اعتبر نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق ممدوح العبادي، أنه لن يكون هنالك أثر للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي على القضية الفلسطينية، معتبرا أن الإمارات لم تكن شريكا في الصراع العربي الإسرائيلي ولا علاقة لها بالقضية الفلسطينية.
وقال العبادي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الإمارات لم تكن شريكا في الصراع العربي الإسرائيلي وليس لها علاقة بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى الأثر المعنوي الوحيد لهذا الاتفاق والمتمثل بفتح الطريق لبعض الدول العربية مثل عُمان والبحرين، مستبعدا أن تقوم السعودية بعقد اتفاق مماثل.
وحول ما إذا كان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يمكنه أن يدعم القضية الفلسطينية، قال العبادي إن "الإماراتيين هم مطبعون منذ سنوات، وكل العلاقات والاتصالات الرياضية والثقافية وحتى الإغاثة التي كانوا يرسلونها بالطائرات كلها تدل على أنه هنالك تحت الطاولة يوجد علاقات ممتازة بينهم وبين إسرائيل وهم ينتظرون اللحظة المناسبة لإعلانها".
في 19 مايو الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن متحدثة باسم شركة "طيران الاتحاد"، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، قولها إن إحدى طائرات الشركة قامت برحلة شحن جوي من الإمارات عبر "إسرائيل" تحمل إمدادات إنسانية للفلسطينيين.
وأشار العبادي إلى أن "هذا كله كان تمهيدا وتحضيرا وانتظارا للساعة المناسبة لإعلانها"، وحول أثر ذلك على القضية الفلسطينية يقول "أنا أعتقد أنه كأثر معنوي وعملي صفر، لأن أبو ظبي بلد صغير لا يتجاوز عدد سكانها عن 500 ألف وبلد لم يكن شريكا في الصراع العربي الإسرائيلي وليس له علاقة بالقضية الفلسطينية".
كما أكد العبادي على أنه ورغم قيام كل من الأردن ومصر بعمل علاقات مع إسرائيل لكنها علاقات باردة ليس لها أي تأثير سلبي على القضية الفلسطينية، ويتساءل "ما هي العلاقة التي بين مصر وإسرائيل وما هي العلاقة التي بيننا وبين إسرائيل؟".
ويبين أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وبين الأردن وإسرائيل لم تغير شيئا من الصراع بين الشعبين المصري والأردني من جهة والإسرائيلي من جهة أخرى.
لكن العبادي يتحدث عن الأثر المعنوي للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي يتمثل في "فتح الطريق لبعض الدول التي تتعامل مع إسرائيل أساساً مثل عُمان والبحرين"، مشددا على أن "كل هذا ليس له قيمة ولن يكونوا مشاركين في الصراع العربي الإسرائيلي أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولن يكون لهم دور حتى في قيادة الوطن العربي".
وحول الدول العربية التي يمكنها التوقيع مع إسرائيل يشير العبادي إلى أنه يتوقع قيام كل من عُمان والبحرين فقط بالتوقيع مستبعدا أن تقوم السعودية بتوقيع هذا الاتفاق مع إسرائيل.
وأعلنت الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، أمس، عن اتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكل من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، على إنشاء علاقات ثنائية، تشمل تبادل السفراء، والتعاون في المجالات كافة؛ على أن تجمد إسرائيل مخططها لضم نحو 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، التي يسعى الفلسطينيون إلى إنشاء دولتهم المستقبلية على أراضيها كاملة، إلى جانب قطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة، عاصمة لهذه الدولة. وقوبل الاتفاق الإماراتي باستنكار شديد من قبل منظمة التحرير الفلسطينية - الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات.
من جانبه أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، يوم أمس، في تصريح صحفي أن قرار تجميد ضم أراض فلسطينية الذي تضمنه الاتفاق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل يجب أن تتبعه إسرائيل بوقف كل إجراءاتها اللاشرعية التي تقوض فرص السلام وانتهاكاتها للحقوق الفلسطينية، والدخول فوراً في مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.