اعلان

السودان تصارع للخروج من النفق الاقتصادي المظلم.. والموقف المصري يدعم التوجه في مؤتمر باريس

الاقتصاد السوداني
الاقتصاد السوداني

تسعي دولة السودان الشقيقة لتخفيف ديونه الخارجية التي تتجاوز ‭‭‭50‬‬‬ مليار دولار خلال اجتماع للدائنين في باريس، وذلك للتعافي من الأزمة اقتصادية والعودة إلى الاقتصاد العالمي بعد عقود من العزلة.

بحسب صندوق النقد، هناك ‭‭‭5.6‬‬‬ مليار دولار مستحقة لمنظمات متعددة الأطراف مثل الصندوق والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، وهناك أيضا ما يقدر بنحو ‭‭‭19‬‬‬ مليار دولار مستحقة لدائني نادي باريس، أكبرها لفرنسا والنمسا والولايات المتحدة، وثمة كذلك مبلغ مماثل مستحق لدول غير أعضاء في نادي باريس، منها الكويت، أكبر دائن للسودان بقيمة ‭‭‭9.8‬‬‬ مليار دولار، والسعودية والصين، وأخيرًا، ينوء السودان بما يقول مسؤول في صندوق النقد إنه مبلغ أكبر من المعتاد من الديون المستحقة لمقرضين تجاريين، يقدر بنحو ستة مليارات دولار.

ونظرا لانعزال السودان عن النظام الدولي لعقود من الزمان، فإن حوالي ‭‭‭85‬‬‬ بالمئة من ديونه متأخرات - فوائد غير مدفوعة وغرامات.

وتمت بالفعل تسوية متأخرات السودان للبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، وتأمل الخرطوم أن تدبر في باريس تمويلا لسداد متأخرات لصندوق النقد أيضا، مما سيسمح بالمضي نحو نقطة القرار.

وللوصول إلى هنا، أجرى السودان إصلاحات اقتصادية يراقبها صندوق النقد وألغى دعم الوقود وخفض قيمة عملته خفضا حادا.

وتلقى السودان بالفعل تعهدا بمنحة بملياري دولار لإنفاقها على مدى العامين المقبلين نتيجة لتسوية متأخراته للبنك الدولي، إضافة إلى منحة قدرها ‭‭‭207‬‬‬ ملايين دولار من البنك الآسيوي للتنمية.

ويعتزم صندوق النقد تقديم تسهيل ائتماني ممدد لتمويل جديد في مجالات منها الصحة والتعليم والبنية التحتية والزراعة، بالتزامن مع إجراء مزيد من الإصلاحات.

دور مصر لدعم السودانوتلعب مصر دورًا محوريًا في مساندة السودان لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتخلص من ديونه المتراكمة وتخفيف أعبائه التمويلية من خلال إعادة جدولتها وإسقاط بعضها.

وقال النائب الدكتور إيهاب وهبه - عضو لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ - إن الدور المصري ظهر جليا في إعلانها المشاركة بالمبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان باستخدام حصتها بصندوق النقد الدولي لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها.

وأشاد "وهبه" باللقاء الذي جمع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بالعاصمة الفرنسية باريس والذي تناولا فيه الحديث عن القضايا الهامة والحيوية بالمنطقة ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح عضو لجنة الشئون الخارجية أن ما تشهده العلاقات بين الدولتين من تطور بارز على مختلف الأصعدة والملفات في الفترة الأخيرة يؤكد متانة الترابط واللحمة بين الشعبين، وأن العلاقات بينهما أزلية وليست وليده اللحظة وتظهر قوة وحدتهما بجميع الملفات بالمنطقة وأهمها أزمة سد النهضة.

وأثنى وهبة على نجاح القيادة السياسية المصرية في توحيد رؤى البلدين في ملف سد النهضة، حيث أكد اللقاء على أتمام التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين باعتبارها مسألة أمن قومي.

وجدد البرلماني المصري تأكيده على تمسك القاهرة والخرطوم باتفاق قانوني عادل يلزم إثيوبيا بالحفاظ على حقوق البلدين في حصتهما من مياه النيل، بما يحقق مصالح كافة الشعوب ويكون المجتمع الدولي شاهدا على العملية ما يتم التوصل إليه من نتائج.

يأمل السودان في جذب مستثمرين والحصول على تعهدات لسداد متأخراته لصندوق النقد الدولي في مؤتمر بباريس يوم الاثنين، وهو ما يمهد الطريق لتخفيف أوسع نطاقا لأعباء الديون الخارجية التي لا تقل عن 50 مليار دولار.

وأعلن وزير المالية الفرنسي برونو لو مير يوم الاثنين عزم فرنسا منح السودان قرضا تجسيريا بقيمة 1.5 مليار دولار لتسهيل ذلك وتغطية تكاليف إضافية، غير أنه يتعين أن يتعهد أعضاء بصندوق النقد بتغطية المتأخرات البالغة 1.3 مليار دولار لكي يتمكن الصندوق من سداد القرض التجسيري.

ومن المتوقع أن تتم تلك التعهدات في وقت لاحق يوم الاثنين، ولا يتعين على السودان سداد القروض التجسيرية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفربول وتوتنهام هوتسبير (4-2) في الدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة) | جووووووووووول سون