قدم وزير الدفاع الأرميني ديفيد تونويان استقالته، حسب ما ذكرت صحيفة "آرافوت" المحلية اليوم الجمعة. ويشغل تونويان منصبه منذ مايو 2018.
وتتعرض حكومة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لضغوط من أجل الاستقالة، إذ يطالبه آلاف المحتجين بترك المنصب في أعقاب إبرام اتفاق وقف إطلاق نار يكفل لأذربيجان الاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها في ناغورنو كاراباخ بعد ستة أسابيع من القتال.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن وحدات من الجيش الأذربيجاني دخلت صباح اليوم الجمعة منطقة أغدام، وهي منطقة تنازلت عنها القوات الأرمينية في اتفاق وقف إطلاق النار.
ونصت الهدنة التي توسطت فيها روسيا الأسبوع الماضي على أن تسلم أرمينيا سيطرتها على بعض المناطق التي تسيطر عليها خارج حدود ناغورنو كاراباخ لأذربيجان. أولى هذه المناطق هي أغدام، والتي بحسب المتفق عليه يجب تسليمها اليوم لباكو.
وتقع ناغورنو كاراباخ داخل أذربيجان ولكنها كانت تحت سيطرة قوات عرقية أرمينية مدعومة من أرمينيا منذ انتهاء الحرب الانفصالية هناك في عام 1994. ولم تترك هذه الحرب ناغورنو كاراباخ فقط بيد الأرمن، بل تركت مناطق محيطة كبيرة في أيديهم.
وكان القتال العنيف الذي اندلع في 27 سبتمبر يمثل أكبر تصعيد للصراع المستمر منذ عقود بين البلدين السوفيتيين السابقين منذ أكثر من ربع قرن، ما أسفر عن مقتل المئات وربما الآلاف من الأشخاص.
وأوقفت الهدنة الأسبوع الماضي أعمال العنف بعد عدة محاولات فاشلة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وتم الاحتفال به في باكو باعتباره انتصاراً في أذربيجان، لكنه أثار احتجاجات حاشدة في أرمينيا، حيث خرج الآلاف بانتظام إلى الشوارع للمطالبة بالإطاحة برئيس وزراء البلاد.
من جهة أخرى، يجري نشر نحو 2000 جندي روسي لحفظ السلام من أجل ضمان احترام المتحاربين لوقف إطلاق النار.
وبينما لم يرد ذكر تركيا في أي مكان في اتفاق إنهاء الأعمال العدائية، أكدت أنقرة بعد توقيعه أن جنوداً أتراكاً سيشاركون في مراقبة وقف إطلاق النار من مركز تنسيق مشترك مع روسيا في أذربيجان. لكن الرئيس الروسي أكد أنه لن يتم نشر أي جنود أتراك في ناغورنو كاراباخ.
وأخيرا لا يشير اتفاق إنهاء القتال إلى استئناف المفاوضات حول وضع المنطقة الانفصالية، القضية التي تسمم العلاقات في جنوب القوقاز منذ عقود.