بعد الانهيار التاريخي.. هل تلتزم روسيا والسعودية بالتخفيضات المستهدفة لأسعار النفط؟ (تقرير)

انهيار اسعار النفط
انهيار اسعار النفط

في ظل التراجعات التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، من تراجع حاد في أسعار النفط التي وصلت لمرحلة السالب، وذلك لكثرة المعروض من النفط وقلة الطلب عليه، نتيجة لتفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، إلا هناك أسئلة عديدة عن موقف الدول الكبري من الخفض التاريخي وكيفية التصرف في مخزون المنتجات البترولية.

وتستعرض "أهل مصر" خلال السطور التالية، موقف وردود أفعال الدول الكبرى المنتجة للمواد البتورلية، حول الصدمة التي تلقتها الولايات المتحدة الأمريكية في إنخفاض أسعار النفط على النحو الأتي:

جاء رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة، ليطالب الاتحادية بإيجاد سبل لإتاحة أموال لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من انهيار أسعار عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى في تاريخها مع انزلاقها إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى على الإطلاق، وجاء ذلك في تغريدة له على تويتر: "لن نخذل أبدا صناعة النفط والغاز الأمريكية العظيمة، أصدرت تعليماتي إلى وزير الطاقة ووزير الخزانة لصوغ خطة ستتيح أموالا حتى تكون هذه الشركات والوظائف المهمة جدا آمنة لوقت طويل في المستقبل!".

فيما ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان لمجلس الوزراء أن المملكة قالت إنها تراقب أسواق النفط ومستعدة لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع حلفائها في أوبك+ ومنتجين آخرين للخام لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، وجاء البيان في أكبر مصدًر للنفط في العالم بعد يوم من انزلاق العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى في التاريخ مع تهاوي الطلب بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا، وذكر أن المملكة ملتزمة مع روسيا بتنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين.

ومن جانبها أعلنت أوبك وحلفاؤها بما في ذلك روسيا، وهي المجموعة المعروفة بأوبك+، خفضا كبيرا لإنتاج النفط يصل إلى عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية. لكن مع إصابة أغلب الاقتصادات في أنحاء العالم بشلل شبه تام بسبب إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس كورونا تهاوى الطلب على النفط بما يصل إلى 30 بالمئة.

ومن جهة أخرى قال الكرملين: "إن من الممكن إجراء اتصالات بين كبار المنتجين في العالم لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج إذا اقتضت الضرورة بعدما انخفضت أسعار النفط بشكل حاد جراء الإنتاج الزائد والانتشار العالمي لفيروس كورونا المستجد.

فيما قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي: أن جميع الآليات موجودة لمتابعة مواقفنا مع الشركاء في هذا الاتفاق "بين منتجي أوبك+"، مضيفا أنه يمكن تنظيم اتصالات إذا اقتضت الحاجة، وربط المتحدث انهيار العقود الآجلة بتعاملات ”للمضاربة“ مضيفا أن الحكومة الروسية لديها كل الاحتياطيات التي تحتاجها لتعويض انخفاض أسعار النفط وهو السلعة الرئيسية التي تصدرها روسيا.

وأكد مصدران مطلعان لرويترز، إن شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" أبلغت المشترين بعقود محددة المدة وأنها ستخفض الإمدادات من خاماتها الأربع في مايو، واستنادا لخطاب أرسلته أدنوك للمشترين قال المصدران: "إن الشركة ستخفض إمدادات خامي مربان وزاكوم العلوي بنسبة 15 بالمئة في مايو أيار وإمدادات خام داس وأم اللولو بنسبة خمسة بالمئة خلال الشهر ذاته".

وجاءت الخطوة عقب اتفاق بشأن خفض قياسي لإنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا لتعزيز الأسعار في ظل جائحة فيروس كورونا.

كما أكد متحدث باسم أدنوك التقارير بشأن تخفيضات النفط لشهر مايو، وأضاف أن الشركة تتخذ إجراءات أخرى، متفق عليها مع العملاء، لخفض صادرات النفط في مايو أيار ويونيو، بما يتماشى مع اتفاق خفض إمدادات أوبك+، حيث تقلصت التخفيضات الفورية لخامات النفط من أبوظبي بعد خفض الإمدادات، واشترت ميتسوي من توتال شحنة للتحميل في يونيو حزيران من خام مزيج داس بخصم قيمته 70 سنتا عن سعر البيع الرسمي، وشحنة من خام مربان بخصم قدره 40 سنتا عن سعر البيع الرسمي.

في ذات السياق قالت الشركة في خطاب للمشترين: "بناء علي توجيهات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وتمشيا مع الاتفاق الأخير لأوبك+، فإن أدنوك ملتزمة بخفض إنتاجها النفطي“، وفي تحرك مماثل، قال مصدر نفطي سعودي مطلع على خطط شركة أرامكو، إن أكبر مُصدر للخام في الخليج خصص نحو أربعة ملايين برميل من الخام يوميا للعملاء في آسيا وهو أقل من الأحجام المتعاقد عليها بنحو مليوني برميل يوميا.

وقالت وزارة النفط في عمان إن السلطنة أبلغت شركاتها المنتجة للنفط بخفض 200 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول مايو حتى يونيو، وإنها ستبلغ العملاء بالخطة ذاتها.

وانهارت العقود الآجلة للخام الأمريكي يوم الاثنين لما دون الصفر لأول مرة في التاريخ وأنهت يوم الثلاثاء على انخفاض صادم مسجلة سالب 37.63 دولار للبرميل مع تدافع المتعاملين للتخلص من النفط..

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً