أخطرت الولايات المتحدة رسميا الأمم المتحدة بطلبها إعادة فرض عقوبات دولية على إيران، في خطوة تطلق شرارة صراع دبلوماسي فوضوي، وتضع واشنطن في مواجهة مع الخصوم والحلفاء على حد سواء.
ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا - الحلفاء الثلاثة للولايات المتحدة والأطراف في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 - على الفور هذه الخطوة مما يشير إلى أن هناك معركة شاقة أمام إدارة ترامب.
وسلم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الإخطار لمجلس الأمن الدولي. وزعم في الرسالة أن إيران لا تلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف.
ومع ذلك، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في أيار عام 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق الذي توصل إليه سلفه باراك أوباما، وفرض منذ ذلك الحين عقوبات صارمة على إيران.
وأشار الحلفاء الأوروبيون الثلاثة لواشنطن في قرارهم بعدم دعم طلب بومبيو إلى الخروج أحادي الجانب، وقالوا إنهم ما زالوا ملتزمين بدعم اتفاق 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. و أوضحت روسيا والصين بالفعل أنهما لن تقفا إلى جانب الولايات المتحدة.
وقال الثلاثي الأوروبي في بيان "توقفت الولايات المتحدة عن المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة ... لذلك لا يمكننا دعم هذا الإجراء الذي يتعارض مع جهودنا الحالية لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة."
وقالت الصين إن مطالبة الولايات المتحدة بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران "ليس له اساس قانونى وحس سليم" وأنه منذ انسحاب الولايات المتحدة عام 2015 من الاتفاق النووي "لم يتم استدعاء آلية إعادة فرض العقوبات".
وكان الاتفاق يهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية، ولم تكن هناك أي مؤشرات على حدوث انتهاك كبير من جانب طهران، قبيل الانسحاب الأمريكي.
ويشكك معظم الدول بمجلس الأمن الدولي في قانونية لجوء واشنطن لتفعيل آلية فض المنازعات الموجودة بالاتفاق، نظرا لخروج ترامب بشكل أحادي من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا قبل خمس سنوات.
وتقول أمريكا إنها تستطيع، حيث أنها لا تزال من بين الدول المذكورة بالاسم في قرار مجلس الأمن رقم 2231 المؤيد للاتفاق النووي.
وتقول إيران أيضا إنه ليس من حق الولايات المتحدة المطالبة بذلك.
ويسعى ترامب الآن إلى تطبيق نظام عقوبات دولي مجددا على إيران بما في ذلك تمديد حظر السلاح، الذي ينتهي سريانه في تشرين أول/ أكتوبر المقبل، بموجب الاتفاق النووي.
اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة محقة في طلبها تطبيق آلية دولية للعقوبات ضد إيران.
وقال بومبيو يوم الخميس في نيويورك إن لدى الولايات المتحدة القدرة على تنفيذ هذا التطبيق لما يسمي بإعادة العقوبات.
وهدد بومبيو بصورة غير مباشرة بعواقب على الدول التي تتجاهل مطلب الولايات المتحدة قائلا: "عندما انتهكت العقوبات الأمريكية عاقبنا من تجاهلها، وحين تنتهك العقوبات الدولية سنعمل كل ما بوسعنا لتطبيقها".
ومن المثير للجدل بشدة ما إذا كان للولايات المتحدة مسوغ في تطبيق هذه العقوبات لأن إدارة ترامب خرجت من الاتفاق النووي الدولي مع إيران عام 2018.
وأخطرت الولايات المتحدة رسميا الأمم المتحدة بطلبها إعادة فرض عقوبات دولية على إيران، في
كانت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا رفضت الإجراء الأمريكي في بيان مشترك.
من جانبها قالت إيران انه ليس من حق الولايات المتحدة اعادة فرض العقوبات لانها انسحبت من الاتفاق النووي المبرم عام 2015