من "كلوروكين" إلى "ريميسيديفير".. فشل الأدوية في تغلب على كورونا.. كيف يعالج المرضى الآن؟

فيروس كورونا
فيروس كورونا
كتب : سها صلاح

خلال الشهور الماضية خرجت الكثير من شركات الأدوية بتصريحات حول تجارب سريرية لإيجاد علاج فعال للقضاء على فيروس كورونا حول العالم والذي حصد أرواح كثيرة، وأصاب أكثر من مليوني شخص، وكان من أهم تلك الأدوية هو علاج "ريميسيديفير" التي أعلنت عنه شركة "جلعاد ساينسز" منذ فترة وجيزة، ولكنه للأسف فشل خلال التجارب التي بها بشكل عشوائي على مرضى وباء كورونا، وتم نشر نتائج التجربة حيث قال الملخص إن التجربة الصينية شملت 237 مريضا ، 158 منهم على الدواء و 79 في مجموعة مراقبة، ولكنه تم إيقاف العمل به بسبب أثاره الجانبية، وفقاً لصحيفة "فاينتشال تايمز".

وينتمي دواء Remdesivir ، الذي فشل سابقًا في التجارب ضد فيروس الإيبولا ، إلى فئة من الأدوية التي تعمل على الفيروس مباشرة ، على عكس التحكم في الاستجابة المناعية الشاذة والمميتة التي يسببها،حيث أنه يدخل إلى الحمض النووي ويتم امتصاصه في جينوم الفيروس ، والذي بدوره يمنع المرض من التكاثر، ولكن ثبتت أم أثاره الجانبية مع الفيروس تؤدي إلى الوفاة.

بعد فشل هذا العلاج هل تدمر الأشعة الفوق بنفسجية فيروس كورونا؟

في هذا السياق، قال ويليام بريان ، مستشار العلوم والتكنولوجيا لوزارة الأمن الداخلي ، للصحفيين في البيت الأبيض إن العلماء وجدوا أن الأشعة فوق البنفسجية لها تأثير قوي على الفيروس ، مما يمنح الأمل في أن يقل انتشاره في الصيف، ومن المعروف منذ فترة طويلة أن الأشعة فوق البنفسجية لها تأثير معقم ، لأن الإشعاع يدمر المادة الوراثية للفيروس وقدرته على التكاثر.

عمل دان آرنولد في شركة "يوفي لايت تكنولوجي" لبيع المعدات التي تعتمد على الأشعة فوق البنفسجية في تعقيم المستشفيات وشركات الأدوية والصناعات الغذائية في بريطانيا، وهو لا يكاد يصدق أن البعض يطرح هذا السؤال من الأساس، ويجيب ضاحكا: "ستكون كمن يحرق نفسه بالنار"

فهل تصلح تلك الفكرة في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا؟ وهل صحيح أن أشعة الشمس "تقتل الفيروس مباشرة" كما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي؟

الإجابة باختصار "لا"، وإليكم السبب.

اقرأ أيضاً: بالوثائق.. دراسات أمريكية: الصيف يحد من انتشار فيروس كورونا.. وانتشاره في المناطق الباردة كلمة السر

تشمل أشعة الشمس ثلاثة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية، أولها هي الأشعة فوق البنفسجية (أ)، والتي تشكل أغلب الأشعة التي تصل إلى سطح الأرض، وهي قادرة على اختراق طبقات الجلد، ويُعتقد بمسؤوليتها عن 80 في المئة من شيخوخة البشرة التي تظهر في شكل تجاعيد وبقع مع تقدم العمر.

ثم هناك الأشعة فوق البنفسجية(ب)، التي قد تتلف الحمض النووي بخلايا البشرة وتؤدي لحروق الجلد وقد تتسبب في سرطان الجلد،مؤخرا اكتشف العلماء أن الأشعة البنفسجية "أ" يمكنها أيضا ذلك،وتتوافر لدى الباحثين معلومات لا بأس بها عن الأشعة البنفسجية (أ) و(ب)، وتحمي أغلب كريمات الشمس الجيدة منها.

ثم هناك النوع الثالث من الأشعة البنفسجية، وهو الأشعة البنفسجية (ج)، وهذا النوع من الأشعة ذو موجات أقصر وأنشط وقادر على إتلاف المادة الجينية (الوراثية) بفاعلية -سواء في الخلايا البشرية أو في الجزيئات الفيروسية، وقلما نتعرض لهذا النوع لأن طبقة الأوزون في الغلاف الجوي تمنعه من الوصول إلى البشرة الحساسة،

لكن العلماء ابتكروا وسيلة لاستخدام هذا النوع من الأشعة في قتل الميكروبات.

ومنذ اكتشاف ذلك عام 1878 شاع استخدام الأشعة البنفسجية (ج) في تعقيم المستشفيات والطائرات والمكاتب والمصانع بصورة يومية، كذلك يُعتمد عليها كثيرا في تطهير مياه الشرب إذ تقاوم بعض الطفيليات المطهرات الكيماوية كالكلور،ورغم أنه لم يجر أي بحث على مدى تأثير الأشعة البنفسجية (ج) على فيروس كورونا المستجد، فقد أظهرت دراسات سابقة إمكانية استخدام تلك الأشعة ضد فيروسات أخرى من نوع الفيروسات التاجية مثل سارس، إذ يضر إشعاعها بالمادة الوراثية لتلك الفيروسات، بما يحول دون قدرة الفيروس على استنساخ نفسه.

ونتيجة لذلك يتم اللجوء للأشعة البنفسجية (ج) عالية التركيز لمكافحة فيروس كورونا المستجد. وفي الصين يجري تعقيم حافلات بأكملها ليلا بتعريضها للإشعاع، كما جرى الاستعانة بأجهزة روبوت لتطهير أرضيات المشافي باستخدام نفس الأشعة، واستخدمت مصارف هذه الأشعة أيضا لتطهير عملاتها.

في الوقت نفسه، سجلت الشركات الموردة لمعدات الأشعة البنفسجية مبيعات ضخمة في الفترة الأخيرة. ويقول آرنولد إن شركة "يو في لايت تكنولوجي" نفد ما لديها من معدات وبصدد إنتاج المزيد.

لكن آرنولد يستدرك قائلا إن الأشعة البنفسجية (ج) ضارة جدا، محذرا من تعريض البشر لها،ويضيف "يصاب الإنسان بحرق في الجلد جراء أشعة الشمس بعد التعرض للأشعة البنفسجية (ب) لساعات، لكن الأشعة (ج) قادرة على حرق الجلد خلال ثوان، وإذا تعرضت لها العين فسيشعر الشخص خلال ثوان معدودة وكأنه نظر مباشرة لقرص الشمس بقوة عشرة أضعاف.

هل يمكن استخدام أدوية الإيدز في علاج فيروس كورونا؟

جرى الكثير من النقاش عن فعالية نوعين من أدوية فيروس نقص المناعة المكتسبة "- الايدز- " لوبينافير" و"ريتونافير"، في علاج مرض كوفيد -19، ولكن الأدلة على ذلك ليست كافية،وكانت هناك بعض الأدلة على فعاليتها في المختبرات، لكن الدراسات التي أجريت لتجريبها على البشر كانت مخيبة للآمال، حيث لم يحسن المركب الدوائي من عملية الشفاء أو يقلل الوفيات أو يخفض من مستويات الفيروس في أجسام المرضى الذين يعانون من إصابات شديدة بكوفيد-19.

ويعود ذلك إلى أن التجارب أجريت على مرضى كانت حالاتهم خطيرة، مات ما يقارب ربعهم، وبالتالي يصعب أن يؤثر الدواء في علاجهم لأن مرضهم كان وصل إلى مرحلة متقدمة جداً.

هل يمكن لأدوية الملاريا إيقاف كوفيد 19؟

يجري اختبار مدى فعالية أدوية الملاريا في هذا الصدد ضمن تجربتي منظمة الصحة العالمية "تضامن"، و"تعافي" البريطانية،وقد سُلطت الأضواء على استخدام هذه العقارات كعلاجات محتملة لفيروس كورونا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد، ولكنه أيضاً أثبت فشله وهو "الكلوركين"،والتي قامت بتجرب أولاَ أمريكا ومن ثم إيطاليا ثم اسبانيا وما لا يعرفه البعض أن هذا الدواء تسبب في زيادة أعداد مرضى فيروس كورونا بشكل كبير، وفقاً لبحث الكاتب الأمريكي " ليبر تيمانفيستوك" في صحيفة "وي باك ماشين" العلمية، حيث قال الكاتب الذي أجرى بحث موسع في ذلك الأمر أن هذا الدواء نتج عنه ندوب في القصبة الهوائية لبعض المرضى وقرحة في المعدة وفي بعض الحالات حدث دوالي مرئ مما زاد الوضع سوءاً وأسفر عن موتهم بفيروس كورونا، وهذا كما يقول يفسر سبب الأعداد الهائلة التي لقت حتفها في الـ3 دول بشكل خاص، كما ساهم بالإضافة إلى ذلك نقص أجهزة التنفس في ذلك حيث زاد الوضع سوءاً بشكل كبير مما أدى إلى عدم استطاعة المستشفيات سد حاجة المرضى.

اقرأ أيضاً: يختلط بأيون الحديد.. دراسة علمية تثبت: فيروس كورونا وحده ليس مميتاً

كيف ساهم دواء "كلوروكين" في صناعة مرضى جدد؟

لنشرح الأمر ببساطة تحمل خلايا دم الانسان الكرات الحمراء والبيضاء، الأولى هي المسؤولة عن إدخال الاكسجين في رئتيك وباقي أعضاء جسمك، ويمكنها فعل ذلك من خلال "الهيموجلوبين" وهو بروتين خاص من أيون الحديد المغلف بالبورفين لانه إذا لم يكن مغلف يكون سام، هذا هو الذي يستخدم لربط الاكسجين برئتيك، إذن عندما تصل خلية الدم الحمراء إلى الحويصلات الهوائية المحملة بأيون الحديد كما أشرنا سابقاً يأتي دور فيروس كورونا حيث ترتبط بروتيناته بأيون الحديد "الهيموجلوبين" ولكنها تخترقه قبل أن يغلف بالبروفين حينها يصبح حر ولخصائصه المؤكسدة يصبح سام في هذا الوقت يغلقه الفيروس بدلاً من البروفين ليندمج مع خلايا الدم الحمراء وصولاً إلى الرئة.

ويقول الكاتب أن الأمر هنا أصبح ظاهراً جلياَ فليس الفيروس فقط الذي يهاجم رئتيك بل يتسبب تحرير أيون الحديد في إصابتك بالتسمم بأول أكيد الكربون، فالأمر لا يقتصر على الالتهاب الرئوي الناتج من أنفلونزا بل تسمم يشل الرئة عن استقبال الأكسجين لمدة من الوقت، وهذا مات اكتشافه منذ يومين فقط في نيويورك دون الكشف عنه حتى الآن، فعندما بدأ الأطباء هناك بعلاج مرضى فيروس كورونا بدواء "هيدروكسي كلوروكين" أسفر ذلك عن اتحاده مع أيون الحديد المسبب للتسمم مما زاد من انتشار الفيروس مصحوباً بالتسمم داخل الرئتين والقلب معاً وأدى للوفاة.

اقرأ أيضاً: صنع في معمل صيني بتمويل أمريكي.. علاقة DNA الشعوب بقدرة فيروس كورونا على الانتشار

ماذا عن أدوية المناعة في علاج الفيروس التاجي؟

إذا كان رد فعل الجهاز المناعي شديدا في مواجهة الفيروس فقد يؤدي ذلك إلى التهاب في جميع أنحاء الجسم، ويعد هذا أمرا مفيدا في تحفيز وحشد قدرات الجهاز المناعي ضد الفيروس، ولكن إذا كان رد الجهاز المناعي مفرطا سيتسبب في أضرار جانبية في جميع أنحاء الجسم وقد تكون قاتلة.

وتحاول تجربة "تضامن" البريطانية اختبار فعالية عقار "إنترفيرون بيتا" الذي يستخدم لعلاج التصلب المتعدد (الذي يصيب والجهاز العصبي) ولتقليل الالتهاب.

والإنترفيرون هي مجموعة من المواد الكيميائية التي يطلقها الجسم عند تعرضه لهجوم من فيروس،وتستكشف تجربة "تعافي" في المملكة المتحدة مدى فعالية عقار "ديكساميثازون"، وهو نوع من هرمون الستيرويد الذي يستخدم لتخفيف الالتهاب.

اقرأ أيضاً: ماهي مناعة القطيع وكيف أستخدمتها الحكومات للحد من فيروس كورونا؟

هل يمكن أن يكون دم المريض المتعافي علاجا للمصابين بالفيروس؟

تتشكل لدى الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد -19، أجسام مضادة في الدم يُمكنها مهاجمة الفيروس،والفكرة هنا هي أن ننقل بلازما الدم -الجزء الذي يحتوي على الأجسام المضادة- من المتعافين من المرض إلى المصابين به،لقد عالجت الولايات المتحدة فعلياً 500 مريض بما يعرف بـ "بلازما الشفاء"، وهناك دول أخرى تقوم بذلك أيضاً.

كم من الوقت نحتاج للحصول على علاج؟

من المتوقع الحصول على نتائج التجارب في هذا الصدد في الأشهر القليلة المقبلة، ولكن من السابق لأوانه معرفة متى يمكن أن يتوفر لدينا دواء لعلاج مرض فيروس كورونا، ويرجع هذا التباين إلى أن الأطباء يقومون باختبار الأدوية التي تم تطويرها بالفعل والمعروفة بسلامتها بشكل يسمح باستخدامها، في حين يبدأ الباحثون في صنع اللقاحات من الصفر.

اقرأ أيضاً: لقاح فيروس كورونا في الأسواق قريباً.. حيوانات بحرية وبرية تقتل الوباء في أقل من نصف ساعة

كيف يعالج الأطباء مرضى فيروس كورونا الآن؟

إذا تعرضت للإصابة بفيروس كورونا، فستكون، على الأغلب، إصابة طفيفة كما هي الحال بالنسبة لمعظم الناس، ويمكن علاجها في المنزل بحبوب الباراسيتامول وشرب الكثير من السوائل والراحة في الفراش،لكن بعض الناس يحتاجون إلى علاج مكثف في المستشفى، والذي يتضمن تزويدهم بالأوكسجين عبر جهاز التنفس الاصطناعي، وأدوية خافض الحرارة على رأسها "البارستيمول" الذي نصحت به منظمة الصحة العالمية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الانتخابات الأمريكية.. هل تؤثر على الحرب في غزة؟