابق في شركة أرامكو السعودية والخبير النفطي سعد الحسيني أن السعودية لديها كم وفير من النفط الخام، ولا تلجأ للنفط الصخري، نظرا لأن تكلفة إنتاج النفط الصخري مرتفعة للغاية مقارنة بالنفط الشائع، ولذا فإن أي انخفاض في أسعار النفط العالمية ينعكس سلبا على عملية إنتاج النفط الصخري التي تصبح شبه منعدمة الجدوى الإقتصادية، حيث لقي قطاع إنتاج النفط الصخري ضربة موجعة مع الإنخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية الذي بدأ في العام 2014. ما أدى ذلك الإنهيار في الأسعار إلى خفض إنتاج آبار النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك خفض الحفر بمعدل بلغ 60% قياسا لما كان عليه قبل انهيار الأسعار.
واجتمع وزراء أوبك في نوفمبر 2014 في فيينا، لتدارس الوضع بعدما انخفضت الأسعار حينها إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات، وذلك بسبب النفط الجديد في الأسواق.
وتحدث وزير البترول السعودي آنذاك، علي النعيمي قائلاً: "إنه إذا خفّضت أوبك حجم إنتاجها فقد يستغل منتجون آخرون من خارج المنظمة هذه الفرصة، ويستولون على حصة كانت تنتجها أوبك".
وبذلك غيّرت أوبك إستراتيجيتها القديمة في الدفاع عن أسعار النفط إلى الدفاع عن حصتها في السوق، ونجحت حجج النعيمي في إقناع بقية الأعضاء في أوبك، فقررت المنظمة عدم خفض الإنتاج، وكما كان متوقعاً، انخفض سعر النفط من أكثر من 70 دولاراً إلى أقل من 60 دولاراً خلال شهر واحد بعد اجتماع المنظمة، وفي اليوم التالي لقرار أوبك قالت وكالة رويترز إن أوبك أعلنت حرب أسعار على النفط الصخري، وهوا ما تشهاده السعودية الآن بين روسيا وأمريكا، والتي تملك قدر وفير من النفط الخام بغض النظر عن النفط الصخري الذي ترفتع تكلفة إستخراجه لنفقة مالية كبيرة، مقارنة بأمريكا في إعتمادها على النفط الصخري، والذي جعلها تقلل من نسبة إستيراد النفط الخام من الدول المصدرة.
استخدامات النفط الصخري
يعدالنفط الصخري مصدراً هامّاً من مصادر الطاقة الأوّلية، ولذلك يطلق عليه اصطلاحاً اسم "الذهب الأسود" بسبب أهمّيته الاقتصادية العالية، إذ تستخدم القطفات الخفيفة منه بشكل أساسي في مزائج وقود السيّارات ووقود الطائرات، أمّا القطفات الثقيلة فتستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل المصانع وتشغيل الآليات الثقيلة، كما يعدّ النفط المادّة الأوّلية الخام للعديد من الصناعات الكيمائية على اختلاف منتجاتها، بما فيها الأسمدة ومبيدات الحشرات واللدائن والأقمشة والأدوية.
تأثير النفط الصخري على مستقبل الاقتصاد العالمي
ويعتبر النفط أحد أهم العوامل المؤثرة على النمو المستقبلي، ويعكس الانخفاض الحاد في أسعاره مخاوف من ضعف الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى ارتفاع الإنتاج الأمريكي وتراجع أسعار الأسهم، ولم يفلح خفض أوبك وشركائها الإنتاج في دفع الأسعار لأعلى خلال إجتماعها الأخير، وعليه تبدو القوى التي ضغطت على النفط ليتراجع في 2020 مستمرة، حيث يعتبر النفط الصخري البديل الأول لرائد المستقبل الاقتصادي "النفط الخام "، في الدول المنتجة والتي تبني إقتصادها على المواد البترولية، مما يكون له دور بارز في مساندة الاقتصادي المستقبلي، وتحكم الدول المنتجه له، في أسعار النفط عالميا، وبالأسواق المحلية.