تستمر السلطات الإيرانية في تصوير المعتقلين السياسيين أو الاجتماعيين وبث تصريحاتهم المأخوذة قسراً على وسائل إعلامها، في إيحاء منها بشفافية تلك التوقيفات، وسط إدانات دولية لهذا النهج، وانتقادات عارمة من قبل ناشطين إيرانيين.
وفي جديد خبايا تلك الفيديوهات التي تبث على الهواء، كشفت الناشطة الحقوقية السجينة نرجس محمدي، في مقال لها من داخل سجن زنجان، أن السلطات أعطتها دواء لكي تبدو متماسكة أثناء التصوير.
وتطرقت محمدي إلى الفيديو القصير الذي بثه التلفزيون الإيراني مؤخراً ليؤكد أن حالتها الصحية جيدة، وأنها تتلقى العلاج، بعد أن أكدت في رسالة سربت من سجنها أن وضعها سيئ جدا.
وبدت نرجس في الفيديو، الذي صور في المركز الصحي للسجن، وهي تقول جملة يتيمة رداً على سؤال غامض: "أنا بخير"، في حين أكد مقررو الأمم المتحدة أن الفيديو "لا قيمة أو مصداقية له"، وأنه يشكل "انتهاكاً لخصوصية" نرجس محمدي.
وقد أشارت محمدي، إلى هذا الفيديو في مقالها، قائلة إنهم أعطوها أدوية لكي يجعلوها تتماسك للتصوير. وتابعت: "لم يتمكنوا من عرض كل ما تم تصويره، لأن السعال لم يسمح لهم بذلك، بالإضافة إلى أن كلام ضباط السجن أيضًا لا يمكن أن يُبث!".
يذكر أن الناشطة السجينة كانت قد أعلنت في رسالة سابقة أن کورونا تفشى في جناح النساء بسجن زنجان عدة أيام قبل إصابتها، ولكن لم يتم تقديم أي علاج طبي في تلك الفترة.
وكانت نرجس المحکوم عليها بالسجن 16 سنة، نقلت من سجن إيفين إلى سجن زنجان يوم 25 ديسمبر الماضي. ولم تتمكن حتى الآن في السجن الجديد، من التحدث إلى أبنائها عبر الهاتف، رغم مرور 11 شهرًا منذ آخر اتصال معهم.
وفي السياق، نشر التوأم كيانا وعلي، ابنا نرجس محمدي، المقيمان في فرنسا، مقطع فيديو يطلبان فيه من الشعب الإيراني أن يکون صوتهما حتى يتمكنا من سماع صوت والدتهما.