اعلان

أمريكا تجهز مسودة جديدة لتمديد حظر السلاح على إيران.. هل ينجح "ترامب" في معركته داخل مجلس الأمن؟

الاتفاق النووي الإيراني
الاتفاق النووي الإيراني
كتب : سها صلاح

منذ بداية تفشي فيروس كورونا في العالم والتهم تقذف على الدول بعضها البعض، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط بل تفرض أمريكا عقوبات على الصين وإيران بالإضافة إلى العقوبات السابقة متهمة الاولى بصناعة الفيروس داخل أحد معاملها، ومتهمة الثانية بسرعة انتشار الوباء في العالم، ولكن هل هناك حل لتهدئة الأوضاع بين أمريكا والدول الأخرى؟ وهل تحضر أمريكا لشئ آخر بشأن الاتفاق النووي الإيراني؟

منذ أسبوع أطلع "دومونيك أرشر" الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على كواليس تدور في مجلس الأمن الدولي استعداداً لمواجهة محتملة بين أمريكا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى بشأن تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، بعد تقديم مذكرة أمريكية لإعادة مناقشة الأمر تتضمن استراتيجية جديدة لإحياء حظر الأسلحة لإيران الذي عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظام الملالي في 2015 ونسفه الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب منذ توليه الحكم.

اقرأ أيضاً: من صفقة القرن إلى فيروس كوفيد 19.. كيف انهارت أمريكا على يد جاريد كوشنر؟

ماهي قصة حظر الاسلحة على إيران موضع الاشتباك؟

بموجب الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 بين أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين وإيران (خطة العمل الشاملة 6+1)، من المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر المقبل.

اقرأ أيضاً: "المجوهرات مش دايما بتزغلل العين".. مذكرات "بن رودس" تكشف هدايا السعودية لأوباما لوقف الاتفاق النووي الايراني.. والرئيس السابق رفض فاستبدلوه بترامب

الهدف من الاتفاق كان منع إيران من تطوير برنامجها النووي عسكرياً وإنتاج أسلحة نووية، لكن مع وصول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، هدد بالانسحاب من الاتفاق واصفاً إياه بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق"، ونفذ تهديده بالفعل عام 2018 وانسحب من الاتفاق بشكل أحادي وأعاد فرض عقوبات أمريكية على إيران، لخنق إيران اقتصادياً لإجبارها على الرضوخ لاوامر أمريكا وعقد اتفاق بشروط جديدة، ووصل الأمر بين الدولتين إلى الاشتباكات العسكرية حتى تم اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني، وردت إيران باستهداف قواعد عسكرية للقوات الأمريكية في العراق وأسقطت طائرة ركاب مدنية أوكرانية بطريق الخطأ أثناء العملية.

ماهي استراتيجية الأمريكية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني؟

مع اقتراب موعد رفع الأمم المتحدة قرار حظر توريد الأسلحة إلى إيران، وجد "ترامب" نفسه أمام مأزق بسبب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي جاء من طرف واحد، بينما حافظت إيران وباقي الأطراف على الاتفاق، وفي هذا السياق، قالت الصحيفة الأمريكية أن أمريكا ستواجه معركة صعبة إذا استخدمت التهديد لتفعيل عودة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران كوسيلة ضغط لحمل مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً.

اقرأ أيضاً: ينام إلى وقت متأخر ويأكل بشراهة.. كيف أثر فيروس كورونا على "ترامب"؟

وقد كشفت الصحيفة استراتيجية أمريكا الجديدة وتضمن الخطة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الأعضاء في المجلس والأطراف في الاتفاق النووي، حيث جهزت واشنطن "مسودة" لتمديد الحظر سُلمت لبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكن دبلوماسيين بالأمم المتحدة قالوا إنها لم تقدم لباقي أعضاء المجلس وعددهم 11، بما في ذلك روسيا والصين.

ورصدت المسودة عدة خروقات لإيران للقيود الذي حددها الاتفاق النووي الذي عقد منذ 5 سنوات بما يتعلق بمخزونها من اليورانيوم المخصب، رداً على الانسحاب الأمريكي وإعادة فرض واشنطن للعقوبات الأحادية التي خفضت صادراتها من النفط.

اقرأ أيضاً: هلع شرائي واعتقالات.. ماذا يحدث في كوريا الشمالية؟.. وكيف استغلت الصين الأمر لصالحها؟

ولطالما كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يضغط على مجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة، وإجراء "التفتيش في الموانئ وأعالي البحار، لإحباط جهود إيران المستمرة للتحايل على القيود المفروضة على الأسلحة".

هل من حق روسيا والصين الاعتراض؟

يتوقع دبلوماسي أمريكي أن مسودة أمريكا ستموت قبل أن تولد، فأي قرار يصدر من مجلس الأمن إلى تسعة أصوات مؤيدة مع عدم استخدام روسيا أو الصين أو أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا حق الفيتو، وستجد أمريكا صعوبة في حمل روسيا والصين على السماح بتمديد حظر الأسلحة لإيران.

وإذا لم يمدد المجلس الحظر المفروض على الأسلحة، فإن الخطوة التالية في الخطة الأمريكية ستكون محاولة تفعيل ما يسمى عودة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران بما في ذلك حظر الأسلحة، باستخدام أحد البنود في الاتفاق النووي.

لكن وثيقة قانونية لوزارة الخارجية الأمريكية، اطلعت عليها رويترز أواخر العام الماضي، أفادت بأنه لا يزال بإمكان واشنطن تفعيل العقوبات لأنها لا تزال تحمل صفة المشارك في الاتفاق في قرار الأمم المتحدة لعام 2015 الذي يكرس للاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً: "كيم" أكثر خطراً بعد وفاته.. "حرب نووية" تلوح بالأفق.. ما دور منظمة رئيس كوريا الشمالية السرية في إشعال الفوضى؟

ولكن الأمر سيكون فوضوي فحتى لو وافقت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لن توافق روسيا والصين لن توقع على تلك المسودة، ورفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخطة الأمريكية في تغريدة الإثنين الماضي، داعياً واشنطن إلى "الكف عن الحلم".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً