وجد علماء روس طريقة "لخداع" الجهاز المناعي بحيث يطيل الدورة الدموية لأي دواء نانوي تقريبا، ما يجعل التقنية أكثر فعالية علاجيا.
ووُصفت تقنية توصيل العقار، التي طورها فريق بحثي في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا ومعهد Shemyakin-Ovchinnikov للكيمياء الحيوية ومعهد بروخوروف للفيزياء العامة، بأنها "رائدة" في مجال الطب النانوي.
ويعد طب النانو فرعا جديدا نسبيا من العلاج، والذي يتضمن تصفية العقاقير بشكل مباشر في مجرى الدم للمريض ومباشرة إلى موقع المرض - وهي طريقة يمكن أن تقلل السمية والآثار الجانبية في أماكن أخرى من الجسم. ولأنها توفر العقاقير والحرارة وحتى الضوء مباشرة إلى مناطق المرض والعدوى، يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للأمراض الشديدة مثل السرطان.
وتساعد الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة Nature Biomedical Engineering، على حل مشكلة رئيسية أعاقت إيصال هذه العقاقير الجديدة في الممارسة السريرية. وهذه المشكلة هي الكفاءة الرائعة لأجهزتنا المناعية في إزالة العوامل الغريبة من أجسامنا. وعندما تُدار بشكل جيد، يمكن للجسيمات النانوية أن تعيش في مجرى الدم لدينا لمدة دقائق، أو حتى ثوان - ولكن لتكون فعالة وتصل إلى هدفها، فإنها تحتاج لفترة أطول.
قطع خطوة مهمة في علاج عقم الرجال
والآن، اكتشف فريق البحث طريقة لخداع أنظمتنا المناعية للسماح لهذه العوامل الغريبة، ولكن الصديقة، بالبقاء في مجرى الدم لدينا لفترة كافية للقيام بعملها.
وتعتمد الطريقة على "تشتيت" جهاز المناعة عن طريق إعطائه أمرا آخر للقيام به.
وتقوم أجسامنا بإزالة خلايا الدم الحمراء القديمة و"منتهية الصلاحية" باستمرار من مجرى الدم.
وقال الباحث الرئيسي، مكسيم نيكيتين: "افترضنا أنه إذا كثفنا قليلا من هذه العملية الطبيعية، يمكننا خداع جهاز المناعة. بينما يكون مشغولا بتطهير خلايا الدم الحمراء، يصبح الاهتمام بتطهير الجسيمات النانوية العلاجية أقل".
وأوضح نيكيتين أن التكنولوجيا مفيدة لأنها تشتت جهاز المناعة بـ "طريقة لطيفة" من خلال الاستفادة من آلياته الفطرية الخاصة، بدلا من إضافة المزيد من المواد الاصطناعية.
وعُثر على نهج "cytoblockade" ليكون قابلا للتطبيق على جميع الجسيمات النانوية ذات الأوزان والأحجام المختلفة. والأفضل من ذلك، لم تعمل التقنية على تثبيط قدرة الجسم على محاربة الفيروسات العادية.
وطبّق الفريق الروسي التقنية الخاصة على مرضى السرطان، حيث أدى نهج cytoblockade إلى زيادة الكفاءة في توصيل الجسيمات النانوية للورم، بما يصل إلى 23 مرة