قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إن الله سبحانه يبتلي ويمتحن عباده، ليظهر لهم عملهم ليعرف العبد بعد ذلك هل نجح في الابتلاء أم لا، مشيرًا إلى أن الابتلاء لا يكون بالشر فقط، ففيروس كورونا المستجد ليس عقابًا إلهيًا كما يردد البعض وإنما هو ابتلاء واختبار للعباد.
وأكد شيخ الأزهر، في الحلقة الثالثة من برنامج "الإمام الطيب"، اليوم الأحد، أن الابتلاء بالشر فقط أمر غير حقيقي، فالبلاء يكون بالخير ويكون بالشر وهذا ما نزل به القرآن الكريم قال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء: 35]، وقال: وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ[الأعراف: 168]. وقال: فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ [الفجر: 15-16].
واختتم شيخ الأزهر حديثه بحقيقة غائبة عن الكثير وهي أن الاعتقاد بأن الابتلاء بالرزق الحسن وبالسراء يكفي فيه أن يشكر الله، مبينًا أن هذا خطأ شديد، مؤكدًا أن الشكر في النعمة يكون من جنسها ففيها الزكاة والصدقات وحقوق أولي القربي فهو باستمرار يستقطع من هذا الخير وهذا المال لنفع الآخرين، وهذا عكس اتجاه طبيعة الإنسان الذي خُلق شحيحا، فالأموال مقدمة على الأنفس في القرآن الكريم، وهذا ما جعل الصابر والشاكر في الجنة.