اعلان

هل احتاج شيكابالا للتعامل مع جوزيه مورينيو؟!‎

شيكابالا

في أحد لقاءاته التلفزيونية تحدث المدرب البرتغالى جوزيه مورينيو، عن واقعة حدثت معه أثناء قيادته لفريق تشيلسى الإنجليزى، تسببت في تغيير سياسة النادي بشكل عام وجعلت مورينيو، بشكل شخصى يغير من طريقة تفكيره وتعامله مع اللاعبين الشبان بأى فريق يقوم بالاشراف على الإدارة الفنية به.

ويقول مورينيو: في أحد السنوات تعاقدنا مع لاعب شاب -لم يذكر اسمه- وحضر اللاعب لمقر النادى وقام بالتوقيع على عقود انضمامه للفريق وكان بصحبته والده الذى كان بمثابة مدير أعماله، ثم حصل الشاب الصغير على مبلغ كبير من المال كمقدم للتعاقد، وفى اليوم التالى حضر اللاعب للمران مستقلًا سيارة فارهه.

على الفور -والكلام لازال على لسان جوزية مورينيو- استوقفت اللاعب وبادرت بسؤاله: بكم اشتريت هذه السيارة؟ فأجاب وكان الرقم موازيًا تمامًا لمقدم تعاقده الذى حصل عليه من تشيلسى، فسأله مورينيو مندهشًا: ومن أين ستحصل على بيت إذًا؟ فأجاب اللاعب والدى أخبرنى أنه ليس من المهم الآن أن أحصل على بيت، فرد مورينيو: والدك ليس أمينًا على مستقبلك ويجب فصلك عنه الآن.

وقرر مورينيو بالاتفاق مع إدارة النادى تأسيس إدارة مستقلة لإدارة شؤون اللاعبين بالتعاون مع بعض شركاء النادى الإعلانين كشركة Audi للسيارات التى اتفق معها النادى على منح كل لاعب جديد بالفريق سيارة مناسبة يسدد اللاعب ثمنها بالتقسيط من خلال عقده السنوى مع النادى، كذلك تم الاتفاق مع إحدى شركات التسويق العقارى التى كانت تمنح أى لاعبًا جديدًا بيتًا مناسبًا بسعر مخفض.

ولم يقتصر دور تلك الإدارة على توفير السكن والسيارة فحسب، بل كانت تعمل على حل أى مشكلة تواجه اللاعبين، كانت تراقب تحركاتهم وسلوكياتهم، كذلك تقوم بالاشراف على كل ما يتعلق بإدارة حياتهم بالشكل الذى يجعلهم قادرين على التحول من هواة إلى محترفين.

ومن هنا ومن هذه التجربة سنتحدث عن بدايات شيكابالا نجم الزمالك وكيف أثرت بشكل واضح فى مشواره كلاعب محترف.

شيكابالا أو محمود عبد الرازق المولود بمدينة أسوان في العام 1986، مات والده وهو فى سن صغيرة فوهبته والدته للزمالك، فقام النادى بإحتضانه وتربى بين جدارنه وسط عماله وموظفيه حتى بزغت موهبته الكبيرة التى أغرت المدرب البرازيلى الأسبق لفريق الكرة بالزمالك كارلوس كابرال بتصعيده للفريق الأول فى سن السادسة عشر، ليفاجىء الفتى الأسمر، الجميع بهدف لا نشاهده كثيرًا فى الملاعب المصرية فى مباراة المحلة، ليعلن شيكابالا للجميع قدوم موهبة إذا ما تم التعامل معها بشكل جيد ربما تتحول الى أسطورة.

شيكابالا الذي انضم للفريق الأول وسط جيل يعد هو الأقوى فى تاريخ النادى، تعلم منهم وتأثر بهم ولكن لسوء حظه لم يستمر فى اللعب معهم كثيرًا فأغلب عناصر هذا الجيل كانوا على مشارف الاعتزال، حتى رحل معظمهم بالفعل وانهار الفريق وجاء عرض باوك اليونانى كفرصة لشيكابالا، لأن يبدأ حياة احترافية حقيقية فى بلد أوروبى متوسط ربما يساعده بعد ذلك فى الحصول على فرصة أكبر فى دورى أكبر.

بالفعل تألق شيكابالا، وجذب سحره عدسات الكاميرات نحوه وأصبح محل اهتمام أندية كبيرة فى أوروبا باتت تتابعه عن كثب، ومع أول عودة لشيكابالا فى عطلة نهاية الموسم لم يعد النجم الأسمر قادرًا على مغادرة مصر بسبب أزمة التجنيد، ووقع للأهلى الذى كان قد أنهى كل شىء مع باوك اليونانى الذي يملك عقد اللاعب، قبل أن يتراجع شيكابالا ويعود من جديد للزمالك بغير رغبة باوك الذى قدم شكوى بحق شيكابالا وأوقف على إثرها وتم تغريمه والزمالك مبلغ مالى ضخم.

ولأننا فى مصر لا نملك عقليات كعقلية جوزيه مورينيو الذي أنقذ مستقبل لاعبه الشاب بقرارات ساعدته فيها إدارة النادى، تُرك شيكابالا لحفنة من المنتفعين سيطروا على عقله البسيط وحولوه تمامًا من هذا الشاب النوبى الطيب الى لاعب متمرد كثير المشاكل وهو ما أثر سلبًا عن مسيرته، فتباين مستوى شيكابالا بين التألق الكبير فى بعض الفترات كولاية هنرى ميشيل الاولى وبعض اوقات موسم الهولندى رود كرول ثم الدخول فى صراع مع الجماهير فى احدى المباريات فى ولاية ميشيل الثانية حتى جاء حسام حسن.

حسام حسن الذى اشتهر بقدرته على التعامل النفسى الجيد مع لاعبيه نجح فى تقديم شيكابالا فى دور البطل المنقذ والملهم للجماهير القادر على قيادة فريقه للمنافسة حتى ولو بعناصر ضعيفة لا ترقى لهذا التحدى الصعب، وعلى الرغم من ذلك انقلب شيكابالا على حسام حسن، وتمرد عليه اكثر من مرة وغاب عن التدريبات كثيرًا وبعض المبارايات وفى النهاية هدد ادارة النادى بالرحيل للاحتراف اذا ما استمر حسام.

وبالفعل أثمرت ضغوط شيكابالا ورحل حسام وجاء حسن شحاتة الذى كان يرتبط وقتها بعلاقة جيدة مع شيكابالا بعد أن قام بالاعتماد عليها كلاعب أساسى فى المنتخب فى نهايته عهده حتى ان شيكابالا قد شارك كأساسى فى اخر مباريات شحاتة على رأس القيادة الفنية للفراعنة.

وشهدت تجربة حسن شحاتة مع الزمالك تألق كبير للأباتشى، الذى انقد شحاتة من الإقالة اكثر من مرة بأهدافه المؤثرة حتى أتت لحظة الحسم التى تغلب فيها شيطان شيكابالا علي الطفل الملائكى بداخله ودخل فى أزمة مع شحاتة تسببت فى رحيلهما معًا من الزمالك بعد ذلك.

رحل شيكابالا عن الزمالك وانضم على سبيل الاعارة لنادى الوصل الاماراتى بطلب من الراحل برونو ميتسو مدرب الفريق الاماراتى فى ذلك الوقت، وقدم شيكابالا فنونه التى جذبت الانظار اليه فى الامارات حتى تغنى به الجميع هناك حتى تغلب المرض على برونو ميتسو فترك تدريب الفريق فقرر شيكابالا عدم اكمال مهمته وتوقف الفهد الاسمر عن الركض وبات جليسًا بائسًا نتيجة مرض يختلف عن ذاك الذى ضرب جسد ميتسو، وهو سوء التفكير.

عاد شيكابالا للزمالك فى الموسم التالى ودخل مع الفريق دورى المجموعات فى البطولة الافريقية وقدم اداءًا طيبًا فى مباراة اورلاندو بايرتس ثم كان احد اسباب عودة الزمالك لمنصات التتويج من خلال مساهمته بشكل فعال فى فوز الفريق الابيض بكأس مصر فى العام 2013، قبل ان يعود من جديد للتمرد ورفض حضور فترة اعداد الموسم الجديد ويصر على الرحيل حتى رحل الى سبورتنج لشبونة البرتغالى.

القدر قرر ان يكون رحيمًا بشيكابالا مجددًا ويقدم له هدية اخرى، عقد احتراف فى نادى كبير فى دورى اوروبى له اسم ومكانه جيده، حتى وهو فى سن نادرًا ما يحصل صاحبها على عقد احتراف اوروبى، وكعادته لم يحسن شيكابالا استغلال الفرصة حتى عاد للزمالك مطلع هذا الموسم واعير للاسماعيلى وقدم اداءًا مقبولًا اغرى مسئولو الابيض لاعادته فى فترة الانتقالات الشتوية يناير الماضى ولم يقدم شيكابالا ما يشفع له باللعب اساسيًا.

نسى شيكابالا ان الزمالك قد اعاده من مبدأ البحث عن نهاية سعيدة لقصة حزينة للاعب كان يستحق افضل مما وصل اليه لو وجد من البداية من يُحسن توجيهه او احسن هو شخصيًا حين نضوجه اختيار اصدقائه ومعاونيه، ودخل فى الفترة الماضية فى نوبة من التمرد جعلته يغيب عن التدريبات لما يقارب الاسبوع ويهدد بالرحيل وكأنه اصر على خاتمه لا تقل سوءًا عن مشواره المظلم مع كرة القدم.

ربما كان شيكابالا فى الصغر ضحية لسوء ادارة المواهب فى مصر او للظروف المجتمعية ولكن شيكابالا الان فى عمر الثلاثين ومن المفترض انه وصل الى مرحلة من النضوج تمكنه من التمييز بين الصواب والخطأ، وتجسيدًا لمقولة من الحب ما قتل لازال شيكابالا يجد من يدافع عنه حتى وهو مخطىء ومن يبرر له افعاله الصبيانيه وهؤلاء شركاء فى دم شيكابالا.

فى النهاية يبقى السؤال.. هل تصبح قصة شيكابالا البائسة سببًا فى ايجاد طريقة لانقاذ المواهب المصرية التى تٌهدر سنويًا نتيجة سوء ادارة النجوم وعدم التعامل النفسى الجيد مع اللاعبين حتى يعتادوا على التعامل مع الضغوط والمال والشهرة، ام سنستمر فى قتل المواهب وتدميرها والندم عليها بعد ذلك ؟!

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
النيابة العامة تتخذ إجراءات رادعة ضد شركات السياحة المخالفة لضوابط الحج