العزل الصحي له تاريخ طويل من تفشي الطاعون إلى انتشار الجذام، ولكنه دوماً ما كان تاريخ "أسود"، ومع اندلاع فيروس كورونا في العالم الذي تسبب في عزل الملايين في منازلهم، تكشف الباحثة "كارولين رانس" عن مذكرات "الكسندر كينجليك" عن تاريخ العزل الأسود.
وتقول "رانس" أنه في 1844 كتب ألكسندر كينجليك في مذكراته "إن الطاعون شكل تهديداً كبيراً في العالم بأجمعه مما جلب الألم والرعب للأسر والمجتمعات، ومع تفشي الأمراض القاتلة تأتي الجهود لاحتواء التهديد والقضاء عليه، فإن استبعاد المرض أحيانًا يأخذ معه كرامة الإنسان.
اقرأ أيضاً: ماتوا وحيدين دون "قبلة" أو وداع أخير .. قصص ضحايا فيروس كورونا داخل غرف الحجر الصحي
متى وأين تم تنفيذ الحجر الصحي الأول؟
حدث فصل بين المرضى والصحيين عبر التاريخ، منذ زمن بعيد عن سفر اللاويين، كان بإمكان الكهنة عزل أولئك الذين يعانون من "مرض جلدي مدمر" – الجزام- لمدة سبعة أيام، وجاءت أول حجر صحي منظم في أوروبا بالعصور الوسطى في القرن الرابع عشر، واستجابت سلطات الموانئ في البندقية الايطالية.
ووفقاً للمذكرات فإن أول مرسوم برقم 1377 جاء بحظر الأشخاص وبيع السلع من البلدان المصابة، وتم منع دخول أحد إليهم حتى قضوا في جزيرة غير مأهولة في الشمس والرياح، ومن ثم أصبح 40 يوماً.
الحجر الصحي
وضمت جزيرة سانتا ماريا دي نازاريث في بحيرة البندقية أول محطة للحجر البحري المعروفة منذ عام 1423، وباعتبارها مستشفى طاعون وجذامًا، فقد أطلق عليها اسم "لازاريتوس" ربما بسبب ارتباطها بمستشفى سانت لازاروس للجذام.
اقرأ أيضاً: جديد كورونا . الأطباء الإنجليز يعيدون استخدام معدات الوقاية ودول تستأنف العمل
عندما تم إنشاء " لازاريتوس" في عام 1468 لاستيعاب أولئك المشتبه في إصابتهم بالمرض، أصبحت الجزيرة الأولى Lazzaretto Vecchio، من الممكن زيارة مبانيها المهجورة اليوم.
خدام الحجر الصحي
في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، بدأت حكومات بريطانيا في مساعدة ايطاليا لحتواء الجزام، فشرعوا في إرسال مساجين معتقل "جون هوارد" لتوكيلهم بالخدمة في الحجر الصحي بالبندقية، لقضاء فترة عقوبتهم، وكانوا يبيتون في غرف قذرة مع حيوانات أليفة وكانوا ينامون على كرسي وعلى الأرض.
الحجر الصحي في سفينة البندقية
وجاء في مذكرات "الكسندر" أن هؤلاء المساجين كانوا يخدمون المرضى ويصاحبهم لإطعامهم وتلقى الدواء، وكان في هذا الحجر الصحي أكثر تعقيداً فيما كان ينام المساجين على كراسي كان المرضى ينامون على أسرة من الطوب المبلل مغطى بأقمشة.
اقرأ أيضاً: "القناع المنقار".. لغز حير الجميع عندما ارتداه الأطباء لعلاج الطاعون
أماكن أخرى للحجر الصحي
في هذه الأثناء، في أمريكا الشمالية، تركزت المخاوف على الحمى الصفراء والجدري، وبحلول أوائل القرن الثامن عشر، كانت جميع الموانئ الكبيرة في الساحل الشرقي لديها ترتيبات الحجر الصحي - مثل مطالبة السفن بالبقاء في الميناء الذي يعرض العلم الأصفر حتى انقضاء وقت كافٍ.
الحجر الصحي
وعندما ظهرت الكوليرا في القرن التاسع عشر، أصبحت أيضًا مرضًا مرهوبًا - ومرتبطًا بتدفق المهاجرين، وعلى الرغم من أن الوباء البريطاني عام 1832 وصل إلى نيويورك على الرغم من القيود المفروضة على السفن ، إلا أن الإجراءات كانت أكثر نجاحًا في عام 1866 عندما وصلت الباخرة فرجينيا من ليفربول بعد أن فقدت 38 راكبًا بسبب الكوليرا في الطريق، وتم وضع السفينة في خليج الحجر السفلي على بعد حوالي 20 ميلاً من المدينة، مع سفينة مستشفى لمساعدة المصابين. حدث تفشي على الأرض، لكنه كان محدودًا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
